الخرطوم- فاطمة علي
تصوير- محمد نور محكر
بعد مرور ثلاثة أيام كاملة، على إعلان حالة وفاة بفيروس “كورونا المستجد” في السودان، والذي أثار جدلاً كثيفًا في الأوساط المختلفة لم ينجلِ حتى الآن، لازال الشارع السوداني بين مُصدّق ومُكذّب، وبين ممتثل للقرارات والتوجيهات الرسمية التي صدرت عن السلطات الحكومية والجهات المختصة، وبين ساخر من الأمر برمته، وبدا واضحاً خلال أول أيام الأسبوع أمس “الأحد”، أن أثر الإعلان عن وجود “كورونا” في السودان فعل فعله في كثير من مناحي الحياة اليومية.
التزام ووعي
أكثر الأمور التي التزم بها كثيرون، كان هو التقيد بارتداء “كمامات” بمختلف الأشكال “كمامات طبية، قطعة قماش، مناديل… إلخ”، وأشارت بعض النساء إلى غلاء الكمامات، وذكرن أنهن يكتفين بتكميم أنوفهن بطرف الثوب او الطرحة”، إهتداء بإرشادات وزارة الصحة للوقاية من عدوى “كورونا”، والتزام البعض بعدم المعانقة والمصافحة أثناء السلام، بجانب غيرها من الإرشادات الأخرى.
وشهدت شوارع الخرطوم قلة في حركة المارة، بينما كانت السيارات العامة والخاصة هي الأكثر وفرة في الشوارع الرئيسية، وبدا أن كثيرين لاذوا بالمنازل خشية انتشار الوباء العالمي، وشهدت الشوارع وفرة نادرة في وسائل المواصلات وانسياب الحركة، بجانب عدم وجود ازدحام كبير في محطات الوقود والمخابز.
ونشط كثيرون في مجال التوعية، ولحظت (الصيحة) قيام أحد ركاب المواصلات العامة ببث رسائل توعوية في إحدى الحافلات، منوهاً إلى خطورة تبادل الأوراق النقدية من يد إلى أخرى، ودعا لتبادلها عبر استخدام قطعة قماش أو منديل ورقي.
في أحد سرادق العزاء، انصرفت النساء مباشرة بعد مواراة الجثمان وأداء واجب العزاء تحسباً للازدحام، وربما تقيدن بتوجيهات وزير الشؤون الدينية بعدم إطالة البقاء في “بيت البكا”.
لا مبالاة
لكن في الطرف الآخر، رصدت كاميرا (الصيحة)، مشاهد لمواطنين يتعانقون أثناء السلام ويصافحون بعضهم بحرارة، بينما يتماسك آخرون وهم يسيرون دون مراعاة للتحوطات التي تم الإعلان عنها. وعبر كثيرون عن عدم خشيتهم من الوباء الذي قال بعضهم إنهم لا يصدقون أنه دخل السودان ويستطيع العيش في أجواء الخرطوم الساخنة. وأبدى البعض عدم اكتراث لكل ما يجري بشأن الوباء.
وتلاحظ عدم تأثر كثير من الأسواق وأصحاب المتاجر والبقالات والأسواق بالتحوطات.
وشهدت متاجر هجمة من المواطنين لشراء السلع الاستهلاكية التي يمكن تخزينها تحوطاً للفترة المقبلة، خاصة مع تعطيل الدراسة في الجامعات والمدارس ورياض الأطفال، ومع اقتراب شهر رمضان المعظم.