بسبب كورونا.. هلع وفوبيا يجتاحان الشارع
الخرطوم : نجدة بشارة
بغض النظر عن تصنيف الوضع الحالي لفيروس ’’كورونا ’’ في السودان سواء باقتصاره على ظهور حالة واحدة، واحتمال وجود حالات أخرى مشابهة ربما لم تكتشف بعد إلا أن الأمر الوحيد المؤكد الآن هو وباء الهلع والذعر الذي ساد الشارع العام بالخرطوم منذ إعلان ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻋﻦ ﻭﻓﺎﺓ أول حالة بـ(كورونا)، أمس الأول، حيث ﺗﺴﺒﺐ الإعلان في هجمات شرائية على الصيدليات أدى الى انعدام تام (الكمامات) ومعقمات الأيدي، ورصدت الصيحة أمس السبت بيع الكمامات في الأكشاك والطبالي بأسعار خرافية تجاوزت (150) جنيهاً للكمامة. ﻭﻛﺸفت جولة ﻓﻲ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺎﺕ ﺑبحري والسوق ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ قامت بها (الصيحة)، ﻋﻦ انعدام تام لها، ورغم ذلك ﺷﻬﺪﺕ تدافعاً وﺍﺯﺩﺣﺎﻣﺎً ﻛﺜﻴﻔﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﻁﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺷﺮﻋﻮﺍ ﻓﻲ البحث عن ﺍﻟﻜﻤﺎﻣﺎﺕ حتى إن الصيدليات لجأت إلى كتابة ملصقات تحوي عبارة (لا توجد كمامات أو معقمات أيدي)، وتعليقها على البوابة أو الأرفف، بينما رصدت الصحيفة بيع ﺍﻟﻜﻤﺎﻣﺎﺕ بواقع 50 ﺟﻨﻴﻬﺎً، مقارنة ببيعها سابقاً بخمسة جنيهات للكمامة خارج الصيدليات.
تجارة الأزمات
ورغم المخاوف من هذا الوباء القاتل وسرعة انتشاره في العالم، إلا أن ذلك لم يمنع أصحاب الضمائر الميتة من استغلال الوباء ليتاجروا فيه، ويفكرون في الاستفادة من الأزمة الإنسانية التي قد تصيبهم أو حتى تصيب أقرب أشخاص لهم، وفي الوقت الذي يشرع فيه العالم والمنظمات الإنسانية والدولية لمحاربة الوباء، استقبل بعض التجار الوباء في السودان بالتفكير في زيادة حصيلة أرباحه. وقال صاحب صيدلية ببحري (للصيحة) إن الكمامات تستورد في الأصل من (الصين)، وذلك ما أدى إى انعدام الوارد مؤخراً، وقال إنه ومنذ فترة هنالك جهات أجنبية اشترت أكبر كمية من هذه الكمامات بالدولار، وبالتالي أصبحت الكمية الموجودة بالسوق ضئيلة لا تفي بالغرض لمواجهة مثل هذا الوباء. وأردف: لكن ومنذ إعلان حالة الوفاة ظهر الجمعة، تدافع عدد كبير من تجار السوق واشتروا كميات كبيرة من الصيدليات، ليتم عرضها وبيعها بأسعار مرتفعة.
وأشارت امرأة للصيحة، وكانت تقف داخل الصيدلية، إلى كشك مخصص لبيع السجائر في ناصية الشارع، قالت: هنالك توجد كمامات للبيع، خرجت من الصيدلية وقصدت الكشك فوجدت أن هنالك الكثير من المواطنين يطلبون الشراء، وكان يبيعها التاجر بسعر (50) جنيهاً للكمامة العادية التي تتوفر بسعر (5) جنيهات فقط بالصيدليات، في ذات الوقت رصدت الصحيفة بيع تاجر ببحري كمامات قماش بسعر (150) جنيهاً للقطعة الواحدة.
تحذيرات ولكن!
وكانت وزارة الصحة قد عبرت عن قلقها من انتشار ’’كورونا ’’ في العالم، في وقت أقرت فيه الوزارة بأن النظام الصحي في السودان لا يحتمل دخول أي حالة، وكشف وزير الصحة أكرم التوم في وقت سابق عن تحسب وزارته لأسوأ السيناريوهات منبهًا إلى تهيئة أماكن إيواء تسع آلاف الأشخاص، وأكد تحديد مواقع عزل في “16” معبراً فيها مخاطر صنفت (6) منها بذات اختطار عالٍ، وشكا الوزير من عدم قدرة الكادر الصحي على أداء عمله لجهة عدم حفظ حقوقه وتوفير سبل الوقاية له، مؤكدًا على وجود حالات تهديد بالقتل للكوادر الطبية.
وقال خبراء إنه رغم تحذيرات الوزارة وتطميناتها، الا أن الحقيقية المؤلمة أن السودان يعد من أضعف الدول وأسوأها في مواجهة وباء ’’كورونا’’ نسبة لأن أفضل بيئة لانتشار المرض حيث التجمعات الكبيرة وحالياً تشهد البلاد على أزماتها الكثير من منصات التجمع، من صفوف البنزين وصفوف وقود ومواقف مواصلات.. و…إلخ، ورصدت (الصيحة) انتشار الصفوف أمس أمام المخابز والمحطات رغم تحذيرات الوزارة، وأن مظاهر الحياة ما زالت تمضي بصورة طبيعية، ولم تخف اختناقات المواصلات، ولاحظت الصحيفة عدم الالتزام من قبل المواطنين بالكمامات أو أي واقٍ. وبسؤال المواطن، العم عبد العزيز عن أسباب تنقله دون وجود عازل أو معقم قال: (خليها على الله).
هلع وفوبيا
بالمقابل لاحظنا تجنب عدد كبير من المواطنين المصافحة المباشرة باليد، وتداول متابعون على منصات التواصل صورة تاجر يجلس أمام متجره ويضع ورقة مكتوب عليها، وعليكم السلام، في إشارة إلى حذره وتجنب المصافحة أو تبادل التحايا، فيما لجأ عدد من النساء إلى استخدام الثياب والطرح كساتر أو كمامة في المركبات العامة، وعبرت إحداهن عن لجوئها إلى لبس النقاب الإسلامي لما فيه من مزايا تحصينية للنساء من الفيروس، واعتبرن أن الوباء رسالة دينية لهن لمزيد من الحشمة والالتزام.
في الأسواق لاحظت (الصيحة) قلة في القوة الشرائية وإحجام كبير للناس من ارتياد الأسواق، فيما يلاحظ أن هنالك جامعة أجلت الامتحان الذي خُصص له يوم أمس السبت، كما أن خبر دراسة إغلاق المدارس وتأجيل امتحانات الشهادة السودانية أدى لاكتئاب لدى الأسر.
مقاطعة التجمعات
بالمقابل قررت عدة جهات مقاطعة الفعاليات والمنابر تمشياً مع الخطة القومية الموسعة لمكافحة وباء الكورونا، وموجهات منظمة الصحة العالمية وقرارات مجلس الوزراء، وتلقت الصحيفة خطاباً لتأجيل منبر إعلامي كان مقرراً له ظهر اليوم .