تقرير- عوضية سليمان
أصابع خَفِيّة ونُفُوسٌ ضعيفةٌ، هي تلك التي تتربّص وبغيرةٍ شديدةٍ على تولي المناصب السِّياسيَّة وسط السِّياسيين مِمّا يؤدِّي بشكلٍ مُباشر إلى التفكير في القتل المُعلن من قِبل شخصيات ضَعيفةٍ الإيمان.. وتَتَوارى هذه الاِغتيالات خلف المنصب الوظيفي الذي يُولد شَرارة الفِتن والتّربُّص بالآخرين، على نحو أن يقود للاغتيالات السِّياسيَّة ضد من يمثل المناصب الرفيعة ولكن لم يكن السودان في يوم من الأيام رهيناً لمثل هذه الجرائم في كل عهوده السابقة إلى أن تفاجأ مُؤخّراً، بحادثة مُحاولة اغتيال رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك والتي أرجعها مُحلِّلون سِياسيُّون إلى أنّ من فعل ذلك شخصية دخيلة على المُجتمع السُّوداني.
الوضع الأمني
مصدرٌ رفيعٌ رفض ذكر اسمه واكتفى بإفادته المُثيرة لـ(الصيحة)، وقال في التاريخ السياسي السوداني لم تكن هنالك حادثة اغتيال واضحة ومشهودة، ولكن تمت إعدامات لثمانية وعشرين ضابطاً في العلن، ولكن محاولة تصفية سياسي سوداني بإطلاق رصاص هذه عادة دخيلة وجديدة ومؤسفة، وقال: هنالك عوامل كثيرة ساعدت فيها مثل هشاشة الوضع الأمني، وإن الحكومة الانتقالية تعاملت بتساهل في كل القضايا تحت دعاوى الحريات، عكس ما كان يتم في النظام السابق، مشيراً إلى السيولة الأمنية التي تسود الأوضاع الآن. وكشف عن وجود معركة اقتصادية كبرى تمر بها البلاد ضد الثورة المضادة، وتسعى لخلق الأزمات السياسية، ولعبت دوراً كبيراً في تفاقمها، لتصبح أزمات مركبة، في ظل تداعيات جهود رفع السودان من قائمة الإرهاب. كما أنهم أرادوا أن تكون لهم رسالة بأن البلد غير مستقرة سياسياً واقتصادياً، وأن السودان يشهد تفلتاً أمنياً. وأكد أن محاولة اغتيال حمدوك رسالة موجهة إلى الخارج لتوحي بأن هنالك خلافات وانقسامات بين المكون العسكري والمدني وتأجيج للتناحر الداخلي في الفترة الانتقالية. وقال: هناك فشل في حماية حمدوك بوضعه في دائرة الاستهداف. وأكد أن عمليات الاغتيالات السياسية في السودان بدأت باغتيال الحكيم في الهيلتون في الديمقراطية الثالثة، ولكن تم تنفيذها من قبل المخابرات العراقية وقتها، بيد أن أحداثاً أخرى في بدايات الإنقاذ كانت قد وقعت مثل حادثة الخليفي في مسجد أنصار السنة، بينما تأتي أشهر الحوادث حادثة الدبلوماسي الأمريكي وسائقه السوداني خلال عهد الإنقاذ.
أصابع أجنبية
واستبعد السفير الدبلوماسي الرشيد أبو شامة لـ(الصيحة) بأن تكون هنالك أيادٍ سودانية في محاولة أي اغتيال سياسي حدثت بالسودان، لكنه قال ليست هنالك مغامرة سودانية بمثل هذه الحالات الحرجة موضحًا بأن الثقافة السودانية لم تسجل حالة واحدة للاغتيالات السياسية. وأضاف: لم نسمع في التاريخ السياسي بالاغتيالات السياسية في السودان، وقال إن ما حصل للرئيس حمدوك وراؤه أصابع أجنبية تسعى لخلق واقع مغاير في السودان، وأن يكون تابعاً لها ويحقق أهدافها، وتسيّر السودان وفقاً لرغبتها كما تسعى لخلق فوضى كبيرة في الشوارع مظاهرات وخراب ودمار. وتستمر لتعم ظواهر الفوضى من تهريب وسرقة واغتصاب. وقال: لابد من أن تضبط قوى الأمن الشارع في كل الحالات.
الغرض واضح
وأشار أبوشامة إلى محاولات كثيرة للاغتيالات السياسية بدأت تظهر في وقت ما في مختلف الولايات في السودان مثل جنوب دارفور وجبال النوبة، وكان السبب المباشر لتدبير القتل هو الاختلافات القبلية. ولكن في الوسط النيلي لا توجد أية حالة من حالات الاغتيال، مؤكداً أن ما حدث ليس مقياساً.
وأضاف: إذا كانت هناك ثقافة للقتل في السودان لكان قد اغتيل الرئيس المخلوع عمر البشير لما ارتكبه من فظائع، لذلك نحن نتهم أصابع أجنبية ومن مكائدها أنها استندت على متفجرات محلية الصنع للتضليل. وأكد أبوشامة أن غرضهم واضح بأن يحكم السودان عسكرياً وبنفس طريقة السيسي في مصر. وعزا ذلك إلى أن البعض لا زال خائفاً من مجيء الديموقراطية في السودان.
حالات سابقة
واسترجع أبوشامة التاريخ السياسي السوداني، وأشار إلى محاولة القتل التي قامت بها السفارة العراقية في الخرطوم في حق الزعيم الشيعي العراقي الحكيم في أواخر الثمانينات، والذي كان متواجداً في السودان بدعوة رسمية لحضور مؤتمر، وتم قتله في فندق الهيلتون من قبل فرد يتبع للسفارة، وبعد تنفيذ القتل هرب إلى الخارج، وقال: كانت هذه العادة دخيلة على الشعب السوداني، مشيراً إلى حوادث مشابهة في عهد النميري قتل السفير السعودي والقائم بالأعمال الأمريكي في مناسبة احتفال السفارة تم الهجوم وتم القتل في دار السفارة السعودية، واتهم خلالها بعض الفسطينيين وتم التحري معهم بواسطة نائب الرئيس.