- يُعتبر الاستقرار الفني هو أُس بناء فرق الكرة القدم على وجه الخصوص، والاستقرار الفني يعني استقرار التشكيلة نسبياً واستقرار المُدرِّبين، وكل الأندية التي تُعاني في هذه الناحية تدفع الثمن غالياً جداً، من خلال تذبذب النتائج، وتراجُع المُستوى العام من حينٍ إلى آخر، ولا يكاد أيِّ فريق يُعاني فنياً يتمكّن من تقديم نفسه بالشكل المطلوب أو توقّع نتائجه في مُواجهة كل الأندية التي يُواجهها، وبالتالي فإنّ الاستقرار الفني يمثل العمود الفقري لبناء الفرق، وكلمة السر في تطورها وتقدمها.
- الكثير من الأندية في الدوري الممتاز ظلّت تُعاني من هذه الناحية على مَرّ المواسم الماضية، ولا تكاد المنطقة الفنية لكثير منها تستقر لأكثر من ستة أشهر أو مُوسمٍ كاملٍ في معظم الأندية، بل إنّ هنالك أندية تقيل المدرب كل ثلاث مباريات استناداً على نتائج الفريق في المُنافسة وهو ما يعكس فكرة واحدة هو عدم وجود التّخطيط في الأندية من القِمّة وحتى آخر ناد في الترتيب، لذلك كان طبيعياً أن يكون الدوري الممتاز ضعيفاً ومُتذبذباً وغير جاذبٍ، وبالتالي تراجُع مُستويات اللاعبين وانحسار اللاعب الظاهرة من الملاعب لأنّ الداء عام في الكرة السودانية، وبالتالي يصعب صناعة المواهب في مثل هذه الظروف.
- ولعل ناديي القمة الهلال والمريخ عانيا كثيراً خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة من ظاهرة غياب الاستقرار الفني بعد أن وصل الفريقان في مُوسم من المواسم إلى مرحلة النضج الكامل، والذي كان يتطلّب المُحافظة على استراتيجية البناء، واتّخاذ خارطة واضحة في الإحلال والإبدال حتى يتسنّى للأجهرة الفنية بناء فريقٍ مُتفاهمٍ ومُنسجمٍ يمكنه المُنافسة على المُستويات كَافّة، المحلية والأفريقية، المريخ سبق الهلال في مضمار عدم الاستقرار الفني، حيث شهد وجود البرازيلي ريكاردو مع الهلال والذي قاده إلى نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا بعد عروض مُميّزة، شهد تبديلات واسعة في الأجهزة الفنية ولاعبي المريخ الذي كان يجدد دماؤه كل 6 أشهر بمدرب جديد سواء كان أجنبياً أو محلياً، وهي الفترة التي شهدت تألُق الأزرق وحصوله على الممتاز لخمسة مواسم مُتتالية، ولم يَمضِ زمنٌ طويلٌ حتى مشى الهلال على خُطى المريخ، ليصل رقم التعاقُد مع المدربين وإقالتهم في زمنٍ وجيزٍ إلى ما يقارب خمسة وعشرين مدرباً في خمس سنوات.
- منذ العام 2007 وحتى ما قبله، جرّب المريخ العديد من المدارس التدريبية بحثاً عن التجويد والظُهُور بمُستوى مُميّز على المُستويين المحلي والأفريقي في ظل سيطرة كبيرة من الهلال على الألقاب المَطروحة محلياً والتقدُّم باستمرار في المُسابقات الأفريقية، وبالمُقابل كَانَ خُرُوج المريخ من الأدوار التمهيدية أمراً شبه مُعتاد بالرغم من الجُهُود الكبيرة التي كانت تبذلها الإدارة، فقد جرّب المريخ المدرسة المصرية أكثر من مرة، ثُمّ بعدها اتّجه إلى المدرسة الألمانية بعد أن تعاقد مع الألماني أوتوفيستر وهو صاحب سيرة ذاتية غنية مع منتخب الكاميرون، ونجح أوتوفيستر في قيادة المريخ لوصافة الكونفدرالية، إلا أنه سرعان ما تراجعت أسهمه بعد الهزيمة المذلة برباعية على ملعبه، ولم يستمر بعدها طويلاً، وبعدها حاول المريخ تدارك الأمر واستعان بعديد المدربين الأجانب.
- سخر الإعلام الهلالي خلال فترة من الفترات من عدم الاستقرار الذي يعيشه المريخ والفشل الذريع الذي لازم كل المدربين واللاعبين الأجانب الذين مروا عليه خلال تلك الفترة، ولم يمض وقت طويل حتى بدأ الهلال في السير على خُطى المريخ، بتغيير المدربين بمُناسبة وبدون مُناسبة، فبعد إعلان تعيين المصري حمادة صدقي مديراً فنياً لنادي الهلال السوداني، وصل عدد المدربين الذين اُستعين بخدماتهم إلى أكثر من 23 مدرباً خلال السنوات الخمس الماضية، من ضمنهم 11 مدرباً أجنبياً، ومثلهم وطنيين، منذ تسلُّم أشرف الكاردينال رئاسة الفريق، ومع ذلك لم يجد ضالته من بين كل تلك المدارس، وذلك بعدم تمكنه من اختيار مدرب بإمكانه أن يمنح الفريق ميزة الاستقرار الفني.
- ومع كل هذا نبحث عن نتائج إيجابية ونمني أنفسنا بمُعانقة العروس الأفريقية..!!
- والحلم كما هو معلوم “بلاش”..!!
- اللهم أغفر لي ولوالدي.. رب أرحمهما كما ربياني صغيراً.
- أقم صلاتك تستقم حياتك..!!
- صلِّ قبل أن يُصلى عليك..!!
- ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!