الخرطوم ـــ محمد جادين
شهد المؤتمر الصحفي لوزير المالية د. إبراهيم البدوي بوكالة السودان للأنباء أمس، أحداثاً مؤسفة وحالة من الفوضى والهرج والمرج، وجدت استهجاناً من الوسط الإعلامي نفسه، فضلاً عن تعليقات ساخرة للناشطين بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، عكست صورة غير حضارية لما يحدُث في الإعلام السوداني والمؤتمرات الصحفية، سيما داخل مؤسسة عريقة مثل وكالة الأنباء الرسمية في البلاد.
وتَلاحَظ أن المؤتمرات الصحفية أصبحت تشهد مؤخراً ظاهرة جديدة تعكس صورة شائهة عن الإعلام بالسودان، فما عاد الحديث والسؤال فيها حكراً على الصحفيين والإعلاميين فقط، كما هو مُتعارَف عليه، وإنما باتت مفتوحة للناشطين السياسيين والمنظمات وعاشقي المشاركة من أجل المشاركة.
وقد دوّنت المضابط حالة انفلات ومشادات و”خروج عن النص” في كثير من المؤتمرات والفعاليات مثل حادثة المؤتمر الصحفي للجان المقاومة الأسبوع الماضي بمنبر “طيبة برس”، إلى جانب موجة الهتاف والاتهامات والجدل التي واجهها رئيس لجنة التحقيق في “فض الاعتصام نبيل أديب خلال منتدى “كباية شاي” بصحيفة (التيار)، وغيرها كثير من المواقف والمشاهد، كان القاسم المشترك فيها أن من يقومون بهذا الفعل في الغالب ليسوا صحفيين منتمين لمؤسسات إعلامية بعينها، وإنما ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي أو ناشطون في منظمات أو سياسيون، لكنهم قطعاً ليسوا مبعوثين من صحف أو وكالات أنباء بعينها.
وقد أعربت اللجنة التمهيدية لاستعادة نقابة الصحفيين السودانيين في بيان أمس، عن بالغ أسفها للأحداث التي صاحبَت فعاليات مؤتمر وزير المالية والهرج والمرج الذي ساده بسبب سوء التنظيم.
وأعلنت اللجنة، رفضها فتح المؤتمرات الصحفية لغير الصحفيين المعنيين المصرح لهم والممثلين لمؤسساتهم، ولا سيما نشطاء التواصل الاجتماعي والسياسيين وغيرهم من هواة حضور المؤتمرات الصحفية، وطلبت من مؤسسات الدولة وضع ضوابط تنظيمية صارمة للمشاركة في المؤتمرات الصحفية، بما يجعلها وسيلة لكشف الحقيقة وليس لإبداء الرأي والانتقادات.
ولوّحت اللجنة بأنه حال عدم تنظيم المشاركة في المؤتمرات الصحفية، ستضطر لدعوة منسوبيها من الصحفيين كافة لمقاطعة المؤتمرات الصحفية المثيلة.
فيما علّق صحفي خبير، مُعبراً عن أسفه للمستوى الذي ظهر عليه الصحفيون، باستثناء قلة من المحترفين، وقال إن الغالبية تحدثوا كسياسيين وناشطين. وأضاف “مهمة الصحفي، في المؤتمرات الصحفية، هي في تقديم سؤال واضح تمثل الإجابة عليه خبرًا يقدم جديدًا حول قضية تهُم الناس، أما إبداء الرأي فهو ليس من مهام الصحفيين في المؤتمرات الصحفية، رأيك نفسه يمكنك تحويله لسؤال”. وتابع: “المؤتمرات الصحفية يشارك فيها الصحفيون المحترفون الممثلون لمؤسساتهم وليس الهواة والسياسيون والمصافحون وأصحاب الهوى والأجندات”.