مفارقات (كورونا)
قدّمت الصين أمس الأول الثلاثاء أفضل ترجمة عملية لقاعدة تعريف الخبر التي تقول: (لو أن كلباً عض رجلاً، فإن هذا ليس بخبر، لكن الخبر هو أن يعض رجل كلباً).
فقد أثار خبر وصول طائرة ركاب صينية إلى طهران أمس الأول الثلاثاء.. من أجل إجلاء مواطني بكين الذين تقطّعت بهم السبل والأسباب هناك، إثر تفشي فيروس “كورونا” في إيران، في مفارقة كبيرة ومدهشة تعكس مدى تردي الأوضاع في الجمهورية الإسلامية التي أضحت أخطر بؤرة للفيروس يفر منها حتى الصينيين مركز الوباء العالمي.
وذكرت صحيفة “غلوبل تايمز” الصينية الناطقة بالإنجليزية، أن أولوية الإجلاء ستُمنح لنحو ثلاثين طالباً صينياً يدرسون بمدينة قُم المقدسة.
وقال خبير المجلس الروسي للشؤون الدولية الموجود في إيران، نيكيتا سماغين: من الانعطافات غير المتوقّعة في خارطة انتشار فيروس كورونا بإيران، هو سرعة ظهور إصابات عديدة بين ممثلي السلطات الحاكمة، مشيراً إلى أن انتشار الفيروس بدأ في الجمهورية من مدينة قم. .
وأكد سماغين تسجيل 5 حالات للمرض بين نواب البرلمان؛ إضافة لإصابة نائب رئيس الجمهورية لشؤون المرأة والأسرة، إلى جانب نائب وزير الصحة أيضاً.
وأشار الخبير الروسي إلى أن بدء انتشار فيروس كورونا من مدينة قم، ربما يُفسّر سبب تغلغل الفيروس بسرعة في مجلس الشورى الإيراني الذي يضم عدداً كبيراً من رجال الدين المقيمين بمدينة قم، أو الذين تربطهم بها علاقات دراسة، أو التردّد عليها بانتظام.
ومن آثار فيروس كورونا المستجد غير الفتاكة اتفق شيخ إيراني مع الشيخ السوداني بلة الغائب في طريقة متقاربة لاستنباط علاج لوباء كورونا.
وقال الشيخ عباس تبريزيان، الأستاذ في الحوزة العلمية في قم، إن العلاج لفيروس كورونا عبارة عن خلطة من حبة البركة والعسل، مُحيلاً هذه الخلطة إلى الإمامين موسى الكاظم وعلي الرضا، حسبما نقل الباحث في الشأن الإيراني محمد مجيد الأحوازي عبر حسابه على موقع تويتر.
واعتبر الشيخ تبريزيان أنه في حال كان المريض مؤمناً فسوف يخرج من الغيبوبة بعد يوم، أما إذا كان كافراً فسيموت حالاً، أما لو أنه كان منافقاً فسيبقى على مرضه إلى أن يُكمل الفيروس مهمته.
وفي ذات السياق قال الشيخ بله الغائب، إنه اكتشف علاجاً لمرض فيروس كورونا القاتل،
وإنه يراهن بالتجربة على نجاح هذا العلاج متى ما طُلب منه ذلك، موضحاً أن الكمون الأسود يُسحَن ويُخلط مع عسل النحل الأصلي وفق المقادير التالية: نصف رطل كمون مع رطلين عسل ويتناول منها المريض (4) معالق في اليوم بعد كل وجبة وعند الصباح على الريق وهو علاج شافٍ لكثير من الأمراض خلال (48) ساعة فقط.
المهم سواء بوصفة تبريزيان الإيراني، أو بلة الغائب السوداني، فإن فيروس كورونا المستجد صانع المفارقات، الذي استباح حتى حرمات الحوزات والعتبات المقدسة، يظل فيروساً مثيراً للجدل، ولن تنقضي عجائبه إلى حين ميسرة.