شتاينماير: أكدت لـ”حمدوك” أنّه يُمكن الاعتماد على ألمانيا
الخرطوم- مريم أبشر
أكّد السودان وألمانيا، حرصهما على تعزيز علاقاتهما في المجالات كافّة، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية.
وقال رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان خلال مُؤتمر صحفي مُشترك مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عقب جلسة مُباحثات بالخرطوم أمس، إنّ المُباحثات تناولت المُساندة الألمانية لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، ومُساعدتها من خلال أصدقاء السودان، بجانب المُساعدة في تحقيق السلام وفي القضايا الاقتصادية، ووصف البرهان، زيارة الرئيس الألماني للخرطوم والتي وصلها أمس بالتاريخية، واعتبر أنّها بداية حقيقيّةً للتغيير، وقال إنّ من مكاسب التغيير أنّ السودان بدأ يعود للمُجتمع الدولي، وإن النظرة إليه بدأت تتغيّر، وشكر البرهان، ألمانيا على قرار رفع الحَظر عن الدعم الاقتصادي للسودان، وأشار إلى طَلب السُّودان العَون والمُساندة من ألمانيا، ونوّه إلى السعي لإعادة العلاقات مع ألمانيا كَمَا كَانت في السابق.
من جانبه، أكد شتاينماير، دعم بلاده للتغيير السياسي بالسودان، وعبّر عن أمله في أن تنجح التّغييرات التي حدثت بالسودان، ودعا العالم للوقوف بجانبه، وقال شتاينماير إنّه أكد للبرهان ضرورة تحقيق العدالة ومُحاسبة من تَسَبّب في المشاكل الاقتصادية والسياسية وعزله عن العالم، وإنه من غير العادل أن يُحاسب الآخرون بهذا الفعل، وقال “إنّ هُناك تحدياً يُواجه مجلس السيادة والحكومة ونحن نعرف صُعُوبة هذه العملية وسندعمها بكل ما في وسعنا”.
وفي السياق، قال رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك، إنّ قرارات ألمانيا برفع الحظر التنموي عن السودان تُؤسِّس لعلاقات قوية.
وقال حمدوك في مؤتمرٍ صحفي مُشتركٍ مع شتاينماير أمس، إنّ هيكلة الجيش والمُؤسّسات الأمنية ضرورة وأساسية، وأوضح أنّ مَسَاعي تحقيق السلام في جوبا تقتضي هذا العمل، باعتبار أنّ الحوار في جوبا يستصحب محور الترتيبات الأمنية والذي يُعالج وضع قوات حركات الكفاح المُسلّح، وأضَافَ حَمدوك “لدينا نموذج لشراكة بين المدنيين والعسكريين لبناء ديمقراطية راسخة”، وتابع: “لم نُوقِّع أيِّ اتفاقٍ لأنّ الزيارة تمّت قبلها زيارات سابقة لوزير الخارجية الألماني ومسؤولين آخرين اتّفقنا فيها على العديد من الموضوعات والمشاريع”، وأكّد أنّ السودان بلدٌ غنيٌّ ولا يحتاج للهبات.
إلى ذلك، أقرّ حمدوك بأنّ حق التظاهر السَّلمي مشروعٌ ومنصوصٌ عليه في الوثيقة الدستورية، مُتمنياً أن يتكاتف الجميع من أجل بناء السودان، وأعرب عن أمله في المُحافظة على السلمية التي اتّسمت بها ثورة ديسمبر المجيدة والتي أدهشت العالم بتماسُكها وسلميتها.
من جانبه، قال شتاينماير “أنا هنا لأقول إننا سعداء للتغييرات في السودان والرأي العام يهتم بذلك أيضاً”، وأضاف “يجب أن يفتخر الشعب السوداني للإطاحة بنظام ذل عانى معه كثيراً”، وقال “نعرف الوضع الاقتصادي الصعب والسودان يحتاج للوصول إلى المؤسسات الدولية المالية”، وأضاف “أكدت لحمدوك أنه يُمكن الاعتماد على ألمانيا.. تحدّثنا عن الإمكانَات الاقتصادية والعمل جارٍ لتحسين الوضع بشكلٍ دائمٍ وألمانيا جاهزة لدعم عملية السلام في المُستقبل”، واعتبر شتاينماير أنّ هناك فرصةً تاريخيةً للسودان، لأنّ ما يحدث فيه يُؤثِّر على المنطقة بأكملها، وقال إنّ السودان يستطيع اتّخاذ خطوات أفضل وسندعمها بكل مافي وسعها، وأشار إلى أنّ هذه الزيارة، حتى ينظر القادة الأوروبيون للسودان بشكلٍ أفضل.