تقرير- عبد الله عبد الرحيم
اعتذرت وكالة السودان للأنباء عن الخطأ غير المقصود و(الربكة الكبيرة) التي صاحبت بَث بيان د. عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء مساء الجمعة الماضي، عقب فضّ المُتظاهرين في مليونية “ردّ الجميل”، حَيث أخطأ الفريق الإعلامي لـ(سونا) في بث كواليس الخطاب على الهواء مُباشرةً قبل إجازة بثّه، ببث جملة وجّهها السيد رئيس الوزراء لفريق التصوير كان ينبغي إزالتها (مَنتَجتها) قبل البث.. وتعد (سونا) بالتحقيق الحازم في الخطأ ومُحاسبة المسؤولين عنه، وتُؤكِّد لجمهورها من المُشاهدين والمُتصفِّحين لمواقعها المُختلفة على الإنترنت أنّ مُداخلاتهم وتعليقاتهم وآراءهم محل عنايةٍ وتقديرٍ، وكان بيان السيد رئيس الوزراء قد أُذيع بعد منتصف ليل الخميس الماضي عقب انفضاض تظاهرة “رَدّ الجميل” التي سَيّرَها شباب الثورة ووجّدت تأييد قِوى تجمع المهنيين وقِوى الحرية والتغيير، بيد أن البعض انتقد الطريقة التي سُيِّرَت بها التظاهرة التي كانت تهدف لإرغام القوات المُسلّحة لإعادة بعض مفصوليها من الضباط الذين شملهم كشف الإحالات للمعاش، ويقال إنّهم قاموا بمُساعدة ومُساندة الثُّوّار إبان قيام الثورة، مثل الضابط محمد صديق والذي صاحب مقولة (الرهيفة التنقد)، في إشارة إلى مَوقفه الداعم للثورة والثُّوّار وقتها، ما يُعرِّضه للمُساءلة العسكرية وقتها.
زمن البيان
وقد ضجّت الأسافير بما حَدَثَ، وعدّه البعض فضيحةً، بينما رأي بعض آخر أنّ المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء يتعمّد إخراجه بشكل غير لائق.. فيما طالب آخرون، المكتب بتقديم استقالته لما حدث واعتبروه مهزلة..! فالترتيب الذي صاحب إذاعة البيان الصحفي لرئيس الورزاء، قد شابته بعض الركاكة والمواقف غير “المُمنتجة”، إضافة لذلك، فإنّ الوقت الذي أُعلن فيه البيان كان قد تجاوز الثانية عشرة بعد منتصف الليل، مما أدى الإشارة إلى ضعف إعلام حمدوك وضعف دورهم في تنسيق برامج ومواعيد مُخاطبات وأعمال رئيس الوزراء إعلامياً.. وهذا بدوره يفتح الباب أمام إعلاميي رئيس الوزراء ودورهم، وما هي السياسة التي يعملون بها ومَن الذي يضع هذه الإجراءات التي تستهدف إحراج رئيس الوزراء؟!
اتّهامات للمكتب
رغم أنّها قدمت نفسها بصورةٍ جيدةٍ استحسنها مُعظم المُتابعين عندما قدمت السيد رئيس الوزراء إبان إعلان الحكومة الانتقالية، وقد أثارت جدلاً على مواقع التواصُل الاجتماعي في السودان، بظُهُورها الأنيق خلال المؤتمر الصحفي لإعلان الحكومة، وعرفت على أساس أنّها المُستشارة الإعلامية لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إلا أنّ داليا الروبي مستشارة حمدوك لم تسلم هذه المرة من هذا الخطل، فاللوم الشديد كان مُوجّهاً إليها باعتبارها الأكثر شُهرةً في المكتب الإعلامي ليس في الحادثة الأخيرة فحسب، وإنما طوال فترة عملها، وتحديداً خلال ما حَدَثَ في المؤتمر الصحفي لعودة حمدوك الى الخرطوم عقب زيارة طويلة قام بها الى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، حيث شن عليها إعلاميون وصحفيون هجوماً كاسحاً عقب أن سمحت لبعضهم بالدخول لصالة المطار، حيث المؤتمر الصحفي لحمدوك ومنعت البعض الآخر من الدخول، ودفع هذا بمواجهات بين الإعلام ومكتب حمدوك، تحمّلت الروبي على إثره هذا التعنيف، وأعلنت اعتذارها للقبيلة الإعلامية!! ولكنها وعبر صفحتها على “فيسبوك”، نفت الروبي أن تكون سبباً في تحديد ميعاد أو زمان إعلان السيد رئيس الوزراء لإعلان بيانه في تلك الليلة التي أعقبت فض تظاهرة “رد الجميل”.. وقالت إنّها لم تكن في الدوام في ذلك اليوم لظرف خاص.. وكتبت داليا الروبي منشوراً على حسابها الشخصي في “فيسبوك” استنكرت فيه إشارات التخوين التي قدمت لها ولزملائها في المكتب، وطالبت بضرورة توخي المعلومة الصحيحة والعمل على استدامة الحُريات بمُمارسة النقد الموضوعي، واعتبرت ما جرى استهدافاً لجنس النساء العاملات، ونأت بنفسها عن كل لا علاقة لها بالموضوع البَتّة.
مجرد تكهنات
ووصف المستشار الصحفي لمكتب رئيس الوزراء البراق النذير لـ(الصيحة)، أنّ الحديث الذي دار حول كواليس بيان السيد رئيس الوزراء في السوشيال ميديا، حديث بعيد عن مجريات الحقائق، ولم يقم على بيِّنات ومتابعة صحفية معلومة، مشيراً إلى أنّ الأمر لا يعكس الحقائق دوماً، وأن الناس يلجأون إلى حبكة التحليلات ويتعاملون معها وكأنها معلومة حقيقية صحيحة، وقال إنّ (سونا) أصدرت بياناً اعتذرت فيه عن أنهم جُزءٌ من الخطأ والربكة التي صاحبت إعلان البيان، وأشار إلى أنّ التأخير الذي صاحب إعلان البيان كان لمزيدٍ من التجويد، احتراماً للمُشاهد والمُتلقِّي، وزاد: إنّ كل المعلومات التي وردت في الميديا عبارة عن تكهُّنات ولا علاقة لها بأمر البيان، ووصف ما جرى تناوله بالميديا بالساذج.