كَرٌ وَفَرٌ بين الشرطة والمُتظاهرين وإصابات بالرصاص وعبوات البمبان
الخرطوم- النذير دفع الله
بَعد مُرور أكثر من عامٍ، عَادَت المتاريس مَرّةً أُخرى لشوارع الخرطوم أمس، وتجدّدت ظاهرة الانتشار الكثيف لقوات الشرطة وتمدّدت الأسلاك الشائكة على بعض الطُرقات، منعاً لدُخُولها أو المُرور عبرها.
وتظلّلت سماء الخرطوم بسحابات الغاز المُسيّل للدموع وكأنّما هو ذات المشهد الذي صَاحَبَ بداية ثورة ديسمبر 2018م لم نبرحه قط، حَيث جَابَ الثُّوّار والمُحتجون شوارع الخرطوم.
وما بين الكَر والفَر والهتاف و”زغاريد” الكَندّاكات كانت مليونية أمس الداعية لهيكلة المُؤسّسات العسكرية مَشهداً آخر، نادى فيه الثُّوّار بضرورة إعادة هيكلة المُؤسّسات العسكرية وإعادة المُحالين للمعاش من صغار ضباط القوات المُسلّحة الذين كانوا جُزءاً من الثورة.
وخَرَجت المَوَاكب من عدة مناطق بالخرطوم تحت عنوان “مليونية تتويج الأبطال” و”ردّ الجميل” لرفض إحالة الملازم أول محمد صديق وعددٍ من الضباط إلى التقاعُد، واتّجهت المَواكب إلى القصر الجمهوري، ورفع المُحتجون شعار “الرهيفة التنقد”، كما وضعت متاريس أمام الحركة بعددٍ من الشوارع وسط الخرطوم، وأدّت الاحتجاجات لازدحام مُروري كثيفٍ وتكدُّسٍ للسيارات والمارّة بشوارع الخرطوم الرئيسية.
وفي الأثناء، طالب تجمُّع المهنيين السودانيين بضرورة الإسراع في هيكلة المُؤسّسات العسكرية، وشَدّدَ على إقالة وزير الداخلية ومُدير عام الشرطة على خلفية الاستخدام المُفرط للعُنف تجاه المُتظاهرين، واعتبر التجمُّع أنّ السُّلطة القائمة مَالَت إلى مُصادرة حَق التعبير بالطُرق الوحشية، مُشَبِّهاً إيّاها بالحملات الانتقامية على خلفية تصريحات عديدة من عناصر في المجلس السيادي ومجلس الوزراء تَحت دعاوى تنظيم التظاهر – على حدِّ وصف البيان.
من جانبها، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، وقوع (19) إصابة وسط المُحتجين في مواكب أمس، وقالت في بيان صحفي، إنّ القوات النظامية استخدمت الغاز المُسيّل للدموع والرصاص الحي والضرب بالعِصي والهراوات مِمّا نَتَجَ عنه عددٌ من الإصابات بين الثُّوّار، وذكرت أنّ الإصابات تَفَاوَتَت بين الرصاص الحي والمطاطي، ووقعت إصابة في الرأس بعبوة غاز مُسيّل للدموع تسبّبت في (نزيف داخل الجمجمة)، ونوّهت إلى تعدُّد الإصابات بالغاز نتيجة الإصابة بالعبوة، وحالات الاختناق والربو الحاد، كما وقعت عبوة غاز مُسيّل للدموع داخل بص ترحيل طلاب مدرسة “سان فرانسيس” نَتَجَت عنها إصابات مُتفاوتة، ووصفت اللجنة تَصرُّف القوات النظامية بِأنّهُ انتهاكٌ وتَعدٍ عَلَى حُرية التّعبير.