أسبوع المفاجآت
بات السودانُ قاب قوسين أو أدنى من أسبوع ستحمل أيامه الكثير من المواقف، والحكايات المثيرة المدهشة.. هو أسبوع ربما حلّ فيه الفريق أول عبد الفتاح البرهان ضيفاً على سيد البيت الأبيض دونالد ترامب، الذي يُرجّح أن يُكرم وفادة ضيفه بقرار من العيار الثقيل، لا يقل عن إزالة اسم السودان من لائحة الإرهاب السوداء.. إذ تقول مصادر قريبة من دوائر صنع القرار الأمريكي: إن قرار رفع العقوبات عن السودان قد صدَر بالفعل، عبر سلطات استثنائية للرئيس ترامب بتوافُق كامل مع كتلة الديمقراطيين في الكونغرس.
ويرجح “أريك منغلتتون” مدير مركز معهد صنع القرار في واشنطن، إعلان الولايات المتحدة رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب خلال زيارة البرهان لواشنطن.
وتأتي هذه الزيارة في ذات الوقت الذي يحط فيه الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير رحاله نهاية الأسبوع المقبل بالخرطوم لوضع النقاط على حروف مفردات التعاون التنموي والاقتصادي بين السودان وألمانيا.
وبالتالي أتصوّر أن هذا الأسبوع الذي أرهص بنتائج باتت تلوح في الأفق البعيد والقريب.. سيكون أسبوعاً ليس للنسيان إليه سبيل، إذ لا هنا فيه إلا هناك، ولا هناك سوى هنا.. في برلين، أو في واشنطن، أو الخرطوم.
وليستغرب من شاء أن يستغرب ما تبدّى من تفاؤل بين تضاعيف هذا الكلام.. فكل ما في الأمر أني لا أصدّق غير حدسي، شأني شأن من قال: (غير أني قائل ما أتاني من ظنوني مكذب للعيان).
لكن صحيح أيضاً أن ثمة شواهد تُعزز فرضية أن علاقات السودان بالولايات المتحدة في طريقها بعد لقاء البرهان ـ نتنياهو لانفراج كامل، ومن ذلك أخبار تقول: إن واشنطن جمّدت عبر قاضٍ فدرالي إجراءات قضائية تتعلّق بتفجير المدمرة كول، بعد توقيع الحكومة لصيغة تسوية مع أسر ضحايا المدمرة الأمريكية.
فضلاً عن اجتياز الخرطوم رغم تبايُن ردّات فعلها تجاه التقارُب مع تل أبيب.. لاختبار الجدية الذي خضعت له بمرور طائرة إدارية إسرائيلية عبر أجواء السودان، وجدت تعاوناً تاماً من مسئولي هيئة الطيران المدني.
المهم ليس صدفة أن كافة مسارات علاقات السودان الخارجية قد بدأت تنشط على نحو إيجابي الآن، وفي وقت واحد.
من استوكهلم التي حضنت مؤتمر أصدقاء السودان، إلى برلين وميونيخ اللتين شهدتا لقاءات مهمة لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ووزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، ونظيره الروسي أفغيني لابروف وغيرهم.
ثم إلى لقاء البرهان ـ ترامب المُرتَقب بواشنطن الأسبوع المقبل، وزيارة الرئيس الفيدرالي الألماني شتاينماير للخرطوم بالخميس.