ليعلم الجميع أن مشاركة المرأة في السلام ليس بدعة ولا منة ولا تمثيلاً ديكورياً فقط، بل هي ضرورة وملحة، فالمرأة هي المتضرر الأول من العنف والحرب، فهي الأرملة التي تفقد الزوج والابنة التي تفقد العائل والأم التي تفقد أبناءها وتتأثر بتبعات الحرب وعدم الاستقرار من نزوح ولجوء وإعالة الصغار الأيتام، فهي أعباء تنوء بحملها في ظروف قاهرة … ظلت النساء هن مجرد كمبارس في جميع مفاوضات السلام حتى الآن فهذا الظهور الضعيف والتمثيل الباهت للمرأة في مفاوضات جوبا أنقص من حق الكنداكات الثوريات اللائي صنعن هذه الثورة، وتحملن كل الصعوبات من اعتقال وضرب واغتصاب وترويع لصنع واقع أفضل ومستقبل زاهر، فتم تجاهلهن عمدًا واختطف منهن حق القيادة والريادة .. ولكن لن نستسلم، فقد قمنا بكتابة مذكرة حقوقية مع بعض الأخوات القانونيات لرفعها إلى الأمم المتحدة وفقاً للقرار 1325الصادر عن مجلس الأمن بأحقية وأهمية مشاركة المرأة في صناعة السلام والأمن، وحقها التام في عملية صناعة القرار ليضمن فعاليتها في استدامة السلام ودعم الاستقرار، فقد أصدر مجلس الأمن القرار 1325 حول المرأة والسلام والأمن في 2000 وحث كل الدول الأعضاء على أخذ التدابير اللازمة في المسائل المتعلقة بمشاركة المرأة في عمليات صنع القرار والعمليات السلمية، والدمج والتدريب وحفظ السلم.
ويعتبر هذا القرار بمثابة حد وخط فاصل بالنسبة لتطور حقوق المرأة وقضايا الأمن والسلام، وهو وثيقة رسمية وقانونية تصدر عن مجلس الأمن، يطلب فيها من أطراف النزاع احترام حقوق المرأة، ودعم مشاركتها في مفاوضات السلام، وفي إعادة البناء والإعمار التي تلي أعمال العنف والنزاع، ويعد القرار مهمًا بالنسبة للمرأة على المستوى العالمي، لأنه أول قرار لمجلس الأمن يهدف إلى ربط تجربة النساء في النزاعات المسلحة بمسألة الحفاظ على السلام والأمن الدوليين … ومن هنا نناشد صانعي القرار الإسراع بالالتفات لهذا القرار، فسوف يسهم في الدفع بملف حقوق الإنسان والمرأة بالذات، الذي هو أحد المطلوبات حالياً لرفعنا من قائمة الإ رهاب …