الخرطوم- جمعة عبد الله
تصوير- محمد نور محكر
بين مُصَدِّقٍ ومُكَذِّبٍ، تلقّى الرأي العام السوداني الأسبوع الماضي، قرار وزارة الطاقة والتعدين بالمُوافقة على فتح محطات لبيع البنزين بسعرٍ تجاري، بدا للوهلة الأولى مُكلّفاً وغير مقبولٍ للمُواطنين، وكان قد حُدِّدَ يوم أمس السبت (15 فبراير) موعداً لبدء الخدمة الجديدة التي يبدو أنّها ستكون لها ميزاتها.. فقد وقفت (الصيحة) أمس على تدشين هذه الخِدمة ووجدت ردود فعل مرحبة في غالبها، فيما كان ردود الفعل الغَاضبة والمُستنكرة من بعض الذين لا علم لهم بتطبيق هذا القرار.
وبدأت الحكومة رسمياً أمس، تطبيق قرار الوقود التجاري بتخصيص (10) محطات بولاية الخرطوم لصرف البنزين بسعر (28) جنيهاً للتر الواحد، مع استمرار بقية المحطات بالأسعار القديمة المدعومة.
ورصدت (الصيحة) في جولة على بعض مَحَطّات الوقود التجاري، انعدام الصُّفُوف بها واستقرار الخدمة، فيما أكّد مُواطنون من مُرتادي المَحَطّات أنّ البنزين التجاري برغم رفع أسعاره إلا أنّه خَفّفَ عليهم عَنَاء الوقوف لساعاتٍ طَويلةٍ أمام محطات الخدمة.
ورصدت الجولة، توافر البنزين بالمَحَطّات المُحَدّدَة دُون صُفُوف، وليس هُناك سَقفٌ مُحدّدٌ للسّيّارات ويُمكن الشراء بأيّة كمية بحساب سعر اللتر بـ(28) جنيهاً.
وقال مندوب وزارة الطاقة والتعدين الصادق عبد الكريم، إنّه مُشرفٌ على محطات ولاية الخرطوم الأربع “محطتي النيل بالعمارات والسجانة، ومحطتي بترو إينرجي بالشجرة والمُستودعات”، وأضاف بأنّ الخطوة ببساطة تتلخّص في تحديد محطات لبيع البنزين بسعرٍ تجاري مع استمرار بقية المحطات بالسعر المدعوم، وأضاف الصادق بأنّ على المُواطن الاختيار كلٌّ حسب ظروفه، وقال إنّ تطبيق القرار في اليوم الأول مضى بسلاسة عدا بعض الاحتجاجات من مُواطنين أكّدوا ألا علم لهم بالأمر، ورد عليهم بأنّ هُناك منشورات تُوضِّح نوع الوقود بالمحطة في حالة التجاري.
من جانبه، قال العامل بمحطة النيل بشارع محمد نجيب “محمود حسن”، إنّ التجربة لا تزال في يومها الأول، وأشار إلى اختفاء ظاهرة الصفوف بالمحطة كلياً، وتوقّع أن تسهم خطوة تحديد محطات للوقود التجاري في تخفيف الضغط على محطات الوقود المدعوم بحسبان أن هُناك من يَستطيع شراء البنزين التجاري وليس لديه وقتٌ لانتظار الصُّفُوف، وأكّد محمود أنّ الحكم على الخطوة لا يُمكن أن يتم منذ يومها الأول، لكنه أشار إلى فوائدها المُتمثلة في خَفض الضّغط على المَحَطّات الأُخرى، إضَافَةً إلى فوائدها للمُقتدرين الذين يقصدون محطات البنزين التجاري، حيث لا تُوجد بها صُفُوفٌ ويُمكنهم التعبئة دُون انتظارٍ وبأيّة كمية يريدونها.
وفي محطة النيل بالسجانة التي خُصِّصت للوقود التجاري، قال عامل بالمحطة، إنّ اليوم الأول خلا من الصُّفُوف، وأشار إلى استمرار العمل وفق السِّياسات والضوابط التي حدّدتها السُّلطات، ومنها منع بيع البنزين خارج “التنك” لأيِّ سببٍ كان، وقطع بأنّ الخطوة ساهمت في راحة بعض المُواطنين مِمّن لديهم القُدرة على شراء الوقود بالسعر الجديد، كما لا يستطيع كل الناس الوقوف بالصُّفُوف، وأكّد أنّ الخطوة تُشكِّل فُرصة للقضاء على تهريب الوقود.
(الصيحة) وقفت على آراء فئاتٍ مُختلفةٍ وتقييمهم للتجربة في اليوم الأول، وبدا أغلبهم مُرحِّباً بالفكرة، بل ويرى البعض أنّ السعر الجديد لا يُعتبر مُرتفعاً جداً، إذ لا يزال مدعوماً بنسبة ما من الحكومة.