** لعبارة العودة الطوعية العديد من الاستخدامات، منها السياسي ومنها الاجتماعي، وهي تواجه عبارة العودة القسرية، وما سأستخدمه اليوم أقصد به إخوتنا المغتربين الذين أنا معهم هذه الأيام واستخدامهم للعودة خليط من الطوعية والقسرية.
** يقررون العودة طوعاً ولكنها قسراً للظروف الصعبة التي يعيشها بعضهم أو بالأصح معظمهم، ومن لا يشرع في إجراءات العودة يكون قد مارسها طوعاً وقسراً مع جميع أفراد الأسرة معللاً بأن ذلك من أجل المدارس والجامعات.
** معهم ألف حق، فالمدارس الحكومية ممنوعة لغير أهل البلد، أما الجامعات فكلها (الجميلة ومستحيلة)، ويقول المغتربون الأسرة ترجع وألحق بهم بعد سنة سنتين ولكن كثيرين يمددون السنة سنتين لأكثر من ذلك، وكان الله في عونهم.
** حينما قررتُ العودة النهائية قبل عقدين من الزمان أحسست براحة ورضا، ربما لأن عملي استمر مع نفس الجهات الإعلامية، وكنت أرد على من يسألني طالباً النصيحة للعودة أجيبه بأن يسرع، وأحياناً أقول إنني ندمت لأنني تأخرت في العودة، وهذه الأيام يسألونني نفس السؤال وأجيب بأنني ندمت حين عدت وأنصحهم بالمزيد من تحمّل تعب وقسوة الغربة حتى (نعرف البلد ماشة وين).
**أُذكّر إخوتنا في الحكومة وجهاز المغتربين أن يسرعوا الخطى لتنفيذ الوعود الخاصة بالعائدين، لأن كل ما تقرر لا وجود له في أرض الواقع.
** أُذكر أخينا العزيز العالم الدكتور عبد الرحمن الزين المكلف، وهو أهل للتكليف بأمانة جهاز المغتربين بالحرص على العائدين وحوافزهم المقررة، ويكفي أنه من طينة أرض الوطنية والثورة أم المداين عطبرة العظيمة.
**** نقطة نقطة ***
** الملل يصيبنا من المعلومات حول تعويضات مليارية أو مليونية لضحايا المدمرة كول، والتي فجرتها القاعدة عام 2000م واعترفت بذلك، وليس لنا أي دور أو دخل، وأخيراً قرّرت محكمة أمريكية ذلك، ولكن رئيس وزرائنا الدكتور عبد الله حمدوك أثار الأمر خلال زيارته الأخيرة لواشنطون، وكانت أسر ضحاياها السبع عشرة قد رفعت دعوى ضد حكومة السودان مطالبة بتعويضات ضخمة وكان ذلك مبلوعاً في عهد نظام الإنقاذ المغضوب عليه من الولايات المتحدة. والسؤال لماذا نجاريهم ويفرح ويقبل وزير عدلنا بتخفيض التعويضات إلى ثلاثين مليون دولار ويعلنون أن السودان بعد الثورة غير مسؤول عما كان في النظام السابق، هل هذه هي المعاملة الخاصة المنتظرة؟
** حذّرنا من الانفلات الأمني، ولم يصدّقنا أحد، وحذّرنا من إضعاف أجهزة القوات النظامية ولم يصدّقنا أحد، وحذّرنا من قلة أخبار ضبط الأسلحة والمتفجرات وإعلانهم أنها تستخدم أرضنا كعبور، ولكن الحقيقة أنها جاءت لتستقر لا لتعبُر، ونرجو هذه المرة أن يصدقونا .
** لماذا الاصطياد في المياه العكرة ونشر معلومة عن خلاف بين الفنانين الكبيرين محمد الأمين وأبوعركي البخيت، رغم أن الأول قبّل رأس الثاني، ورغم أنهما من رحم واحد من أرض المحنة وأولاد دفعة.
** أحترم الولاة الذين احترموا أنفسهم واستقالوا وترجلوا، الواقع يؤكد أن العلاقة بين العسكريين والمدنيين مش كويسة، وهذا ليس في مصلحة البلد.
** أهنئ من كل قلبي الأخ الأستاذ الإعلامي لقمان محمد أحمد، سائلاً الله أن يوفقه وأن يجد يده وراحته، فهو المدير السادس لهيئة الإذاعة والتلفزيون خلال عشرة أشهر فقط، وقلبي مع أهل الوجعة العاملين في الهيئة العظيمة.
**بعد غد “الاثنين” تفتتح بطولة كأس العرب للشباب تحت 20 سنة في مجموعتين بالرياض والدمام ومنتخبنا مشارك، وللأسف بإعداد ضعيف، وكان الله في عون أهلنا المغتربين.