الخرطوم: معتز عبد القيوم
أعلن رئيس اللجنة المنظمة الأولمبياد طوكيو 2020م توشيرو موتو، أنّ انتشار فيروس “كورونا” المُستجد والمتنامي في الصين يُشكِّل “قلقاً كبيراً” قبل أشهر على انطلاق الألعاب الأولمبية والبارالمبية في اليابان الصيف المقبل في الفترة ما بين 24 يوليو الى 9 أغسطس المقبلين، على أن تليها الألعاب البارالمبية بين 25 أغسطس الى 6 سبتمبر.
وقال موتو خلال اجتماع للجنة البارالمبية الدولية: “نحن قلقون للغاية حيال إمكانية أن يُخفِّف انتشار الوباء من الاهتمام والحماس تجاه الألعاب الأولمبية”، وتابع: “آمل أن يتم القضاء عليه في أسرع وقت ممكنٍ. نخطط للتعاون مع اللجنة الأولمبية الدولية، اللجنة البارالمبية الدولية، الحكومة ومدينة طوكيو لمواجهة هذه المعضلة”، وحَثّ متحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية على “الهدوء”، قائلاً في تصريحات صحفية تناقلتها الأجهزة الإعلامية أمس “لدينا ثقة كاملة في أن السلطات المعنية، لا سيما في اليابان والصين ومنظمة الصحة العالمية، ستتّخذ جميع التدابير اللازمة لمعالجة الوضع”، مُؤكِّداً انّ الاستعدادات لطوكيو 2020م تستمر كما هو مُخَطّط لها.
وبالمُقابل، نَفَت اللجنة المُنظّمة لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية المُقبلة بـ(طوكيو 2020) ما تردّد بشأن أنّ الدورة مُهدّدة بالإلغاء في ظل انتشار فيروس “كورونا” القاتل، وأضافت لم نناقش على الإطلاق إلغاء الدورة، وأنّ اللجنة المنظمة لطوكيو 2020م تواصل العمل مع اللجنة الأولمبية الدولية وكل الهيئات المعنية، وستنظر أيِّ احتياطات لازمة في هذا الصدد، وأشارت الأولمبية الدولية إلى أنّ العمل يجري “كالمُعتاد” مع المنظمات المُهمّة، ومنها منظمة الصحة العالمية خلال الاستعدادات للأولمبياد، وأضافت سيشارك في الدورة الأولمبية أكثر من عشرة آلاف رياضي، ولم يسبق إلغاؤها إلا خلال الحرب العالمية الأولى والثانية، وكان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي تعهّد بأن وباء فيروس “كورونا” المُستجد لن يكون له أيِّ تأثير على مجريات دورة الألعاب الأولمبية أو البارالمبية، والتزم بالعمل مع الهيئات الدولية، على رأسها منظمة الصحة العالمية للحرص على ألاّ تتأثّر الألعاب بهذا الوباء، وسَنَتّخذ الإجراءات اللازمة لضمان استمرار الاستعدادات لاستضافة الأولمبياد الدولي بوتيرةٍ مُتواصلةٍ.
هذا وبدا القلق واضحاً في اللهجة التي تحدث بها سابورو كاوابوشي، عمدة قرية الرياضيين التي تستضيف 11000 رياضي ورياضية خلال الأولمبياد الصيفي القادم، قائلاً “آمل من قلبي أن نتغلب على هذا (الفيروس) وأن نعيش أولمبياداً سلساً”، وأضاف الرئيس السابق للاتحاد الياباني لكرة القدم: “سنبذل قصارى جهدنا لحماية الرياضيين وإتاحة الفرصة أمامهم لتقديم أفضل عروضهم”، وتسبب الوباء في إلغاء عدد من البطولات الإقليمية التي كان من المقرر استضافتها في الصين، من بينها تصفيات مُؤهّلة لمُنافسات الملاكمة وكرتي السلة والقدم للسيدات بالأولمبياد وبطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات والتي كانت مُقرّرة في مارس في نانغينغ، فقد تم تأجيلها إلى عام 2020م، وتترقّب الرابطة العالمية للاعبات التنس المُحترفات، وكذلك مسؤولو سباقات سيارات فورمولا1، الوضع في الصين تَحَسُّباً لاتخاذ القرار بشأن منافسات مقبلة بشإن إلغاء البطولات.
في ذات الوقت، زاد القلق في الاتحادات الإقليمية التي تتأهب للمُشاركة في الأولمبياد القادم، وأرسلت في مُخاطبات رسمية خلال الساعات الماضية مُستفسرةً اللجنة الأولمبية الدولية عن آخر التّطوُّرات والمُتابعة للوباء، إلا أنّ تطمينات الدولية حتى اللحظة لم تزل، وربما شهدت الأيام القليلة القادمة تطوُّراً آخر في اتّخاذ القرار حال ازدياد المرض ومدى خُطُورته على المُشاركين.