الخرطوم: مروة كمال
تراجع نشاط السودان في السوق العالمي من رابع دولة إلي أدنى من المرتبة الرابعة عشرة جراء تراجع الإنتاجية والجودة، شركة فود سيشلتي للخدمات الزراعية تحاول عبر مبادرة تطوير وميكنة الفول السوداني الى إرجاع موقع السودان العالمي في إنتاجية الفول السوداني بالإستفادة من الميزة النوعية “حمض الأوليك” الذي سيجعل من السودان لاعباً أساسياً في سوق الفول السوداني عالمياً، وبدأت التجربة بزراعة 500 فدان بغرب مدينة أم درمان “الكيلو٥٠”.
وتعول وزارة الزراعة أن تسهم التجربة بإدخال عينات تناسب الموسم الشتوي حتى نتمكن من الإنتاج في العروتين الصيفية والشتوية، لاسيما أن من ميزات الأصناف الجديدة ارتفاع حجم الأولين والأحماض.
هذا ما ذهب إليه مدير البساتين بوزارة الزراعة ولاية الخرطوم ب. أبوبكر هارون في يوم الحقل الذي تم تنظمه في المساحات المزروعة بالكيلو٥٠، واصفاً المبادرة بالتجربة الفريدة من شركة تصنف ضمن الشركات المميزة التي تعمل علي إدخال التقانات الحديثة في زراعة الفول في مساحة تقارب 500 فدان، مؤكداً دعمهم لجهود الشركة والسعي مع المزارعين لزيادة الرقعة إلى ما لا يقل عن مليون فدان، موضحاً أن المساحة الكلية 500 فدان كأول تجربة بالولاية بإدخال تقانات جديدة في عمليات الزراعة والحصاد والاستفادة من مخلفات الفول في توفير الأعلاف.
من جانبه، اشار مدير عام شركة فود سيشلتي للخدمات الزراعية منذر حمد النيل الى أن الشركة بدأت نشاطها بتطوير عمليات زراعة وإنتاج الفول السوداني بدافع رفع مستوى الجودة والنوعية وتقليص الفجوة الكبيرة في الإنتاجية، موضحاً جهود شركته في استقطاب خبراء في مجال تقنية الإنتاج الزراعي والمعدات على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية شركة “كي أم سي”، إضافة إلى مراكز أبحاث متخصصة في الفول السوداني الخبير “كيم مور” كمشرف على العمليات الحقلية التي تمت بالبلاد إلى جانب توريد أصناف جيدة تتوافق مع بيئة وتربة السودان.
وأبان أن يوم الحقل الذي أقيم بالكيلو ٥٠ هدف إلى الوقوف على التجربة الأولى والأصناف المنتجة وكمياتها والميكنة الزراعية المتبعة في العمليات الحقلية وتحقيق فائدة إضافية بالاستفادة من التبن والأداء العالي للحصاد والسرعة في الأداء، مبيناً وصول العمل إلى 50 فداناً في الشفت الواحد، وأبدى أمله في أن تسهم التجربة في رفع مستوى الرغبة لدى المزارعين للتوسع في زراعة الفول بعد توفر الآليات.
وأوضح أن مشروعات شركته في التطوير تشمل توطين التقاوي لسبع أصناف وزراعتها في 500 فدان تحتوي على حمض الأوليك بنسبة تصل الى 180%، وهذا يزيد سعره بنسبة 40% من الأسعار العالمية السائدة للفول العادي في ظل الحاجة لهذه الأصناف وتوجه العالم ككل نحوها مع عدم وجود منتجين للفول السوداني ذي ميزة الهايئوليك.
الخبير الأمريكي دكتور كيم مور قال إن السودان يتميز بزراعة محصول الفول السوداني وأنه البلد الأول التي أسست له إضافة إلى الميزات النسبية لموارد السودان الإنتاجية، وزاد على ذلك تميز الأصناف التي استجلبوها بتركبيتها وما تحتويه من كمية زيت وكمية أوليك مما زاد في إنتاجيته.
من جانبه، أوضح عضو مجلس إدارة شركة صافولا م. صلاح بشير وصول ثلاث مبادرات أساسية خلال الموسم الحالي، الأولى هي ميكنة زراعة الفول بالضعين في دارفور، وتوطيد علاقات إنتاج مع المزارعين أسهمت في رفع الإنتاج حسب الهدف الوصول إلى 700 كيلو للفدان بدلاً من 200 كيلوا حالياً وذلك من خلال الميكنة وإضافة أسمدة، المبادرة الثانية مكافحة الفطر الذي يولد الأفلاطوكس بالفول السوداني عبر إدخال صنف جديد لديه القدرة على المكافحة البيلوج ية بدعم فرنسي، المبادرة الثالثة والتي نحن بصددها توليد التقاوي وإضافة عينات جديدة تعطي إنتاجية عالية وتتم عمليات الزراعة بالميكنة مما يسهم في رفع الإنتاجية وتقليد الكوست معولاً على المبادرات في تقليل التحديات التي تواجه إنتاجية الفول السوداني بالبلاد.
وأقر بالتحديات التي تواجه الفول السوداني متمثلة في ضعف إنتاجية الفدان مما تسبب في ارتفاع الأسعار وعدم المقدرة على المنافسة بالأسواق الخارجية وضعف العائد للمزارعين، التحدي الثاني كيفية تنظيم الأسواق للخروج بإنتاج جيد، مشدداً على ضرورة قيام بورصة لتداول الفول لتقليص الفجوة الكبيرة بين المنتج والمستهلك النهائي ويستطيع المزارع الحصول على عائد مجزٍ، وعليه يكون السعر للبيع النهائي خالياً من المضاربات في الأسواق.
وعزا تراجع إنتاجية الفول السوداني الى ارتفاع تكلفة الإنتاج وأن العينات المحلية أصبحت مستهلكه إضافة إلى إغفال ميزة الميكنة في كل مراحل العملية الزراعية، وتأسف لعدم الاستفادة من الميزة التفضيلية للإنتاج الزراعي بالسودان، وقال: لم يعد البيع للمنتج السوداني بأنه عضوي نسبة إلى أن إثباتها يحتاج الى شركات ومعامل لتأكيد خلو المنتج من المضافات، مؤكداً أنه لا يوجد حالياً بيع لمنتج عضوي.
وأكد على تحسن صادر البلاد من الفول السوداني كإنتاج يصل لمليون طن، وقال: تحسن الصادرات ينبني على تبسيط السعر وإحداث موازنة بين سعر الدولار وتكلفة الإنتاج حتى يستطيع المنافسة بالأسواق العالمية، مبيناً صادرات السودان من الفول النقاوة والزيت، ولفت إلى صادر العام المنصرم الذي حصر في الفول المقشور مما أسهم في ارتفاع حجم الصادر إلى 300 ألف طن والمتبقي صدر بـ600 دولار فقط.