إعداد: النذير دفع الله
(سوف أسعى لتحسين علاقة السودان مع العالم الخارجي، وسوف أذهب في هذا الأمر لأبعد من ذلك).
هي العبارة التي قالتها نجوى قدح الدم في حوار لـ(الصيحة) سابقاً، خلال زيارتها للخرطوم برفقة الرئيس موسفيني في عهد النظام السابق .
لقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كانت (قدح الدم) هي المهندسة له من خلال الترتيبات، فأصبح اللقاء حسب ردود فعل الشارع السياسي هو (الأبعد من ذلك).
نجوى قدح الدم التي تعشق أم ردمان، وتهتم بالمجال العلمي والعمل الإنساني والتنمية والبيئة، هي إحدى السودانيات اللائي دخلن وكالة الفضاء الأمريكية عبر التميّز العلمي والتخصّص في الشرائح الدقيقة والتي تُعرَف بالشاشات الشمسية المُتّصلة بالمركبات الفضائية.. (الصيحة) حلّقت بمركبتها، وحطّت في فضاء التفاصيل لقدح الدم وخرجت بالتالي:
سيرة وسريرة
نجوى عباس قدح الدم من مواليد أم درمان، أما (قدح الدم) فهو جدها من أمراء الأنصار والمهدية، نجوى تخرّجت في جامعة الخرطوم من كلية الهندسة قسم (الميكانيكا).
بين ألمانيا وزيمبابوي
نجوى حطّت رحالها في بلد الهندسة والتكنولوجيا (ألمانيا) والتي كانت من المحطات الأساسية في حياتها العلمية، حيث نالت فيها درجة الماجستير من خلال عملها كباحثة في مجال الشرائح الدقيقة التي تُعرَف بالشاشات الشمسية المُتّصلة بالمركبات الفضائية، ومن ثم انتقلت إلى زمبابوي للعمل في مجال التعليم في العام 1996م.
الدخول إلى “ناسا”
وفي العام 2000م كان دخولها للولايات المتحدة الأمريكية عبر وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وذلك خلال تقديمها ورقة علمية قدمتها في مؤتمر علمي (عن كيفية الحصول على الطاقة البديلة) عن طريق الهواء، كان من حسن الصدف وجود مدير وكالة (ناسا) ضمن المؤتمر والذي أعجب بالورقة فطلب منها الالتحاق بـ(ناسا) فكانت موافقتها على الفور.
يوغندا وصراع الدبلوماسية
ولعلّ الكثيرين يتساءلون عن سر وجود نجوى في يوغندا، وعلاقتها بالرئيس الوغندي موسفيني الذي توطدت علاقته بها من خلال منابر الامم المتحدة، وعملها في عدة مجالات في يوغندا وجنوب السودان، فتحسّنت العلاقة حتي صارت مستشارته المفضلة، بل ومناداتها بـ(ابنتي)، ومن خلال منظمة حماية البيئة في يوغندا، كان الولوج، وبداية رحلة الصراع الخفي بينها والدبلوماسية الرسمية السودانية بمساندة وزير خارجية النظام البائد على كرتي من أجل تعيينها في منصب دبلوماسي، ولكنها انتصرت في نهاية الأمر من خلال إقناعها كرتي بأنها قادرة على إقناع موسفيني بطرد المعارضة السودانية من أوغندا، ومن هنا عرف الجميع قدرتها وإمكاناتها ودورها في تحقيق كثير من القضايا التي تهم السودان.
وبعد قطيعة طويلة دامت سنوات بين كمبالا والخرطوم، لم تُفلح الدبلوماسية السودانية ولا المخابرات أن تُعيدها لوضعها الطبيعي، كانت قدح الدم هي (الشفرة) لفك طلاسم المقاطعة وعودة العلاقات فكانت زيارة موسفيني للسودان بعد سنين عددا.
موسفيني في أم درمان
اكثر ما أدهش الجميع بل وقيادة الدولة، هو موافقة موسفيني على زيارة منزل أسرة نجوى قدح الدم بأم درمان، وهو ما يؤكد عظم العلاقة بينهما، بل وأكسبها مزيداً من الاحترام والتقدير، ووقتها قالت نجوى إن الزيارة كانت بطلب من الرئيس يوري موسفيني بهدف التعرّف على أسرة قدح الدم الأمدرمانية، فهو أب وصديق شخصي، وأضافت أن معرفتها بالرئيس موسفيني ليست حديثة العهد إنما هي علاقة ومعرفة قديمة منذ أن كنتُ في الأمم المتحدة في يوغندا وجنوب السودان.
مهندسة اللقاءات
رغم تخصّصها في مجال الهندسة الميكانيكية والشرائح الدقيقة، إلا أنها أجادت هندسة اللقاءات الرئاسية والدبلوماسية، فكانت هي من هندست زيارة الرئيس موسفيني للخرطوم، وعملت أيضًا على تذليل الصعاب والتنسيق لكثير من اللقاءات لمسؤلين سودانيين في مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية، حيث تم تكريمها من قِبل الرئيس المخلوع بوسام النيلين مع رجل المخابرات المخلوع صلاح قوش في العام 2018م، هذا فضلاً عن علاقتها الطيبة مع جمهورية مصر وألمانيا والأمارات، وهي تسعى كما قالت سابقاً بجهد لخلق علاقات دبلوماسية جيدة للسودان مع دول العالم، ولكن أشهر ما قامت وربما يكون أنها واحدة من أهم العناصر التي خطّطت ورتّبت اللقاء بين البرهان ونتنياهو في عينتبي.