السلطان ضيو مطوك لـ(الصيحة):
رسالتُنا “نحن دايرين سلام يُعوّض المواطن ما فاته”
الشبكة القومية للكهرباء في الجنوب ستكتمل باكتمال الصيانة
جاهزون للتعاون والجنوب سوق حقيقي للسودان
دولة الجنوب في بداية الطريق وعلى السودان اغتنام الفرصة
حاورته بجوبا: شادية سيد أحمد
دولة جنوب السودان التي كانت جزءاً من السودان لوقت قريب، أصبحت دولة قائمة بذاتها بعد أن قرر مواطنوها مصيرهم وآثرو الانفصال عقب اتفاقية نيفاشا، رغم الانفصال ورغم الدخول إليها عبر الهوية السودانية (الجواز السوداني) وتأشيرة للدخول عبر مطار جوبا حاضرة دولة الجنوب وأخرى للخروج، رغم كل ذلك لا تحس أنت كسوداني بأنك في دولة أخرى، بل كأنما أنت داخل السودان وتعيش في جزء من السودان متناسياً كل الإجراءات الرسمية لدخولك إليها، دولة جنوب السودان هي من رحم السودان الكبير والواقع خير دليل ألا وهو احتواؤها لأبناء السودان والوسط بينهم للاتفاق حول قضايا السودان.
دولة جنوب السودان تملك حق الفيتو في التصدي لمشكلة السودان، وهي تعتبر أقرب الأقربين للسودان، ويحق لها ذلك، دولة جنوب السودان ترعى اتفاق السلام بين الفرقاء السودانيين ولسان حالها يقول: سلام السودان من سلام دولة الجنوب، دولة جنوب السودان ترعى سلام السودان من أعلى قمة فيها… الفريق سلفاكير ميارديت رئيس الدولة ومستشاره الأمني توت قلواك، والناطق الرسمي باسم فريق التفاوض السلطان ضيو مطوك، وزير الكهرباء بجنوب السودان، وإلى جانب انشغالنا بضرورة التوصل إلى اتفاق سلام شامل عادل دائم للسودان لم يُثنِنا ذلك عن الاهتمام بالوضع في دولة جنوب السودان.. حيث التقينا السلطان ضيو مطوك وزير الكهرباء بدولة الجنوب ليحدثنا عن الوضع في دولته.
*بداية حدّثنا عن سير السلام في دولة جنوب السودان؟
بعد تمديد برنامج اتفاق الوصول إلى سلام إلى مائة يوم اللجان الأمنية والعسكرية واللجان المختلفة قامت بوضع برنامج وخطة المائة يوم، والآن اللجان المختصة وصلت معسكرات التدريب في بحر الغزال، وفي أعالي النيل وفي كتوريا، وبدأت العمل، وهي قوات مشتركة مُدمجة تتكون من الحكومة والمعارضة للتدريب الموحد، وهي عملية ليست سهلة، والبدايات كانت أصعب، ولكن نتوقع أن تسير الأمور بصورة جيدة.
*هل ذلك يعني نتوقع التوصل إلى سلام في دولة الجنوب خلال فترة وجيزة؟
منذ أن وقعنا اتفاقية السلام منذ عام ونصف العام، نعيش في استقرار ولا توجد أي خروقات أمنية من الجانبين حتى الآن، وهناك التزام كامل من الأطراف الموقعة، وهذا ساعد كثيراً في بناء الثقة بين الأطراف الموقعة، وتم تكوين اللجان المشتركة ويتم العمل سويّاً الآن.
*هل هناك موعد مضروب لتكوين الحكومة؟
نعم، هناك موعد مضروب لتشكيل الحكومة حسب الاتفاق، “شهر فبراير المقبل”، والإشكالية التي كانت تواجه تشكيل الحكومة تتمثل في تدريب القوات المشتركة وبدأ العمل الآن، إلى جانب قضية الولايات وعددها، وطرحت المعارضة الرجوع إلى عشر ولايات باعتبار أن 32 عدد كبير، وكل ذلك مطروح على طاولة النقاش الآن، وسوف نصل فيه إلى اتفاق في وقت قريب.
*الوضع الاقتصادي في دولة جنوب السودان.. وموارد الدولة حدثنا عن ذلك؟
دولة جنوب السودان دولة غنية بالموارد المختلفة، نفطية، معدنية، زراعية، بشرية، والذي ينقص دولة جنوب السودان هو الاستقرار الأمني، ونحن نسعى الآن لإحداث هذا الاستقرار، وعندما يتوفر الاستقرار لن تكون هناك مشكلة.
*ما هو حجم الاستثمارات أم إن ذلك مرتبط بتوفير الاستقرار الأمني بدولة جنوب السودان؟
نعم الاستقرار الأمني من الأهمية بمكان، ولكن رغم ذلك لدينا استثمارات في قطاع البترول من عدد كبير من الأجانب، إلى جانب استثمارات في قطاع التعدين رغم أنها غير منظمة، كذلك توجد استثمارات في قطاع الطاقة ومنذ فترة تم افتتاح محطة كبيرة جداً لأحد المستثمرين الأجانب، وتوجد استثمارات كثيرة في دولة الجنوب.
*مستقبل العلاقات التجارية بين دولة السودان ودولة جنوب السودان ما هي المطلوبات؟
لا يوجد شيء يسمى مستقبل العلاقات التجارية.. السودان ودولة جنوب السودان كانا دولة واحدة، وبالتالي البنية التحتية لهاتين الدولتين واحدة، فضلاً عن التداخل الحدودي الذي وصل إلى مدى بعيد، ودولة جنوب السودان هي سوق حقيقي لدولة السودان، والسودان لا يمكن أن يصدر إلى جمهورية مصر أو المملكة العربية السعودية أو ليبيا، الجهة التي يجب أن يصدر لها هي دولة جنوب السودان، نسبة لأنها في بداية الطريق، ولا توجد مصانع أو شركات كبيرة، والاعتماد الكلي سيكون على السودان، وفي تقديري يجب على السودان أن يغتنم هذه الفرصة الكبيرة للاستثمار والتجارة.
*هل من خطوات تمت في هذا الاتجاه؟
نحن في دولة جنوب السودان جاهزون تماماً للتعاون مع السودان، ونحن نرى أننا أمة واحدة في دولتين، نفهم بعضنا البعض، ونعرف بعضاً جيداً، وهذا شيء مهم جدًا خلال المرحلة القادمة.
*إذًا نتوقع أن يكون حجم التبادل التجاري كبيراً بين الدولتين خلال المرحلة المقبلة؟
لا أستطيع أن أحدّد لكِ أرقاماً محددة، لكن ما أعرفه سيكون حجم التبادل التجاري والاستثماري بين الدولتين كبيراً جداً خلال المرحلة القادمة.
*ماذا بشأن كهرباء جنوب السودان؟
الكهرباء في جنوب السودان يسير العمل فيها بصورة جيدة، ونعمل الآن على صيانة المحطات القديمة، وفرغنا من العمل في جوبا، ونعمل الآن في واو، وسوف ننتقل إلى ملكال ورمبيك وبور، ونعمل على صيانة كل المحطات القديمة وستكتمل الشبكة القومية باكتمال صيانة كل المحطات القديمة.
*ماذا بشأن الاتفاقيات الأربع بين الدولتين التي تم توقيعها منذ سبتمبرالعام 2012؟
نعم، هناك اتفاقيات أربع بين دولتي السودان وجنوب السودان، وهناك خطوات تتم الآن لتفعيل هذه الاتفاقيات بين الجانبين.
*هل من معوقات بعينها أمام تفعيل الحريات.. وما المطلوب من الجانبين؟
المطلوب توفّر الإرادة السياسية من الجانبين.
*رسالة إلى الأطراف السودانية التي تتفاوض الآن في جوبا؟
نحن عايزين سلام. ونعتقد أن الأجواء مواتية لذلك، ونريد منهم أن يوقعوا اتفاق سلام شاملاً بأعجل ما تيسّر ليحققوا الاستقرار ويعودوا إلى السودان، ويعملوا على بناء وتعمير السودان، ويساعدوا ويعوضوا المواطن السوداني ما فاته والذي ظل يعاني منذ سنوات بعيدة، ولا يوجد سبب يمنعهم من الاتفاق في جوبا، يجب أن يوقعوا اتفاق سلام.
*هل يمكن أن يكون منتصف فبراير حداً لوضع السلاح في السودان؟
نحن كوساطة ساعون لتحقيق ذلك، وربنا يوفقنا في هذا المسعى.