مَجمَّع الجراحة بمستشفى بحري ..الموت إكلينيكياً.. الكاميرا تحكي
مبانٍ تطفو على مياه الصرف الصحي، والروائح الكريهة تُحاصر المرضى،
عنابر تضيق بالخردة والنفايات، ومرضى يُحمَلون على الأيدي،
حمّامات مُعطلة ومرضى يقضون حاجتهم أمام المصلى
الأطباء يُطالبون وزارة الصحة بالتدخُّل العاجل
تحقيق: منى النور
تصوير: محمد محكّر
جدل ولغط واسع صاحَب تشييد مجمع الجراحة بمستشفى الخرطوم بحري منذ العام 2011، الذي صُنّف واحداً من أكبر مَجمّعات الجراحة بالبلاد بتكلفة تجاوزت الـ(23) مليون جنيه، فواحدة من المعوقات التي واجهت الشركة المنفذه آنذاك إغفال إجراء اختبار للتربة لعدم تضمين ذلك في العقد، الأمر الذي قاد لتقليص عدد الطوابق من خمسة لأربعة، إضافة إلى الاستعاضة بمصعد واحد بدلاً من تركيب خمسة مصاعد بسبب مشكلة التمويل..
الآن هذا الصرح يعيش أوضاعاً أكثر من مأساوية من ناحية البيئة والخدمات المُقدّمة للمرضى.
(الصيحة) تجوّلت بالكاميرا داخل المستشفى تحديداً مَجمّع الجراحة والجناح الخاص، حيث عكست الحال الذي وصلت إليه تلك المؤسسة الصحية العريقة، والتي من المفترض أن تقدم خدماتها لقطاع عريض من المواطنين.. لنترُك الحديث لـ”كاميرا” الصحيفة وحكم القارئ..
مشاهدات:
من خلال الجولة داخل المجمع الجراحي، لاحظنا توقّف المصعد الكهربائي الوحيد عن العمل منذ شهور، الأمر الذي قاد مرافقي المرضى لحملهم على الأيدي وعلى النقَّالات إلى الطابق العلوي، بجانب الروائح الكريهة المُنبعِثة من داخل العنابر في دلالة واضحة على عدم استخدام مواد التنظيف، بجانب تدفُّق مياه الصرف الصحي في بهو المستشفى.
أطباء يشكون:
عددٌ من الأطباء تحدثوا لـ(الصيحة) شاكين من مستوى النظافة، خاصة وأن القسم معني بالجراحة، لافتين لانعدام تام للنظافة بالعنابر، وبيئتها تزيد معاناة المرضى، وقالوا إن لمرافقي المرضى دوراً كبيراً في تدهور البيئة، وذلك بسوء سلوكهم، مضيفين أن عدداً كبيراً من الأثاث والمراتب أصبحت مهترئة وبعض العنابر تكدّست بالنفايات والأوساخ ومُخلّفات المرضى. مطالبين بضرورة التدخّل من وزارة الصحة لمراجعة الأوضاع الصحية وبيئة المستشفى بصورة عامة.