في الحلقات السابقة، أوضحنا بعض الحقائق التي ربما تكون غائبة عن الكثيرين بمن فيهم موظفو وزارة التربية والتعليم فيما يختص بمدارس الشيخ مصطفى الأمين الوقفية النموذجية والتي تتربع على عرش المدارس الحكومية في ولاية الخرطوم وقريباً جداً ستنال الصدارة في بعض ولايات السودان بعد أن يكتمل تشييدها في تلك الولايات.
*وما نريد توضيحه والتأكيد عليه هو أن هذه المدارس لا تملك عصا سحرية حتى تقف في مقدمة المدارس، وإنما هذا العمل جاء بمجهود متكامل من كافة الأطراف الشريكة في هذه المدارس الوقفية، وأكرم الله سبحانه وتعالى مؤسسيها بأن يتوسع الوقف ليصبح في ميزان حسناتهم يوم القيامة كصدقة جارية.
*بدأت هذه المجموعة بمدرسة وحيدة في قلب السوق العربي وبجوارها مسجد فخيم، ثم انتشرت لتصبح ثلاث مدارس للبنين وواحدة للبنات، وجميعها بنفس المواصفات والتفوق، وفي الطريق مدرسة في ولاية جنوب كردفان تحمل نفس الاسم احتفالاً بالسلام الذي بدأت بشائره تطل لينعم أهل تلك الولاية بمدرسة نموذجية وقفية نتوقع أن تحقق النجاح الكبير.
*حسناً.. على وزارة التربية والتعليم أن تلتزم بالعقد الموقّع مع مجلس الآباء وناظر الوقف وتترك أمر تسيير هذه المدارس من مال الوقف الذي جعل هذه المدارس تتوسع ببيئة تعليمية ممتازة وأساتذه أكفاء يجدون ما يستحقونه من تقدير معنوي ومالي من ناظر الوقف الذي لا يرجو ربحاً مادياً من هذه المدارس، وإنما يريد الخير الوفير لمؤسسي هذه المدارس وبينهم والده عليهم جميعًا رحمة الله وغفرانه.
*إن أرادت الوزارة حقيقة تطوير التعليم في بلادنا فلتنتهج نهج هذه المدارس في رصيفاتها من المدارس الحكومية إن كانت نموذجية أو غير ذلك، وإن كان هناك صرف على التعليم، فليكن لتلك المدارس حتى تلحق بركب مدارس الشيخ مصطفى الأمين ويعود التعليم كالسابق مجاناً “حق وحقيقة” وليس للاستهلاك الإعلامي فقط.
*الكثير من المدارس الحكومية تحتاج للدعم المعنوي والمالي من وزارة التربية والتعليم، فعليها التركيز على هذه المدارس ولتترك أمر مدارس الشيخ مصطفى الأمين للوقف الذي يقودها من نجاح إلى آخر.
*نرجو ألا تكرر الحكومة الانتقالية أخطاء الحكومة السابقة في مجال التعليم، وأن تنظر لهذه المدارس بعين فاحصة، فلتدعم الناجحة منها معنوياً وتعالج القصور في التى تريد بعض المعالجات إن كان فنياً أو مالياً حتى ترتقي بمستوى التعليم في بلادي، ولا أرى داعياً لتشكيل اللجان لحصر أمر هو في الأساس ليس من اختصاص وزارة التربية حسب العقد الموقع، ولا أرى داعياً إلى زعزعة استقرار هذه المدارس التي تحقق النجاح عاماً بعد عام، ولتركز الوزارة في المدارس الأخرى حتى تتطور وتفيد العملية التعليمية في بلادنا.