عمال الشحن: قرار إيقاف الطبالي بسواكن يعني قطع أرزاقنا
الخرطوم : محيي الدين شجر
قضية جوهرية تشغل سكان سواكن هذه الأيام بعد قرار صادر من مدير عام الجمارك في شهر يناير أوقف بموجبه غنزال الطبالي (العفش الشخصي) الواردة عبر البواخر بميناء عثمان دقنة.
وأكد عدد من أعيان سواكن أن الإلزام بأن تنقل محتويات الطبالي عبر الحاويات يعني أن تتحول إلى الميناء الجنوبي ببورتسودان وجعل ميناء سواكن عبارة عن ساحة جرداء ينعق فيها البوم وقطع أرزاق مئات العاملين والمتكسبين من الميناء من أهل سواكن مما يؤدي إلى وضع أهل المدينة على قارعة الطريق .
تنديد واستنكار:
وأعلن سكان سواكن عقب إيقاف إنزال الطبالي بقرار من سلطات ميناء سواكن في يوم الخامس والعشرين من هذا الشهر إقدامهم على تنظيم تظاهرة تندد بالقرار وإغلاق الميناء لولا تدخل أعيان المدنية ..
وتقدم عدد من أعيان سواكن وقياداتها ببلاغ عبر الصيحة إلى رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك وإلى رئيس المجلس السيادي الانتقالي البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو حميدتي لإيقاف القرار بصورة نهائية لتأثيراته السالبة على المدينة التي تعاني من مشكلات في الحياة المعيشية على حد وصفهم ..
وقال يس على يس من عمال (الشحن والتفريغ) بميناء عثمان دقنة لـ (الصيحة) إن القرار بإيقاف إنزال الطبالي تم من مدير عام الجمارك حسب ما علموا من جمارك سواكن، وأشار إلى وصول باخرتين أسبوعيًا من ميناء جدة إلى سواكن تحمل نحو مائة من الطبالي تكون بمثابة العمل الرئيس لأهل سواكن، وقال إن إيقاف إنزال الطبالي يؤدي إلى إيقاف عمل الشحن والتفريغ وعمل المخلصين وعمال اليومية، وقد يمتد تأثيره على نشاط البواخر وبالتالي إيقاف الحياة تماماً.
ربكة:
وقال إنهم تحركوا بعد إيقاف إنزال الطبالي يوم 25 من هذا الشهر يناير، وردت إدارة الميناء بأنها لا تعرف عنه شيئاً ولم يصدر من قبلها، وقال إن القرار أحدث ربكة شديدة وسط أهل سواكن وتظاهروا ضده، وكان من الممكن أن تحدث كارثة لولا تدخل أعيان المدينة وجلوسهم مع المدير التنفيذي لمحلية سواكن وتهدئة الأوضاع ..
وذكر أنهم التقوا بوالي البحر الأحمر حافظ التاج، والذي قام بإيقاف القرار حتى يوم 13 من شهر فبراير وطالبهم بمتابعة القضية بالخرطوم ..
وأضافوا أنهم وصلوا الخرطوم والتقوا بوزير النقل هاشم طاهر والذي أعلن بأنه سيقوم بترتيب لقاء لهم بمدير عام الجمارك لبحث تداعيات القرار وتأثيراته على الحياة في سواكن .
وأضاف: نحن لا نقف ضد عمليات التحديث والتطوير، ولكن كان الأولى تطوير إنسان سواكن الذي يعاني من شظف العيش ويحتاج إلى فتح أبواب العمل أمامه لا سدها .
قطع أرزاق:
من جانبه قال عثمان أدروب من أعيان سواكن لـ (الصيحة) إن الحياة في سواكن قاسية ووصل رطل اللبن إلى أربعين جنيهاً وجوز الموية إلى 20 جنيهاً وقرار إيقاف إنزال الطبالي يعني قطع أرزاق أهل المدينة وكان عليهم قطع أعناقهم قبل قطع أرزاقهم ..
وقال إن هذا القرار له انعكاسات سالبة على مجتمع الولاية ككل، خاصة وأن المشكلات التي تفجرت ببورتسودان جعلت الكثيرين يلجأون للإقامة بسواكن.
مشيرًا إلى أن الكلات التي تعمل بميناء عثمان دقنة عبارة عن قبائل مختلفة من الريف من هيا وسنكات وجبيت وسواكن تعيش في بساط الميناء ..
مؤكداً أن البواخر أيضاً لا يمكن أن تعمل في موسمي الحج والعمرة فقط، والقرار سيجعلها تتوقف عن العمل..
ووجه عثمان أدروب رسالة إلى حمدوك والبرهان وحميدتي لإيقافه، وقال إن حميدتي رجل حكيم ولا يزال الناس بالولاية يحفظون له نتائج زيارته للولاية وحرصه على استقرارها ..