المخترعون السودانيون شريحة تشكو إهمال الدولة
عرض: أم بلة النور
تعتبر قضايا المخترعين من القضايا التي لم تخرج للسطح حتى الآن, وتعتبر هذه الشريحة من أكثر الشرائح إهمالًا من قبل الدولة, رغم تمتعها بذكاء خارق, ويأتي هذا الإهمال والظلم في كثير من الأحيان نتيجة لعدم إكمال مسيرتهم التعليمية, لتستخسر عليهم الجهات المسئولة اختراعاتهم وابتكاراتهم ولا تعيرها اهتماماً, وقد يرجع ذلك لكبرياء المسئولين من حملة الشهادات العلمية دون أن يقدموا منافع للمواطن من تلك الشهادات في الوقت الذي يقدم فيه المخترعون السودانيون مخترعاتهم صباح كل يوم جديد ورغم حصول السودان على المراتب الثلاث الأولى في معرض ابتكار بالمملكة العربية السعودية والذي ضم 22 دولة أجنبية و222 دولة عربية وأفريقية إلا أن ابتكاراتهم لا تزال حبيسة الأدارج.
إشكالات أزلية
وفي حديثه للصيحة قال رئيس هيئة المخترعين السودانيين، إن معاناتهم مع الجهات المسئولة تعود لعقد من الزمان, ورغم إجازة عدد من القوانين التي تمنح المخترع بعض الحقوق والواجبات, إلا أنها لم تطبق على أرض الواقع, وأهم هذه التوصيات كانت إنشاء بنك المخترع لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ مخترعاتهم والتي تعتبر العقبة الأولى في تنفيذها, ورغم إقامة العديد من الورش والمعارض لتلك الفئة وآخرها إقامة المعرض الأول لتشجيع الاختراع والابتكار والذي تم منح الجوائز بمعايير سياسية دون التقيد بشروط منح الجائزة، ويرى كباشي أن الإهمال لا يزال سيد الموقف.
سرقة وإهمال
فيما كشف الأمين العام لهيئة المخترعين السودانيين أحمد عبد الرحمن جملة من الإشكالات التي تواجه المخترع السوداني ومن بينها عدم الاعتراف بالهيئة من قبل مجلس تنظيمات العمل السوداني, ويرى أحمد أن أهمية الهيئة تكمن في تمكين المخترع من الانضمام للهيئات العربية والعالمية بصفة شخصية دون التقيد بالتمثيل الحكومي، وأضاف أن الانضمام لمنظمة التجارة العالمية تشترط وجود صناعة محلية والمتمثلة في براءة الاختراع والذي لا يوجد كيان يجمع تلك الشريحة, ويرى أن المخترع هو روح الاقتصاد السوداني, مشددًا على ضرورة إعادة صياغة قانون التنظميات.
ومن الإشكالات التي تواجه المخترع السوداني دفع قيمة تسجيل البراءة عالمياً للحفاظ على حقوقهم, بدلاً من المشاركة في المعارض الدولية وسرقة الابتكارات السودانية .
وأضاف جعفر أن هناك مبالغ تأتي لدعم المخترعين، إلا أنها لا تصل إليهم، وعند مطالبتهم بحقوقهم استهزأوا بهم ووجّهُوهم بالبحث عنها، ويرى أن ذلك نتيجة لعدم وجود كيان معترف به داخل السودان, وأضاف أحمد جعفر أيضاً مشكلة تسجيل العلامة التجارية بعد نيل براءة الاختراع حيث يتم رفض الطلب دون توضيح الأسباب .
وطالب المخترعون السودانيون بضرورة مد الفترة الزمنية لشهادة الاختراع والتي لا تزيد مدتها عن العام في السودان, على الرغم من أنها تصل إلى 20عاماً في البلدان الأخرى, وكشف عن وجود جهات تقوم بمنح نفس الشهادة التي تم تسجيلها وإلغاؤها خلال عام لعدم التنفيذ لشخص آخر مما اعتبروه سرقة لمجهوداتهم, واستشهد بعدد من المخترعات التي تعمل في مجال الطب البديل، حيث تم منح براءة اختراعها لأشخاص آخرين, وكذلك اختراعات أخرى تم سحبها بقرار بموجبه يتم تحويل الاختراع الى الهيئات البحثية لمنتج بعد ذلك لبعض أصحاب الدرجات العلمية .
وعبر الصيحة ناشد المخترعون رئيس مجلس الوزراء بعد المشاركة في أي معرض خارجي باسم المخترعين حفاظًا على الابتكارات السودانية والتي تعتبر مستباحة بالداخل، ويتم التلاعب فيها مستشهداً بعدد من الاختراعات التي تم بيعها من قبل النظام البائد دون حقوق مادية أو أدبية, كما طالبوا وزير الصناعة بضرورة الاهتمام بالمخترعين وتقديم التمويل اللازم لهم للمساهمة في رفع الاقتصاد السوداني لا سيما أنهم يمتلكون العديد من الأفكار التي تسهم في ذلك.