إضراب سائقي البصات السفرية.. المطالبة بالحقوق
سائقون: الممارسات السالبة من إدارة المرور قادتنا للإضراب
المرور السريع: تعديل توقيت مغادرة الرحلات السفرية للولايات الغربية لتعزيز السلامة المرورية
ممثل تجمع السائقين: قرار إدارة المرور مفاجئ وغير مدروس
عرض: منى النور
تصوير: محمد محكر
نفذ العشرات من أصحاب وسائقي البصات السفرية بالسوق الشعبي أم درمان إضراباً عن العمل استمر قرابة الست ساعات ما تسبب في شل حركة المسافرين المتجهين للولايات الغربية، قبل أن تنجح الوساطات في فكه، إثر قرار مفاجئ من إدارة المرور السريع بتعديل توقيت مغادرة الرحلات من الرابعة صباحاً إلى الخامسة صباحاً، الأمر الذي أثار حفيظة السائقين ودفعهم لتنظيم تلك الوقفة للمطالبة بحقوقهم. وكان قطاع سائقي البصات السفرية قد نظم في أبريل من العام الماضي إضراباً مماثلاًعقب احتدام الخلافات مع إدارة المرور السريع في بعض الإجراءات.
(الصيحة) جلست إلى أهل الشأن وخرجت بالتالي..
وجاء الإضراب وفقاً لسائقين تحدثوا لـ(الصيحة) احتجاجاً على الممارسات الظالمة التي ظلت تتبعها إدارة المرور مع أصحاب البصات في سحب الرخص وتعدد نقاط العبور، إضافة لحقهم في الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي وعقودات السفر، كاشفين عن جهات تعمل على تحصيل رسوم دون إيصالات تقدر بـ(1500) يومياً تحت مسمى تسهيل العبور شاكين من التفتيش المتكرر في نقاط العبور من قبل إدارة المكافحة والتهريب.
وبحسب حديث رئيس السائقين سعيد عبد الله، فإن القطاع ظل يعمل لسنوات طويلة في ظروف بالغة التعقيد في ظل ارتفاع تكلفة التشغيل، مشيراً إلى أنهم يعيشون جملة من المشاكل منذ العهد البائد تتمثل في ثلاث نقاط هي: رداءة الطرق وعدم صيانتها قرابة العامين، إضافة إلى مشاكلهم مع إدارة المرور والتهريب والمكافحة، مشيراً إلى أن للسائق رسوم عبور يتم تحصيلها من السائق تقدر بحوالي (700) جنيه ذهاباً وإياباً شاكياً من عملية سحب الرخصة، الأمر الذي ينعكس سلباً على السائق، وطالب بردع السائقين المتهورين لتفادي المشاكل كاشفًا عن تكوينهم عدداً من اللجان التي لم تخرُج بجديد منذ سنوات .
تغييب:
ويؤكد وليد كمال الدين ممثل تجمع سائقي الشاحنات والبصات السفرية، أنهم ظلوا دوماً يتحدثون عن مشاكلهم لقوى الحرية والتغيير، ولكن لم تكن هناك استجابة منهم إو من الإدارة العامة للمرور المعنية بمراقبة القرارات الصادرة وفقاً لقانون المرور والوثيقة الدستورية.
مشيراً إلى أن مشاكلهم مع المرور تتمثل في خط السير من خلال التعرض للسائق في عدة نقاط في كل من والنهود وود بندة وبوابة الفاشر، مشيراً لتجاهل القائمين على الامر لقضاياهم وقال إن القرار الذي صدر من المرور بتغيير زمن تحرك المركبات قرار مفاجئ، وغير مدروس، وتم تغييب السائقين بشكل مقصود، ولم يتم إخطارهم لذلك قرر السائقون التوقف عن العمل لحين تنفيذ مطالبهم.
غياب ومعاناة:
فيما تحدث السائق عبد الله الهادي عن رداءة الطرق وعدم تأهيلها منذ سنوات، مشيراً إلى أن معظم الحوادث يكون السائق المتهم الأول فيها متجاهلين الأسباب الرئيسية، وقال: هناك غياب للجهات المسئولة عن الطرق لافتاً لتحصيل مبالغ مالية غير معلومة، مشيراً لعدم الالتزام بالقوانين التي تصدر من جانب المرور خاصة في سحب الرخصة في أبسط المخالفات دون أسباب واضحة، وقال إن الطريق مليء بالمعاناة التي يعيشها الراكب وتجهلها باقي الأطراف خاصة الركاب.
مشيراً إلى أن تعدد نقاط التفتيش يمثل إعاقة حقيقية لهم، وقال إن الراكب يتم تفتيشه في تسع نقاط، الأمر الذي يُسهم في تأخير زمن وصولهم للخرطوم حتى الساعة التاسعة ليلًا.
أصحاب المصلحة:
عضو لجنة تفكيك ومحاربة الفساد باتحاد النقل السوداني محمد العبيد الخليفة، أكد علمهم التام بكل الحراك الذي يدور داخل قطاع النقل وبمشاكلهم المتراكمه متعهداً، بحل كل مشاكل القطاع من خلال تكوين لجنة تضم أصحاب المصلحة، مؤكداً علمهم بكل المشاكل التي يعيشها أصحاب المركبات، وسوف يعملون على معالجتها خدمة للمواطن ولهذا القطاع الهام .
ضوابط:
فيما أشار مدير شرطة محلية أم درمان العميد قمر محمد أحمد، لوجود أطراف أخرى للقضية تتمثل في المرور ومكافحة التهريب والمخدرات، لافتاً لسعيهم تكوين لجنة برئاسة مدير إدارة المرور لطرح المشاكل وعلاجها.
وأكد مدير إدارة المرور السريع العقيد الطيب محمد أرتولي، تمسكهم بالضوابط والإجراءات التي تصب في مصلحة المواطن والسائقين، مشيراً لتلاعب بعض السائقين وعدم التزامهم بالتوقيت المحدد لخروج المركبات، الأمر الذي تسبب في ظهور بعض الحوادث جراء التهور والسرعة، وقال إن تعديل توقيت مغادرة الرحلات من الرابعة صباحاً إلى الخامسة صباحاً هدفناً منه تعزيز السلامة المرورية للمواطن وللسائق معاً.