(كورونا).. حالات (اشتباه)!!
الخرطوم – بكين: مريم أبشر
مرض كورونا الفيروسي الذي بدأ انتشاره من دولة الصين العظمى بشكل مُزعِج، شكّل فزاعة قضّت مضاجع حكومات العالم بأسره، لجهة سرعة انتشاره عبر كل الوسائل، وفي مقدمتها العطاس والسعال، فضلاً عن تشابه أعراضه مع الأمراض المنتشرة حالياً مع فصل الشتاء كالالتهابات والنزلات، بيد أن الصين منبع المرض أكدت قدرتها على مجابهته بعد أن سخّرت كل إمكانياتها لمكافحة المرض والقضاء عليه بالسرعة المطلوبة.
حالات اشتباه
وفي الخرطوم كشفت وزارة الصحة الاتحادية، عن ظهور حالتي إصابة محتملة بمرض “كورونا” في السودان، وقال وزير الصحة د. أكرم التوم، إن إحدى الحالتين في ولاية الخرطوم والثانية في ولاية الجزيرة، قدمتا من الصين، إحداهما عبر إثيوبيا، والثانية عبر مصر.
وأكد أنه تم التعرف على الإصابات عن طريق غرفة المتابعة والرصد بمطار الخرطوم. ونوه إلى أن المرض ينتقل عبر السعال والاختلاط بالشخص المصاب. وقال التوم في تصريح له أمس “الأربعاء”، إنهم واثقون من أن هنالك مقدرة كافية لعلاج المصابين، وأضاف بأنه لا يوجد علاج شافٍ للمرض، وإنما فقط رعاية وعناية بالمريض.
وفي وقت لاحق من مساء أمس عمّمت وزارة الصحة توضيحاً أشارت فيه إلى إنه حتى (مساء أمس )، لم ترد نتيجة الفحص التأكيدي الذي يتم بالخارج لأي من العينتين. لذلك، تظل الحالتان مصنفتين على أساس أنهما “اشتباه حالة” وليس “حالة”. مشيرة إلى أن شخصين (أحدهما من ولاية الخرطوم والآخر من ولاية الجزيرة) أبلغا بأنهما كانا في دولة الصين وأنهما يشعران ببعض أعراض الإنفلونزا، لذلك زارتهم فرق وزارة الصحة الاتحادية لأخذ عينات منهما وأرسلت العينات إلى المعامل الداخلية والخارجية كما هو مبين أعلاه.
غرفة عمليات:
ولأن السودان تربطة علاقة رسمية وشعبية كبيرة جداً وتاريخية مع الصين، فضلاً عن العلاقات التجارية والرحلات المستمرة لرجال الأعمال والمستثرين والطلاب، فقد مثّل ظهور وباء كرونا الذي ضرب الصين وانداح بسبب تحرك المواطنين لبعض الدول، أحد أهم الهواجس التي تؤرق الحكومة الانتقالية ممثلة في وزارة الصحة ووزارة الخارجية عبر بعثتها الدائمة في بكين وقنصليتها بمدنية غوانزو الصينية..
(الصيحة) تحصلت من بكين ومن سفارة السودان بمعلومات وتفاصيل مهمة بشأن تعاطي البعثة مع الأزمة ومتابعتها لكل أفراد الجالية السودانية في عموم الصين الشعبية. مصادر (الصيحة) أشارت إلى أن السفارة كوّنت منذ ظهور الوباء غرفة عمليات تعقد اجتماعات على مدار الساعة يرأسها الوزير المفوض عصام الدين خضر القائم بالأعمال بالإنابه لسفارة السودان، بعد أن تم سحب السفير شاور بأمر الثورة، وعاد للخرطوم.
السفارة رغم أن التوقيت الحالى بعموم الصبن هو فترة إجازة سنوية بسبب إجازة رأس السنة وفق التقويم القمري الخاص بها، إلا أن كل المؤسسات تعمل, وعملت (الصيحة) أن طاقم السفارة ظل فى حالة انعقاد بشكل دائم لمتابعة أحوال الجالية السودانية خاصة أن انتشار الوباء في ازدياد.
تحدّي بكين
الحكومة أكدت من خلال احتماع عقده وزير الخارجية مع كل البعثات الدبلوماسية المعتمده لديها أنها قدر التحدي، وأن هذا الوباء لو قُدّر له أن يضرب أي بلد لن يجد القدرة على كبحه كما تفعل بلدهم، ونقل وزير الخارجية لرؤساء البعثات ثقته في قدرة أجهزة بلاده على تجاوز المرض والقضاء عليه بالسرعة المطلوبة.
ودعا الوزير عبر سفراء البعثات كل الجاليات المقيمة لديها لممارسة حياتهم العادية بعيدًا عن الذعر الخوف، والبقاء في منازلهم وعدم التواصل مع الأشخاص المصابين فضلاً عن التبليغ الفوري عن أي إصابة أو اشتباه، حيث يتم حجز المشتبه فيهم لمدة أسبوعين فترة حضانة الوباء.
شهامة سوداني:
مقاطعة أوهان التي انتشر منها الوباء أكدت المعلومات التي تحصلت عليها (الصيحة) أنها تحظى باهتمام بالغ من قِبل الحكومة الصينية، تمثّل ذلك في الوجود الدائم لرئيس الوزراء للإشراف بشكل مباشر على مكافحة المرض, وأشارت المعلومات إلى أن الحكومة حشدت كل الطواقم الطبية لمواجهة الأزمة، وتحجيم المرض من الانتشار، وشارفت المستشفى التي شيدت خصيصاً على الاكتمال، حيث صممت لاستعاب أكثر من ألفي سرير..
وكشفت المعلومات عن لقاء هام عقده الرئيس الصيني مع رئيس منظمة الصحة العالمية أمس بحضور وزير الخارجية الصيني، أعلنت عبره بكين قدرتها على احتواء المرض وأنه ليس هنالك ما يستدعي إجلاء رعايا الدول الأجنبية الموجودين على أراضيها، وأن الخطورة تكمن في تحركهم وخروجهم أكثر من بقائهم بأراضيها باعتبار أن المرض ينتقل في المناطق المغلقة والتي يشكل الطيران أحد مناطق انتقال المرض، وقال وزير الصحة إن بلاده لا تحتاج لأي مساعدة وإنها الدولة الوحيدة القادرة على احتوائه.
من بين الأطباء الذين انخرطوا بهمة في مكافحة المرض والقضاء عليه، طالب طب سوداني أكدت المصادر أنه سليم ومعافى، لكنه أصر على العمل والوقوف مع الدوله التي يتلقّى فيها تعليمه لحين انجلاء المرحلة الحرجة التي تمر بها أوهان. وأشارت المعلومات إلى أنه لا توجد إحصائية رسمية لطلاب سودانيين بأوهان، وأن المحموعة الموجودة هم طلاب سودانيون، لكنهم أتوا للدراسة من بلدان أخرى، غير أن المعلومات أكدت بشكل قاطع أن لا إصابات وسطهم.
لا إصابات وسط الجالية
مصادر بالسفارة قطعت في حديث مع (الصيحة) من بكين بأن لا إصابات وسط الجالية السودانية التي يشكل الطلاب معظمها بما فيها منطقة أوهان، وقال المصدر إن العدد الرسمي المسجل لدى السفارة هو حوالي ثلاثة آلاف معظمهم طلاب وتجار وإن عدد الطلاب بأوهان حوالي 200 طالب ليس لديهم مشكلة حتى الآن، فضلاً عن أن البعثة فتحت خطوط اتصال طوارئ مباشرة مع كل الجالية لتلقي المعلومات أول بأول، وطبقاً للمعلومات، فإن البعثة على تواصل على مدار الساعة مع الخارجية وإن كل الخيارات مطروحة بما فيها الإجلاء، بيد أن الأوضاع مطمنئة، وليس هنالك ما يقلق، فضلاً عن أن مخاطر الإجلاء أكبر من البقاء، وأكدت المعلومات أن الوضع تحت السيطرة..
قلق الأيام العشرة
الحكومة الصينية، حسب المعلومات، أعلنت أن الأيام العشرة القادمة ستشهد قمة انتشار المرض لديها، حيث يصل الحد الأعلى للتصاعد، ومن ثم يبدأ الانخفاض، وأنه بنهاية مارس المقبل وبداية أبريل ستعلن رسمياً القضاء بشكل نهائي على مرض كرونا المزعِج.
وكشف آخر إحصاء لتعداد سكان الصين قبيل انتشار الوباء أن عدد السكان بلغ حوالي مليار وأربعمائة ألف مواطن، وأن الإصابات حتى آخر إحصائية ألف و 974 وبلغ عدد الوفيات 132 حالة، فيما تماثل للشفاء 103 وأكدت المصادر أن بكين بما تملك من قدرة ومقومات قادرة على تجاوز المحنة وإحكام السيطرة على المرض بالسرعة المطلوبة ونبهت إلى أن بقاء الجالية يعتبر الأفضل لتجنيب البلاد، وتجنيبهم خطر الإصابة والنقل ونبهت أيضاً إلى أن حالات الاشتباه يجب حجزها لفترة لا تقل عن أربعة عشر يوماً.