قصة مدرسة (1)
*حينما أسّست مدرسة الخرطوم الأهلية في عهد الاستعمار، كانت فكرة مُؤسِّسي هذه المدارس تقديم خدمة تعليمية لأبناء الأسر الفقيرة حتى يجدوا حظهم من التعليم، وفي هذه المساحة من قبل، ذكرنا أن التأسيس كان لمجموعة من تُجّار الخرطوم الأوفياء هم من شكّلوا اللبنة الأولى لهذه المدرسة العريقة.
*وظَلّت المدرسة الأهلية تُواجه الكثير من الصِّعاب والعقبات في طريق تاريخها الطويل، حتى كان التحوُّل الكبير في هذه المدرسة حينما حُوِّلت إلى مدرسة ثانوية نموذجية وقفية وحملت اسم آخر المُؤسِّسين للخرطوم الأهلي “الشيخ مصطفى الأمين”.
*قبل تَحَوُّل الخرطوم الأهلية إلى مدرسة ثانويةٍ نموذجيةٍ، كان جل أعباء المدرسة من صرف مالي وإداري يتحمّله الوقف الذي اُختير له الأمين الشيخ مصطفى الأمين ناظراً للوقف بمُوجب إشهاد شرعي صادر من محكمة الخرطوم الشرعية بتاريخ 10 أبريل 1983م حسب شَرط الواقف المُلزم للجميع وفقاً للقانون وبمُوجبه أصبح الأمين الشيخ ناظراً خاصّاً أمام وزارة الأوقاف والشؤون الدينية.
*طيلة السنوات الماضية، ظَلّ الأمين ناظراً لهذا الوقف، بل نَجَحَ في تَوسيع مَظلّته لتصبح في الخرطوم الآن أربع مدارس تحمل اسم الشيخ مصطفى الأمين النموذجية الوقفية، وجلّها من المدارس المُتفوِّقة التي تُقدِّم في كل عام أوائل في الشهادة الثانوية.
*الكثير من أولياء الأمور الآن يرجون أن يجلس أبناؤهم في فصول هذه المدارس الثانوية والتي يتم القُبُول لها عبر وزارة التربية والتعليم، ونرجو أن نرى الكثير من مدارس السودان بذات مُستوى مدرسة الشيخ مصطفى الأمين، التي أثبتت بجدارة تربُّعها على عرش المدارس الحكومية النموذجية خلال السنوات الماضية.
*طيلة سنوات الحكومة السابقة كَانَت هذه المدارس تُقدِّم النموذج الأمثل للتلاميذ، وتبهر أولياء الأمور بالنتائج الرائعة التي كان السبب الأول فيها اِجتهاد مُعلِّمي المدرسة واستقرارهم المعنوي والمادي والنفسي مِمّا جعلهم يُقدِّمون أفضل ما لديهم من أجل أجيالٍ نابغةٍ.
*البيئة التعليمية التي يجدها مُعلِّمو هذه المدارس قَلّ ما توجد في المدارس الأخرى، حتى المدارس الخاصة التي تُدفع أولياء الأمور أموالاً طائلة من أجل تقديم خدمة تعليمية جيِّدة، وربّما البيئة التي تتوفّر في مجموعة مدارس الشيخ مصطفى الأمين لا تَتَوفّر في تلك المدارس حتى الخاصة منها.
*مَا ذَكرناه آنفاً، يُعتبر مُقدِّمة لتوضيح الكثير من الحقائق التي ربما تكون خَافيةً عن الكثيرين، فالنجاح لا يتحقّق إلا بتوفر العديد من المُقوِّمات التي وفّرتها هذه المدرسة الوقفية والتي أسّسها أخيارٌ من أبناء السودان الأوفياء ولم يَرجُ منها ربحاً في الدنيا بقدر سعيهم إلى ثواب الآخرة بصدقة جارية يستفيد منها محدودو الدخل لتعليم أبنائهم أفضل العلوم.
*غداً إن شاء الله سَنتطرّق للتعقيب الذي أرسله مدير إعلام وزارة التربية والتعليم عن ما كتبناه عن تنقُّلات مديري هذه المدارس وغيرهم من مُديرين على حسب قول مدير الإعلام، وسنضع بين يدي القارئ الكثير من الحقائق الخافية التي نرى أنّها سَتحدث تَحَوُّلاً في ما يُخَطّط له في الخَفَاء لهذا المشروع التعليمي الوقفي الناجح جداً.
نواصل،،،