لم يُحدّد السيد الوزير لماذا تم اختيار مدة الـ3 أسابيع كموعد لانتهاء معاناة الناس في صفوف الخبز..
في الحوار الذي أجراه الزميل أو الأخ عثمان ميرغني مع السيد عبد الله حمدوك، سنحت الفرصة لمدني عباس مدني وزير التجارة والصناعة فـ(ضرّى عيشو)، وبشّر الناس بتلك (الرؤية اللدنية) وبراءة الأطفال في عينيه.. لم يُحِط المشاهدين بالمعيار الذي جعلها 3 أسابيع وليس 4 أو 6.. لكنه “مبدعًا”…
حتى ولو أنها كانت مصادفة محضة… فإن التصريح كان مدني فنان فيهو ظاهر!!
الزول دا فيهو شي…
ذات الأشياء التي أنجت وزير العدل من ركوب الانتينوف..
وأقدار ربي عجيبة..
سرعان ما سرت كلماته عبر مختلف الوسائط وفعلت في الناس فعل السحر..
حتى المعارضة المساندة والمعاندة ساهمت في انتشار تصريح مدني..
ما بين مُكذِّب ومُصدِّق..
بعضهم أطلق هاشتاق العد التنازلي..
ليطرح التصريح تحدياً كبيرًا على جهات التوزيع والرقابة والإعلام والأقلام.. وانخرطوا جميعًا في الوفاء بوعد الوزير.. وشمل هذا الجهد مناطق مُتعدّدة ومُتباعدة من البلاد وطفقوا يستبقون باب نهاية الأزمة وانتشرت الفيديوهات المتداولة والمدللة على تلك البشريات..
مدني ألقى على كاهله و(الناس المعاهو) تحديًا عظيمًا وتبعًا لذلك التحدي أتت الاستجابات المبثوثة هنا وهناك.. وأظنها ستقود إلى الإيفاء بما التزم إن تواصلت تلك الروح التفاؤلية والتصميم والإرادة..
ومحدش بياكلها بالساهل…
أها المصادفة هذه نريد تكرارها..
حدّدوا المشكلات واصنعوا لها مواقيت وأزمنة للرحيل…
تذكّروا أنكم في ثورة.. شيلوا من روح الثورة (كوز) وأبدأوا تحدياتها لتُصنع الاستجابات..
في بدايات الإنقاذ كان الترابي يقول للخاصة في اجتماعاته التنظيمية سنعمل على ثلاث مهام رئيسة
1ـ استخراج البترول.
2ـ الطرق والاتصالات.
3ـ التصنيع الحربي.
وكان يومها مثل حالم خيالي.. بل أن بعضهم حسبوه قد تأثر بضربة (اوتوا) وخرف.. كان حلماً يعشق الأرض وأسباب السماء، لا يمت للواقع بصلة.. كان الحصار خانقاً والأعداء كُثر وعلى مقربة والركب أسفل منهم.. لكنه مثله وكل قائد فذ كان يطرح عن وعي نظرية (التحدي والاستجابة).. ممسكًا بالجموح النافر من أفكار، وهي التي ساهمت في منجزات السنوات العشر الأولى.
استخرج الترابي البترول وأنجز الطرق والاتصالات والسلاح.. وصنع سناما ًمستحيلَا أكلته العشرون العجاف!!
لكن بعضاً من خير تلكم السنوات قد غشي الجميع وأفاض..
على ذات المنوال ينبغي أن تمضي التحديات المطروحة الآن أبعد قليلًا عن صف الرغيف وأزمة البنزين ومكايدات الجرادل..
نستحق فعلًا أن نُعلي من سقوف طموحاتنا والآمال.. أن ترتفع عقيرتنا أكبر حتى من أحلام عشرة الترابي الأولى..
وطريق الألف تحدي يبدأ بتصريح..
ثم إننا نحتاج إلى أمل.. وطاقة الأمل لا حدود ولا كابح لاستجاباتها..
فعلها النبي الكريم وهو مُحاصَر في غزوة الخندق برغم الحصار أرسل وجدان الناس واستجاباتهم إلى البعيد.. إلى مستقبل الاتساع وفتح بلاد الفرس والروم…
وحتلقى شعبنا بالاسم أكتر بلد عاشق النبي..
ارفع راسك.. حرّر نفسك.. أو فغادر ساحليك إلى الأبد..
شكرًا لمدني ولتلك المصادفة الجميلة التي أوحت بكل تلك الآفاق من الحلول بدلًا من ضيق المناكفات والترقّب وانتظار المستحيل .. وهزيمة الأهلي القاهري من الهلال..