الابيض: معتصم حسن عبد الله
أجمع أصحاب المصلحة في التعليم بأن العملية التعليمية بولاية شمال كردفان شهدت وما زالت تشهد تدنياً كبيراً ونقصاً في الكتاب والإجلاس والمعلم وسوء البيئة الدراسية، هذا بجانب الحمل الدراسي الكبير الذي يعاني منه التلاميذ والطلاب ومشكلات في المناهج التعليمية، واتفق أصحاب المصلحة أن كل ذلك أدى لتراجع في مستويات التلاميذ والطلاب بجميع المراحل التعليمية…
ممثل لجنة المعلمين بشمال كردفان علي فاعوم، ابتدر حديثه في مؤتمر التعليم الذي انعقد بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان مؤخراً بالترحم على شهداء ثورة ديسمبر وتناول جملة من القضايا التي تهم التعليم في مقدمتها تحسين وضع المعلم كاشفاً أن المعلم تعرض للإهانة في عهد النظام السابق، مضيفاً أن العملية التعليمية تحتاج إصلاحات متعددة وتعاني من النقص في الكتاب والإجلاس بجانب البيئة التعليمية.
وفي السياق، أبان فاعوم أن المعلم ينقصه التدريب الكافي مما انعكس ذلك على الأداء، ودعا ممثل لجنة المعلمين بالولاية إلى الاهتمام بالتعليم الفني بمختلف ضروبه حتى يعود لمجده لتقديم الكفاءات الفنية الجيدة.
وطالب على فاعوم بوجود الطبيب النفسي ومختص علم المجتمع ليساهم في إيجاد الحلول للضغوط التي تواجه الطلاب متناولًا أهمية مراجعة المناهج وهيكلة التعليم لوقف المعوقات التي تعترض العملية التربوية والتعليمية بالولاية، مؤكداً دعم لجنة المعلمين بشمال كردفان الحكومة الانتقالية للقيام بدورها وأداء مهامها تحقيقاً لأهداف الثورة.
المتحدثة باسم التلاميذ والطلاب مودة معتصم السالك، قالت إن الحقيبة المدرسية أصبحت عبئاً كبيراً على الطلاب مطالبة بالمناهج الإلكترونية وتطوير التعليم ونادت بتحسين البيئة التعليمية ووضع المعلم الذي يمثل الركيزة الأساسية في البناء والتعمير.
قدمت محلية أم روابة مبادرة تمثل البديل الوطني لتوفير الغذاء للتلاميذ والطلاب وذلك بتقديم مساحة (١٥) ألف فدان بمشروع خور أبوحبل لزراعة عدد من المحاصيل والخضر والفاكهة لتغطية حاجة المدارس من التغذية، وجدت هذه المبادرة التي قدمتها محلية أم روابة التفاعل والسند الفوري من وزارة التربية والتوجيه بالولاية ووالي شمال كردفان، فيما أكد وزير التربية والتعليم الاتحادي الذي أشاد بمبادرة محلية أم روابة أكد الدعم للمبادرة قائلاً: ندعم هذه المبادرة بكل قوة وجعلها نموذجاً لبقية الولايات الأخرى.
ممثل تنسيقية قوى إعلان الحرية والتغيير بشير الصاد، طالب بأن تجد توصيات ورشة أصحاب المصلحة حول مستقبل التعليم التي تأتي تحت شعار (ضمان التعليم الجيد المنصف الشامل للجميع) أن تجد حقها من التنفيذ للارتقاء بالتعليم بالولاية، وقال: نأمل أن يكون التعليم مجانياً بجميع مراحله حتى الجامعة، مشيراً أن الورشة شارك فيها الخبراء والمختصون، مبيناً أن الإصلاح يشارك فيه الجميع، ودعا الصادق إلى حماية الثورة تحقيقاً لأهدافها التي قدم فيها الشعب تضحيات كبيرة وصولاً لدولة تسع الجميع.
فيما قطع وزير التربية والتعليم بروفسيور محمد الأمين التوم بمجانية تعليم مرحلة الأساس ومنع أي جهة مهما كانت من فرض رسوم على التلاميذ والطلاب بجميع المراحل التعليمية، مشيراً إلى عودة المرحلة المتوسطة لمنظومة السلم التعليمي، وأكد الوزير مخاطبًا ورشة أصحاب المصلحة حول مستقبل التعليم بأهمية مراجعة المناهج الدراسية حتي تتواكب مع ما يشهده العالم من تطور، وأشار بروف التوم إلى ضرورة قيام مجالس إقليمية من أصحاب المصلحة لوضع التفاصيل حسب طبيعة المنطقة ومجلس آخر قومي لوضع سياسات التعليم العامة للدولة، مبينًا أن هنالك ورشة قومية ستنعقد بالخرطوم لأخذ جميع توصيات الولايات حتى تكون هادياً ورؤية شاملة لإصلاح التعليم بالبلاد.
والي شمال كردفان المكلف اللواء ركن الصادق الطيب عبد الله قال إن التعليم في المرحلة السابقة شهد تدنياً كبيراً مطالباً بإصلاح حال العملية التعليمية متعهدًا بدعم وإسناد المشروعات التعليمية وتمكين الوزارة من تنفيذ خططها موضحاً أن التعليم أساس النهضة الاجتماعية والاقتصادية وجميع مجالات الحياة.
مدير عام وزارة التربية والتوجيه بالولاية عبد الواحد حمد النيل قال إن ورش أصحاب المصلحة جابت الريف والحضر بعيداً عن الصفوية وجمعت كل التوصيات والرؤى دون تدخل من الوزارة حتى يمثل ذلك التعبير الحقيقي والصادق لأصحاب المصلحة بالولاية، مشيرًا إلى أن هذا النهج كشف واقع التعليم المعاش، وأوضح حمد النيل أن شمال كردفان تحتاج الكثير لإصلاح التعليم بالولاية.
فيما برزت مطالبة بأهمية الأنشطة اللاصفية لاكتشاف مواهب وإبداعات التلاميذ والطلاب ورعايتهم وصولًا لإمكانات ومقدرات ومهارات الطلاب في شتى المجالات المتعددة. ومن خلال فعاليات المؤتمر قدمت فرقة المعلم التي تم إنشاؤها حديثًا كأول بادرة ومقرها مهعد التأهيل التربوي وتتبع لوزارة التربية والتوجيه ويقودها الأستاذ الموسيقار يوسف الدقير قدمت فواصل ومقطوعات موسيقية نالت إعجاب الحاضرين.
المؤتمر خرج بجملة من التوصيات أهمها تحسين وضع المعلم المادي والمهني، الاهتمام بالتدريب وتأهيل المعلمين، تحسين البيئة المدرسية، مراجعة المناهج الدراسية، عودة المرحلة المتوسطة للسلم التعليمي، الاهتمام بالتعليم الفني، الاهتمام بتعليم ذوي الحالات الخاصة والكبار والأطفال والشباب خارج المدرسة، توفير التغذية المدرسية وغيرها من الرؤى والتوصيات التي من شأنها الارتقاء بالعملية التعليمية بالولاية.