احتلال أبيي.. تفاصيل ما حدث
تقرير: صلاح مختار
تجدّدت الاشتباكات بين المسيرية ومليشيات تابعة للجيش الشعبي من أبناء دينكا نوك في منطقة أبيي، وفيما وقع العشرات من القتلى والجرحى، أعلن قائد قوات الجيش الشعبي في أبيي اللواء كوال ميانق الذي نصب نفسه حاكماً لأبيي أعلن تبعية المنطقة كولاية من ولايات دولة جنوب السودان، ومنع دخول المسيرية إلا بتصريح رسمي يسمح لهم بالدخول، في وقت حذر فيه قبيلة المسيرية من مغبة منع ماشيتهم من المياه التي تقع في المناطق جنوب سوق النعام، وأكدوا أن ماشيتهم خط أحمر، وكذبت المسيرية ما يروج له باختطاف أولاد من دينكا نوك، وكشفت عن تسليم قوات الينسيفا مجموعة من أولاد نوك وجدوا في الغابات هربوا أثناء المعركة، وأكدت القبيلة أنهم أحاطوا الحكومة بكل مستوياتها بشأن تطورات الوضع في المنطقة وضرورة تدخلها، وقالت إن نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق محمد حمدان دقلو استنكر وجود جيش أجنبي وتشكيل حكومة داخل أبيي، وأكدت أن حميدتي وعدهم خيراً ببحث القضية مع سلفاكير رئيس دولة الجنوب .
وكشف مفوض الإدارة الأهلية لمنطقة أبيي والمشرف على لجنة السلام بسوق الزراف الأمير محمد عمر الأنصاري لـ (الصيحة) عن تفاصيل تجدد الاشتباكات بين المسيرية ومليشيات تتبع للجيش الشعبي من أبناء دينكا نوك، وقال: الذي لا يعلمه الناس أن مليشيات الجيش الشعبي تحتل أبيي بواسطة لواء يسمى كوال ميانق في المناطق التي تقع جنوب أبيي، وعبّر عن دهشته من عدم تدخل قوات (اليونسيفا) في إبعاد قوات نوك خارج المنطقة منزوعة السلاح بحسب اتفاق يونيو 2011 وقال: المعركة دارت تحت مرأى ومسمع القوات الدولية، ولكنها أثرت التفرج عليهم دون أن تتدخل بحجة أن تفويضها لا يسمح لها بذلك، لأنها قوات دفاعية وليست هجومية، وأكد أن المسيرية نفذت الاتفاق الموقع وخرجت من المنطقة وتمركزت في منطقة تمساحة، بيد أنه قطع بأن أبناء نوك لبسوا الزي المدني ودخلوا أبيي بدباباتهم ودوشكاتهم وكونوا حكومتهم.
وكشف الأنصاري أنهم احتسبوا العام الماضي (204) من أبناء المسيرية بواسطة مليشيات نوك بجانب نفوق (2) مليون بقرة إضافة إلى اختطاف عدد من أبناء المسيربة.
وأكد الأنصاري أن مليشيات الجيش الشعبي حظرت دخول أبقار المسيرية إلى منطقة البحر، وأضاف: بينما كانوا في اجتماعات بين لجنة السلام في سوق الزراف فوجئوا بالهجوم على المراحيل من أولاد المسيرية وقتلوا (3) من أبناء المسيرية. وأضاف أن الفزع طارد المعتدين في منطقة تسمى (دبة) غرب أبيي، حيث يوجد معسكر كامل به لواء من مليشيات الجيش الشعبي من أبناء دينكا نوك، حيث دارت اشتباكات بينهم نحو الساعة (4) صباحاً استخدم فيها الجيش الشعبي أسلحة متطورة ووصف قوات اليونسيفا بـ (المواسير) لجهة عدم تدخلهم لفض الاشتباك، رغم أن المعركة دارت تحت أعينهم، وقال إنها قوات دفاع وليست للهجوم .
وأوضح الأنصاري أن معركتهم مع الجيش الشعبي دفاعًا عن النفس ضد هجوم الجيش الشعبي من أبناء نوك.
وشرح تفاصيل المعركة التي دارت غرب النعام في منطقة تسمى (دبة ماتير) حيث تم إطلاق أصوات أعيرة نارية متعارف عليها لاستدعاء الفزع لأبناء المسيرية وتنبيههم بوجود مخاطر وضرورة إرجاع ابقارهم لمنطقة آمنة، ثم الالتحاق بالمعركة، وقال: انتهى الاشتباك باستلامنا عدداً من الدوشكات والبنادق الآلية الحديثة، وكشف أن بعض الأسلحة إسرائيلية الصنع، مبينًا أن بعض الأسلحة المتطورة تحمل ما بين 20 إلى 30 من الذخيرة .
وطبقاً للإنصاري، فإنهم وجدوا جثثاً مُثِّل بها بعضها مقطوعة الرأس والأرجل بجانب الأعضاء التناسلية، مما أصاب البعض بالجنون من هول المشهد، وكذب ما يُروّج له في وسائل التواصل الاجتماعي بارتكاب المسيرية جرائم ضد أبناء نوك. وقال: العملية كانت رد فعل عنيفاً بسبب مقتل المسيرية.
وأوضح الأنصاري أنهم استنجدوا بالحكومة وتم إبلاغها بالانتهاكات التي تتعرض لها المنطقة باعتبار أنها ذات سيادة سودانية، وقال إن رئيس الوزراء حولنا إلى عضو المجلس السيادي د. تاور، حيث تم الاجتماع به، وأكد أن القضية ستحل قريباً، وأضاف: طلبنا تضميننا في منبر جوبا لحل القضية باعتبار أن قضية أبيي قضية مفصلية، ولفت إلى أنهم قابلوا د. دبيلو مفوض السلام إضافة إلى وزارة الخارجية بواسطة نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق اول حميدتي، حيث استنكر حميدتي وجود قوات أجنبية في أرض ذات سيادة، والتزم بأنه سينقل ذلك خلال اجتماعه مع رئيس دولة الجنوب سلفاكير وحثه على ضرورة الالتزام بالاتفاقيات الموقعة بين الدولتين في هذه القضية وضرورة الإسراع بتشكيل المؤسسات الإدارية في أبيي، وقال إن حميدتي وعدنا خيراً.
ووصف الأنصاري الوضع بالخطير، وأضاف: نحن ندافع عن أنفسنا وأبقارنا لازم تشرب مياهاً، وأن مسألة المياه هي مسألة حياة أو موت، وأكد أن الوضع متوتر الآن في المنطقة، واعتبر أن مدينة أبيي أصلاً محتلة.
وقال الإنصاري أن مناطق العرب تقع في الخلع وسوق النعام تبعد (7) كيلو من المنطقة بجانب منطقة (قولي) ومنطقتي (الشقي) و(مكينس)، مبينًا أن منطقة النعام توجد فيها ملايين من الأبقار وأن المعركة دارت غرب المنطقة على بعد (19) كيلو من أبيي، وأضاف بالقول: الآن الوضع متوتر، ونفى بشدة ما تروج له وسائل الإعلام باختطاف أولاد نوك، وقال: الهجوم الذي حدث بالأرجل (بيادة) متسائلًا كيف نحمل الأولاد ونحن نغوص بالأرجل، لكنه أكد أن رعاة وجدوا مجموعة منهم مختبئين وسط الأشجار خوفاً من المعارك وتم تسليمهم إلى القوات الدوليةـ واعتبر تلك كذبة كبيرة وفرية لإلصاق التهم بهم، وأوضح أن الجيش الشعبي استعمل أسلحة الـ (آر بي جي) التي سقطت في معسكراتهم مما إدى الى هروب سكانها وأكد مقتل أكثر من (33) من المليشيات وعدد كبير من الجرحى، وكشف عن إغلاق سوق الزراف وإرجاع التجار وتسليمه للقوات الدولية، وقال نحن ندافع عن أنفسنا وعن (مويتنا)، ورحب في ذات الوقت بالاتفاق الذي تم بين نائب رئيسي المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول حميدتي مع رئيس دولة الجنوب سلفاكير على تشكيل لجنة تحقيق في الاحداث التي اندلعت بالمنطقة.