مُؤسفٌ جداً أن تظل دول نعتبرها شقيقة في مُحيطنا الإقليمي، تنظر إلى السودان وهو يهوى بسرعة نحو هاوية سحيقة!! إذا كان وجدنا العُذر للدول الغربية في عدم تعاونها مع السودان لوضعها اشتراطات ومتاريس، فلن نجد العُذر لدول عربية، وقفنا بجانبها كثيراً وما زلنا، تقف تتفرّج على السودان وتتنظر أن يلحق بالدول الفاشلة أو التي تنتاشها الحُرُوب والتّمزُّق!!
رئيس الوزراء حمدوك، قال في وقتٍ سابقٍ، إنّ التأخُّر في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، سَيُعجِّل بانهيار البلاد، وحَذّر من أنّ الدمار الذي سينتج سيكون هائلاً مُقارنةً بما حَدَثَ في سوريا، وقال إنّه حال فَشَلَ المُجتمع الدولي في حماية السودان من أن يصبح دولة فاشلة، فإنّ تأثير انهياره سيشمل المنطقة كَافّة.
لكن المبعوث الأمريكي للسودان أكّد، أنّ واشنطن ستختبر التزام الحكومة السودانية الانتقالية بحُقوق الإنسان وحُرية التعبير وتسهيل العمليات الإنسانية قبل مُوافقتها على رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
لكن إذا نظرنا نظرة كلية للأمر، لماذا لم يتعاون المجتمع الدولي مع الحكومة، رغم الدعم الذي وجدته الثورة من الدول الكُبرى كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها؟ هَل كُنّا مُتفائلين أكثر من اللازم أم هُناك مُؤامرة دولية تحُاك ضد السودان؟!
إذا كان النظام السابق وَجد سَندَاً من دُولٍ كروسيا والصين، فلماذا توقّف ذلك السّند والدّعم، وهل كانت تلك الدول تدعم الإنقاذ أم السُّودان، وهل كان ذلك الدعم مُقابل مصالح مُتبادلة أم لله؟!
أعتقد أنّ تَوجُّه الحكومة نحو أمريكا، وعدم السير في العلاقات التي أصلاً كانت قائمة بصُورةٍ جديةٍ، واحدة من الأخطاء، ويبدو أنّ أمريكا اقتنعت تماماً أن حكومة حمدوك ستدور في فلكها، ولن تلتفت إلى القطب الآخر، وهذا هو سبب عدم دعمها للحكومة، فحمدوك عليه من اليوم أن يُفعِّل كل العلاقات التي كانت موجودة مع عَدَدٍ من الدول، غَضّ النظر عن رَفع العُقُوبات من عدمها، فواشنطن طيلة عهد النظام السابق ظلّت في كُلِّ مُرّةٍ ترسم خارطة طريق للسير فيها، ومع الانتهاء ورفع التقرير، تظهر بروشتةٍ جديدةٍ!!
اقترح على حمدوك عدم التعويل على المُجتمع الدولي ووضعه أولوية، فالسودان زَاخرٌ بكثيرٍ من الموارد التي يُمكن أن تَكُون مَخْرَجَاً لكثيرٍ من أزماتنا خَاصّةً الاقتصادية، وهناك تَجارُب كَثيرٍ من الدُّول التي نَهَضَت مِنَ العَدَم يُمكن الاِهتداء بِهَا.