برامج وسهرات… من الزمن الجميل
كتبت: عائشة الزاكي
شكل تلفزيون السودان منذ إنشائه حدثاً ثقافياً مهماً حيث جذب الناس لمتابعة مسلسلات وسهرات وبرامج متنوعة قبل دخول التلوين، الأمر الذي جعل المشاهدين في تلك الفترة يتحلقون حول أجهزة التلفزيون (الأسود والأبيض) لمتابعة المسلسلات والبرامج التى تبث في تلك الفترة، وكانت الأعمال الدرامية التلفزيونية التي تم بثها ما زالت عالقة في أذهان السودانيين نسبة لجودتها بالإضافة إلى القضايا التي تتم مناقشتها والتي تتمثل في معاشهم وحياتهم اليومية.
من تلك المسلسلات مسلسل سكة خطر، ودكين والدهابية واللواء الأبيض، وأيضاً من الأعمال الدرامية الإذاعية التي أسهمت بشكل فاعل فى معالجة وتناول بعض القضايا الاجتماعية التي تتمثل في الحلقات الراتبة لمسلسلات كثيرة منها مسلسل دكان ود البصير وأعمال الفنان الراحل الفاضل سعيد وغيرها من المسلسلات التي لعب فيها المخرج الراحل فاروق سليمان والأستاذ مكي سنادة وغيرهم دوراً بارزاً بتجسيد شخصيات نخبة من الممثلين الأكفاء على رأسهم عبد الحكيم الطاهر، والممثل محمد السني دفع الله وفرقة الأصدقاء المسرحية.
بصمات قوية في الجدار الإعلامي
من أميز السهرات التي قدمها كوكبة من المبدعين العاملين وكان المجال ميسراً لكل ذي موهبة وابتكار وإبداع، تألقت الأسماء وصارت لها بصمات قوية في الجدار الإعلامي التلفزيون القومي وجدت صدى واسعاً لدى أهل السودان بالرغم من حصر المدى الإرسالي في مساحات ضيقة لم تكن تشمل كل الأقاليم ومدن السودان في تلك الفترة، وهذا يرجع لعودة بعثة العاملين بالتلفزيون من ألمانيا الغربية على رأسهم الراحل المقيم حمدي بدر الدين وعدد من المذيعين المخرجين العاملين فى كافة أقسام التلفزيون .
أسماء برامج وسهرات
من البرامج، برنامج فكر للإستاذ محمد حجاز مدثر، وبرنامج طبيعة الأشياء من تقديم الدكتور محمد عبد الله الريح، ومن السهرات سهرة (ألوان) تقديم الأستاذ حسن عبد الوهاب، وأيضًا من السهرات (سهرة خاصة باللقاءات الثقافية والفكرية والسياسية)، تقديم الأستاذ الفنان التشكيلى الكبير إبراهيم الصلحي ومن السهرات التي قدمها التلفزيون سهرة (بيت الجاك) ونافدة على ربوع بلادي من تقديم الإعلامى محمد البصيري وسهرة (بانوراما) للأستاذ صلاح الدين الفاضل بالإضافة إلى سهرات عبد المجيد السراج وأمسيات متوكل كمال وعدد من السهرات المميزة منها سهرة الخميس من تقديم عفاف صفوت وسهرة تحت الأضواء لحمدي بولاد، وهي السهرة التي كانت الأكثر حضوراً ومتابعة من الشعب السوداني قاطبة وسهرة فرسان في الميدان من تقديم حمدي بدر الدين التي تبث كل يوم اثنين من كل أسبوع، وأيضا للراحل أحمد سليمان ضو البيت المذيع الإخباري المتميز وتصحبها لقطات للرسام والخطاط إدمون منير، وكانت السهرات تبث من سطح مبنى التلفزيون الحالي قبل اكتمال الاستديوهات المعروفة بشكلها الحالي لتنتقل بعدها للصالات التى كانت تزينها ديكورات الفنان التشكيلي عمر نقد الله وغيرهم من مهندسى الديكور ما أعطى البرامج والسهرات نكهتها الخاصة.
استطلاع أجري مع بعض المواطنيين بدأ محمد عبد الجبار(أعمال حرة) حديثه قائلاً: أنا من معجبي المسلسل السوداني (سكة خطر) من بطولة الممثل القدير عبد الحكيم الطاهر وأحرص على متابعته ويعتبر هذا المسلسل من الأعمال القديمة التي خلدت في ذاكرة المشاهد السوداني، وأضاف: ما زالت هذه المسلسلات عالقة بذهني وتمت إعادتها وقمت بمشاهدتها للمرة الثانية وهذا يرجع لقوة أداء الممثلين والمخرجين وكتاب السيناريوهات مثل الكاتب الكبير الأستاذ عادل محمد خير الذي يتناول وقائع وأحداث الواقع اليومي وأتمنى في ظل الحكومة المدنية أن يتم إنعاش الدراما وإعادة الأعمال الدرامية كما فى السابق، وإعادة ثقة المشاهد في القنوات السودانية الحالية وخاصة التلفزيون القومي.
كما تحدث الفاتح محمود (موظف) قائلاً: كنت أحرص على متابعة كل تمثيليات ومسرحيات الأستاذ الراحل الفاضل سعيد وخاصة مسرحية (بت قضيم) التي أبدع فيها الراحل الفاضل سعيد في تجسيد الدور وتعتبر من أشهر المسرحيات والتي ما زالت عالقة في أذهان الشعب السوداني بالإضافة غلى متابعة أعمال فرقة الأصدقاء المسرحية، ومن أشهر أعمالهم سلسلة متاعب والتي قام بتجسيد شخصيتها نخبة من الممثلين الأكفاء على رأسهم الممثل الطيب شعراني والممثل موسى الأمير والممثل محمد المهدي الفادني، وعدد من المواطنين أجمعوا على المسلسلات والأعمال القديمة منذ العشرين سنة الماضية وفي عهد النظام البائد كانت الدراما شحيحة ولا يوجد إنتاج أعمال درامية بمستوى عال، وكل الأعمال كانت على نفقة شركات إنتاج خاصة والدولة بعيدة كل البعد عن تمويل شركات الإنتاج الدرامي