أن نصحو فنجد محمود محمد طه في كل مكان.. ليسد علينا مجاري التنفس.. رغم أن أحداً لم يطلبه ولا أزماتنا تحتاجه!!…
فلماذا جاء ومن قدّم له الدعوة وفرش السكة ورود..
افتتاحات ومعارض ومناهج وإعلام ومراسم واحتفالات ليها أبعاد..
صورة الثورة البهية المبهرة لم تكن محتاجة لكل عمليات الطمس والإغراق الجارية باتجاه الهالك صاحب الرسالة الثالثة..
الجمهوريون وبهذا الظهور المفجع يضعفوننا…
يصعفون الثورة والثوار..
وحمدوك وحميدتي..
والجيش والبرهان..
مناوي والدقير..
فكرة أن نعود أمة واحدة آمنة مستقرة أصبحت في كف عفاريت الجمهوريين..
محتار في ذلك التداعي الضاج.. وأظن أن محمود نفسه وهو في (عليائه) محتار!!
ما في حاجة بتجيبو!!..
يرى البعض أن المخططين الكبار ومهندسي (الغرف الفاتحة على الأطلسي) في خطتهم (شايفين) أن الطريقة الوحيدة لاجتثاث الإسلام السياسي من السودان يكمن في استدعاء خصومهم!! حسناً.. فهل لازال إسلاميو السودان في ذات (المراغمة) مع تلك الحفنة (المستتابة)..
وهل لا زالت تلك المحاججة الجمهورية بذات الدهشة التي كانت عليها قبل يوبيلها الذهبي؟!
في السوق ثمة مقولة رائحة:
(لا تتعامل قبل أن تتحري مع زول اختفى من السوق 6 شهور).
منذ استتابة الجمهوريين جرت أمور ومياه كثيرة تحت الجسر.. مات العمدة ومات الحمار!!
وظهرت موديلات واختفت موديلات من نظم التفكير..
لم تعد لتلك الكتب الصفراء الباطنية تلك الدهشة وتلك السلطة المتحكمة الساحرة.. أصبح أمر دحضها متاحاً بأقل من (1 قيقابايت) ولأي شافع من شفع العرب الفتارى..
لا حاجة اليوم للجمهوريين.. فقد صاروا مزقاً من بضاعة منتهية الصلاحية كما أنها باهظة التكاليف، ولا أحد سوى (المخططين) يرى جدواها..
الخطة أثبتت خطلها وعقمها بمجرد ملامستها ساحة التطبيق العملي.. فالذي حدث فعلاً أنها نجحت في فك الحصار عن (الكيزان) وجعلت أفئدة من الناس تهوي إليهم!!
أضعفت من حجج أنصار الثورة أمام طوفان الاستياء الشعبي من تلك الدعوات لإخراج الدين من دائرة التاثير المجتمعي..
نتحدث هنا عن القرآن الكريم وهو المتفق عليه من كل الطوائف (السنة والشيعة والبلاغ والكيزان والمتصوفة وحتى ود وقيع الله الما صلى)..
تحتاج الخطة إلى مراجعة..
فالثورة لا تحتمل حمل عبء الجمهوريين كما أن الجمهوريين لا يستطيعون أن يقدموا لها شيئاً سوى الأغلال!!..
وتلك وجهة نظري.
إلا أن آخرين لهم رأي مغاير ويعتبرون أن النتيجة التي أحدثت في الواقع السوداني بواسطة الفرق الباطنية مقصودة لذاتها وليسوا (الكيزان) فقط من تترصدهم الخطة.. بل هي خطة شاملة طويلة النظر والأجل.. تنظر في أمر إعادة (الدمج والتسريح) لكل هذا المجتمع على أسس جديدة بالكلية…
ليكون المطلوب إعمال تلك الربكة بإحداث (damage) في أس النظام العصبي الوجداني المجتمعي لتسهيل استئصال كل (الضفيرة) وتخليصنا من كل العوالق التي تربطنا بالرسالتين الأولى والتانية وبناء أنسجة ووصلات جديدة لا تمت للقديم بصلة!!
علي أية حال فإن الرأيين يحملان وجاهة معقولة بينما يتواضعان في استحالة تنفيذ ذلك..
لا أدري من أي مجارير خرجت تلك الخطة، ولماذا يصرون على إفساد فرصتنا في الحفاظ على ما يجمعنا…
نحن أمة وسطى..
الأقدر على تعليم الدنيا كيف تستجم الأفكار كما الأشجار وتستند إلى بعضها البعض..
(شجر كان مالت
بتكي في اخيو)
في تساوق وانتخاب طبيعي لا تعرفه أبوظبي ولن تفلح في صنع مزيجه طهران..