والي جنوب كردفان اللواء رشاد عبد الحميد لـ”الصيحة”
الولاية بها أكثر من ثلاثين كنيسة.. ونطبق مبادئ التسامح الديني
القوات المسلحة تدعم النازحين.. وأولوياتنا السلام
أنشأنا أسواقاً للتواصل الاجتماعي.. أبناء لم يلتقوا بأمهاتم وآبائهم قرابة الـ 15 عاماً.
نترقب العون الإنساني للإسهام في إزالة الألغام.. والمنظمات الوطنية متعاونة
حاورته بكادقلي: منى أبو العزايم
مع احتفالات البلاد بذكرى أعياد الاستقلال، وأعياد الميلاد واليوم العالمي لحقوق الإنسان، شهدت مدينة كادقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان افتتاح المكتب الإقليمي للمفوضية القومية لحقوق الإنسان لقطاع ولايات كردفان.
وكانت سانحة طيبة للالتقاء مع والي الولاية اللواء الركن رشاد إسماعيل لإلقاء الضوء على بعض الاستفسارات التي تحتاج إلى إجابة وخاصة أن الولاية ولاية استثنائية تضع السلا ، كما أشارت الوثيقه الدستورية أولوية من أولويات الحكومة الانتقالية.
*البعض يتساءل عن مكتب حقوق الإنسان بالولاية والعمل الذي يقوم به ودوركم في ذلك؟
نعم بالتأكيد نحن في حكومة الولاية نهتم كثيرًا بحقوق الإنسان خاصة وأن ولاية جنوب كردفان من الولايات التي شهدت نزوح بعض المواطنين جراء الحرب، وكثيراً ما ندعو المواطنين من خلال المخاطبات الجماهيرية للتعرف على حقوقهم خاصة وأن جنوب كردفان شهدت العديد من الورش والندوات والمحاضرات التي تبصر المواطن بحقوق الإنسان.
*هل هناك تعاون بينكم ومفوضية حقوق الإنسان؟
بالتأكيد، نحن في حكومة الولاية ملتزمون بالتعاون مع المفوضية لإنفاذ مهامها، لأن جنوب كردفان عانت من قضايا حقوق الإنسان بسبب الحرب، ولكِ أن تعلمي أن حكومة الولاية في وقت سابق ردت على شكوى لمفوضية حقوق الإنسان كان قد تقدم بها زمرة من الشباب اتهموا خلالها حكومة الولاية بمنع إنفاذ برامج لدعم السلام.
كما أن افتتاح مكتب حقوق الإنسان قطاع ولايات كردفان
يجيء من أجل تسريع عمليات السلم الاجتماعي بنشر وتعزيز وحماية حقوق الإنسان.
*ولكن ولايتكم تعتبر من الولايات التي شهدت العديد من النزاعات والحروب ما هو دوركم لنشر ثقافة السلام والتعايش بين مكونات الولاية المختلفة؟
نعم، بالتأكيد ولاية جنوب كردفان ولاية لها ظروف استثنائية خاصة، فهي إحدى المناطق التي تضررت من النزاع المسلح، ولذلك مهمة حكامها في إدارتها تحتاج لحنكة وحكمة، ونحن نسعى في كافة المجالات لتحقيق السلام والعمل على تعايش كافة مكونات الولاية بسلام وأمن واستقرار من أجل مصلحة السودان أولًا، ثم ولاية جنوب كردفان ثانياً.
*علمنا أن هناك أسواقاً يطلق عليها أسواق السلام كيف نشأت هذه الأسواق وما هي أدوارها؟
أنتم تعلمون أن التنمية في ظل الحرب تصبح صعبة جداً، ولكننا نحاول أن نضع بصمتنا من أجل إنسان الولاية وعلى الرغم من ذلك أن هناك مشاريع التنمية من إنجازات خدمات الكهرباء والمياه.. وتكملة الطريق الدائري بتأكيد ومباركة من وزير المالية بتوفير الدعم.
إلا أن تماسك النسيج الاجتماعي يصبح أولوية اجتماعية وإنسانية، ومن هذا المنطلق كانت هذه الأسواق.
*مقاطعة.. تقصد أسواق التواصل الاجتماعي؟
نعم، أسواق التواصل الاجتماعي هي عبارة عن فكرة جاءت بعد الثورة وشعارها الأول السلام.. فجاءت متوافقة مع أولوية الحكومة الانتقالية للسلام وهي أربعة أسواق توجد بأربع محليات أشهرها سوق كلولو بمحلية برام ..وفي الشرق سوق درى هيبان.. وسوق فرشايا بالدلنج.. وهناك سوق تسعى الولاية لافتتاحها بمنطقة أم دورين.. مناطق أم سردبة.
وكان الهدف والدافع لقيام هذه الأسواق بدعم من المجتمع المدني المتمثل في الإدارات الأهلية وأعيان وحكماء الولاية .. لقاء أبنائهم بمناطق الكفاح المسلح مع ذويهم، نعم هي أسواق تجارية لكنها تحقق أهدافاً إنسانية تحتاج إليها مكونات الولاية..
فتم التواصل مع القادة الميدانيين بواسطة ذويهم كوسطاء.
*هل هناك ضوابط لهذه الأسواق؟
بالتأكيد، وضعنا ضوابط أ لا يأتي للأسواق من يحمل السلاح من الجانبين.. وقد رأينا أبناء لم يلتقوا بأمهاتم وآبائهم قرابة الـ 15 عاماً.
*بعض المنظمات ترغب في العمل في الولاية ولكنها تخشى المخاطر ما تعليقكم؟
نعم، أنتم تعلمون أن مدينة كادقلي جميلة رغم خلو بعض منازلها من السكان ،وبالتأكيد السبب الحرب، وتعلمون أيضاً أن السلام قد لاح الآن بعد الثورة، وبدأت بشرياته واضحة من خلال رغبة هذه المنظمات للعمل في الولاية وتقديم مساعداته للمحتاجين، إلا أن هناك ما يعرض هذه المنظمات للخطر بوجود الألغام والذخائر غير المتفجرة بالجسور والكباري.
*مقاطعة لم تفعلوا شيئاً لإزالة هذه الألغام؟
نعم، حكومة الولاية خاطبت الأمم المتحدة كمنظمة دولية لديها منظمات تعمل في مجال إزالة الألغام ،وكذلك مناشدة المنظمات الدولية الداعمة عبر العون الإنسان ، ونحن متفائلون بنتائج قريباً جداً إن شاء الله.
*ولكن السيد الوالي ألا تتفق معنا أن مطار المدينة يحتاج للكثير من العمل من أجل استقبال مثل هذه المنظمات؟
بالتأكيد، ونحن في حكومة الولاية بذلنا جهداً كبيراً في توسيع المطار بكادقلي ليسهل عمل المنظمات وحركتها وتتجه حكومة الولاية الآن إلى إنشاء المخازن لمقابلة تخزين المواد والآليات والأدوية، فجميع مكونات الولاية الآن يسنشدون السلام بكافة قبائلها ومسلمين ومسيحيين، ولكم أن تعلموا أن كادقلي وحدها يقطنها قرابة المائة وواحد وتسعين ألف نسمة وربما يزيدون، وكل هولاء ينشدون السلام وجميع سكان محليات الولاية ينادون بالسلام وقريباً إن شاء الله يتحقق السلام.
*وما هو دوركم لتحقيق هذا السلام؟
نحن كولاة مكلفون لإرساء السلام، فقد طلب منا أن نضع الأولوية للسلام والتواصل الاجتماعي، هذا إلى جانب التأكيد على ضرورة التنمية وتوفير الخدمات للمواطنين فعبرها يحدث الاستقرار، ومن هنا أتقدم بالشكر لوزير المالية الاتحادي الذي قام بالتصديق عبر التمويل الاتحادي
عبر بنك البلد بمشاريع خاصة بالمياه والكهرباء لمدينتي كلوقي والليري. وقد تم الترتيب مع الشركات المنفذة والمقاولين.
وأيضاً وزير المالية قام بإصدار خطاب ضمان لبنك السودان.. نتوقع أن يصدر بنك السودان خطاب ضمان لأحد البنوك بخصوص تمويل تنفيذ الطريق الدائري ..عبر شركات كوباني وشريان.
هناك أيضًا تنفيذ لطرق داخلية 15 كم بالدلنج وكادقلي.
*ولكن لا زال هناك عائدون من مناطق الحركات يحتاجون للمساعدات؟
ظللنا طيلة الفترة الماضية نخاطب مفوضية العون الإنساني الاتحادية للإسراع بتقديم العون الإنساني للعائدين من مناطق الحركات المسلحة.
مثل التموين والبطاطين والملابس.. إلا أن التغيير في مديري مفوضية العون الإنساني ساهم في عدم ترتيب هذه المسائل المستعجلة من إرسال المساعدات مما حدا بنا للاستعانة بالقوات المسلحة بدلًا عن المفوضية فكان منها دعم الولاية بالمواد التموينية والبطاطين.. فالمسألة لم تكن تتحمل التأجيل.
وهنا نتقدم بالشكر للجهات التطوعية التي كانت عبارة عن قوافل مساعدات ودعم، ونخص بالشكر تجار سوق ليبيا الذين قدموا مساعدات للعائدين من النازحين عبارة عن قافلة طبية.
*هل هناك تعايش ديني بين مكونات الولاية المختلفة خاصة وأن بها مسيحيين؟
الولاية بها ما لا يقل عن 30 كنيسة ومدينة كادقلي بها 6 كنائس تجد الاهتمام من الحكومة. وهناك تعاون تام من منظمة اليونيسيف إذ تقوم بدعم التعليم والصحة والمياه والنازحين العائدين من مناطق الحركات .. ذلك يتم عبر العون الإنساني بالولاية.
*ولكن يقال إن هناك منطقة في الولاية تخضع للطوارئ منذ الخامسة مساء لماذا؟
نعم، هناك منطقة بين الدلنج وكادقلي تخضع للطوارئ بعد الساعة الخامسة مساء حتى السابعة صباحًا إذ يمنع التحرك بعد الوصول إليها عند الخامسة مساء، ويبقى المسافرون بأماكنهم حتى صباح اليوم الثاني حيث يتم تحركهم بعد الساعة السابعة صباحًا.. وهذا المقصود منه تحقيق أمنهم وسلامتهم.. والطريق مؤمن إذ لدينا أطواف عسكرية ليلية تقوم بتمشيط المنطقة وحمايتها.. كل ذلك لأجل أمن المواطن وسلامته
من خطر بعض المتفلتين ليلًا..
*نلاحظ أن هناك سلاح اًفي أيدي بعض المواطنين؟
نعم، هناك سلاح بأيدي بعض المواطنين من الرعاة الذين يحملونه للحماية.. إضافة إلى تواجد السلاح بأيدي بعض المواطنين إذ قامت الحكومات في العهد السابق بتجنيد العرب الرعاة بالدفاع الشعبي .. حيث أن العرب يتحركون بمواشيهم في مناطق الحركات ويتصادمون مع قوات الحركة لذلك تتجه القيادة السياسية لأن تصمت البندقية.. كما لابد من حصر السلاح حتى يستطيع المواطن توفيق أوضاعه.. ويحل السلام.. إذ أن السلام يأتي بتوقف الاعتداءات..
ولكن رغم وجود السلاح إلا أنه لا توجد اعتداءات بالولاية والحمد لله الجميع يتوق لأن يعم السلام ربوع الولاية التي آن لها أن تنعم ببشريات السلام والإحساس بحلاوة الأمن والاستقرار.