المرأة تعيش.. مرتين!
* لا يزال الجدل حول المزايا النسبية للجنسين – المرأة والرجل – مستمراً.
ورغم أن العلم يؤكد أن المرأة هي الأقدر على الاحتمال إلا أن الرجل يتشدق بكونه الأقوى والفرق بين المعنيين كبير، فكم من أقوياء لا يستطيعون صبراً على أبسط الشدائد والعكس صحيح؛ لأن الاحتمال في حقيقته يقين.
ومع العلم أيضاً تقف الإحصاءات, وتقول إن المرأة تعيش كذلك عمراً أطول من الرجل!
ولا أدري على وجه التحديد السبب الذي يجعلنا كنساء ـ بكل عذاباتنا ومعاناتنا وتفاصيلنا الغريبة ـ نعيش أطول؟!..
ولكنني بالعودة لتلك المقارنات الأزلية, أرى أنه وفي كل وظيفة بدنية أو ذهنية – فيما عدا الخيال الإبداعي – تتساوى النساء مع الرجال, مع تحفظي القديم على
كلمة تتساوى هذه؛ لأن الواقع يؤكد أنه لا مجال للمقارنة وأن النساء – بفطرتهن – يبززن أعتى الرجال في كل مجال ويكفيهن فخراً رسالتهن في الأمومة والتي يعجز
عنها كل رجل.
* والمرأة كذلك لديها حصانة طبيعية ضد الفشل والصدمات الحياتية. بينما يلاقي الرجل الكثير من العنت في مجابهة إخفاقاته المختلفة, وتؤثر الأزمات عليه بشكل
ملحوظ لأنه يتعرض لإجهاد أكبر لحماية حبه لذاته وتقبل المستجدات وما سيكون عليه في نظر الآخرين.
فهل تعلمون أن الرجال هم الجنس الأقل قدرةً على مواجهة الرسوب ومشاكل العمل والعمليات الجراحية وحتى أخطاء الأبناء؟.. هو بالأخير ليس كلامي – قبل أن
تصرخوا في وجهي – ولكنها نتائج لدراسات وأبحاث طويلة خرجت بنتيجة حتمية واحدة تؤكد أن النساء مرنات وقادرات على التكيف ويتمتعن بإرادة قوية ويُحسنّ
التصرف السليم عند حدوث طارئ ويتعايشن بوفاق مع أوضاعهن المتأرجحة أياً كانت.
فهن على عكس الاعتقاد السائد مخلوقات عملية مبدعة ومطورة رغم عواطفهن الدفاقة بينما يعتبر الرجال مخلوقات خيالية فقط !!!
* نعم.. الرجال هم الذين يقاتلون في الحروب, ويبتكرون النظريات, ويقدمون لنا العباقرة والعلماء والمخترعين والأبطال في كل مجال, ولكن كل ذلك تأتّى لهم لخلو
الساحة من غالبية النساء لانشغالهن بأولويات أخرى أشد التصاقاً بالإنسانية والطبيعة البشرية، والتي تقوم عليها الحياة وتعمّر الأرض.
والرجال بالمقابل يقدمون أيضاً غالبية المجرمين والمفسدين في الأرض والمرضى والخائنين.
ورغم ذلك لا نريد أن ندعوهم – بالدليل القاطع – (الجنس الأضعف) ولكن لا شك أنهم الجنس الذي يستهلك نفسه بسرعة أكبر. بينما تكوين المرأة الحيوي الكيميائي
جعلها أكثر مقاومة للأمراض والأزمات الصحية من الرجل, فالمعلوم أن نسيج الهرمونات البشري لدى المرأة أكثر, ولديها نسبة أكبر من الكالسيوم والنيتروجين
وبعض الفيتامينات بالإضافة لعدد أكبر من كريات الدم البيضاء الدفاعية.
* إحصائيات متخصصة أيضاً تظهر أن أي زوجة – في المتوسط – يمكن أن تصبح أرملة لحوالي ثماني سنوات من عمرها!! هذا إذا لم تتزوج مرة أخرى.
والسبب أن المرأة تعيش لمدة أربع سنوات أكثر من الرجل. فإذا جمعنا العدد الكلي للأرامل والمطلقات والعوانس كانت المحصلة الأخيرة عدداً مهولاً من النساء
الوحيدات اللائي يبحثن عن عائل.. فمن سيتكفل بهن وكيف يمكنهن إيجاد زوج آخر؟؟ (هو الشابات في تلتلة)..
إذاً.. الحل العلمي الوحيد هو أن يتزوج الرجال نساء أكبر منهن بهذه السنوات الأربع لضمان ميتة جماعية متقاربة (من باب الاحتياط.. فالأعمار والحمد لله بيد الله) وهي
الفكرة التي أضمن تماماً أنها لن تجد أي تشجيع من الجانبين.
وتبقى الحقيقة المنطقية الوحيدة وفق الدراسات العلمية هي أن المزيد من النساء في السنوات القادمة سيزددن شيخوخة ويعمرن طويلاً بينما يموت الرجال بسبب
أفاعيلهن.
تلويح:
إن ضعف المرأة وهم من ابتكار الرجال..
ولا تهتم هي بالقضاء على هذه الفكرة أو تأكيدها..
ولماذا تفعل ما دامت بالأخير ستعيش مرتين؟