عروة والوالي
** تابعت معركة وتراشقاً بين الأخ الأستاذ الصحفي محجوب عروة، والأخ رجل الإنسانية والأعمال الأستاذ جمال الوالي وبحكم قربي الشديد من الرجلين العزيزين، لم أكن أتمنى أن يصل بينهما الذي وصل بسبب ملكية صحيفة “السوداني” وكل منهما أعلن رأيه خاصة الأخ جمال بعد أن وصله بعض الرشاش والأحكام الإعلامية التي تسبق التحقيقات بحكم صلاته المعروفة بالإنقاذ، التي يرى الأخ محجوب عروة أنها ظلمته وليس جمال الوالي، وقد أوضح وفق ما توافر له من الإعلام وأقنع من يود معرفة الحقيقة ومن المقربين منه العالمين بأصل القصة أمثالي، وربما لم يقتنع آخرون، وظننت أن الأمر انتهى في انتظار ما تسفر عنه التحقيقات والوعد بعودة الصحيفة الناجحة للصدور، ولكن من خلال بيان أصدره الأخ جمال الوالي مؤخرًا، ويبدو أن الأخ عروة أدلى بمعلومات أنكر خلالها بعض المعلومات التي أغضبت الأخ الوالي ولم يُعرف عنه الغضب، معتبراً ذلك إنكاراً للجميل.
**كما ذكرت عن قربي من الرجلين عروة والوالي، فإنني على علم بكل التفاصيل وأعلم من حضر للوالي من آل عروة لإقناعه بشراء شركة السوداني، ومن متابعتي لما ظل يلاقيه الأخ عروة من ظلم من (جماعته ناس الإنقاذ)، وهذا تعبير سمعته من البروف علي شمو، حين نلاقيه للتوسط من أجل الأخ عروة الذي تضرّر كثيراً كما تضرّرنا معه بضرب ومصادرة دار الصحافة العربية الأفريقية التي تصدر صحيفة السوداني الدولية والجريدة الرياضية التي أصدرها وصحيفة نبض الشارع التي كان يصدرها المرحوم محمد محمد أحمد كرار عام 1994م، وكلنا تضرّرنا كان بنسبة أقل مما حدث للأخ عروة الذي تماسك مستفيداً مما ناله من تعويضات، وعاد وأصدرنا معه صحيفة الرأي العام، وبعدها السوداني، وسمعنا بمعاناته كما حدث للكثير من المستثمرين غير المَرْضِي عنهم ومنهم من لقي ربه حسرة بسبب ذلك، ومنهم من انتظر حتى وجد بعض أيدي رجال الأعمال الخيرين وهي قائمة معروفة كما هي معروفة قائمة المتضررين، وحسبت أن عروة منهم وأن اليد التي تدخّلت كانت يد الأخ جمال الوالي، وهذه عادته وسمعنا هذا من الناس وحمدنا الله لوجود أمثاله، كما حمدنا الله للأخ عروة الذي تماسك ونهض كما هي عادته وأعاد السوداني الدولية.
** جمال الوالي لن يسعى للاستثمار في الصحف، وقد عرضت عليه مرة شراء صحيفتي الجريدة حين قررت الهروب من هذا المجال، فاعتذر بلطف وسبحان الله، فقد اشتراها مني الأخ الأستاذ عوض ناشرها الآن بوساطة من الأخ محجوب عروة نفسه، وتمضي الآن في صدارة الصحف الناجحة.
** أتمنى مخلصًا من الأخوين العزيزين عروة والوالي وقف هذا التراشق، لأن الناس تعرف الكثير حتى ما لم يُنشَر كما توجد دائماً مجموعة تشجع وتستمتع بمثل هذا التراشق بين الأخيار.
* نقطة نقطة*
** نجتمع هذا المساء بنادي المريخ من أجل استذكار وتأبين رجل ولا كل الرجال، صحفي ولا كل الصحفيين ابن مجتمع ولا كل أبناء المجتمع إنه الرجل الرقم الأستاذ أحمد محمد الحسن حاج علي عليه الرحمة.
**اجتهدت مجموعة لإقامة هذا الحفل، ولهم من الله الشكر والثناء، فالرجل إن وصفته ولا كل الرجال لأنه عفيف الكلمة صبور على الأذى وظلم ذوي المهنة ووصفته صحفي ولا كل الصحفيين لأنه لم يمتهن أي مهنة سواها لأكثر من ستة وخمسين عاماً عاصر خلالها الأخ
الأجيال الصحفية من الأول حتى جيل اليوم، ومضى دون أن تسجل عليه مخالفة أو عقوبة أو تقصير ووصفته برجل مجتمع ولا كل الرجال، لأنه كان ينوب عن مجتمعه في تفقد الأحوال والخطبة عند المقابر، ولهذا تلعثمت حين دفعوني للحديث فوق مقبرته.
** أحمد محمد الحسن خدم مهنة الصحافة وأهلها وكان له دور في تأسيس اتحاد النقاد الرياضيين في الستينات ورابطة الإعلاميين الرياضيين في السبعينات، ثم جمعية الصحفيين الرياضيين مؤخراً، و لم يتمسك بالمناصب كما الآخرين وحين تولى الرئاسة أبعدوه للأمانة العامة ثم أمانة المال ثم عضو ولم يشق عصا الانشقاق وصبر.
** نأمل أن تتكلل الجهود بالنجاح لتخليده بما يستحق ورعاية أسرته وطباعة كتابه المكتمل الإعداد، وبه العلم النافع الذي ينتفع به وأكرم به من عمل لا ينقطع بالموت كما الصدقة الجارية ودعاء الولد الصالح.
**نسأل الله الرحمة لأخينا الأستاذ أحمد محمد الحسن والجنة الموعودة والصبر لأسرته الصغيرة والكبيرة.
و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
** ضارة كبيرة ولكنها نافعة إن شاء الله، تلك الحالة من التمرد والترويع الذي أصابنا يوم الثلاثاء الماضي، فقد كشفت قصورنا في التعامل مع الحالات الحساسة، ومنها الحقوق المادية للجنود، ومنها سهولة استخدام السلاح في المناطق المأهولة بالسكان، ومنها الاستهزاء بالعنصر العسكري، ومنها ما بدأ يظهر من انشقاق في جسمنا بين مدني وعسكري ولولا هذا لما نجح ذاك، وهذه واحدة من الضارة النافعة.
** عرفنا أهمية القوات النظامية المنضبطة التي تؤمن الوحدة والثورة وتردع الأعداء وأعجبني رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، وهو يستهل كلمته بـ”بسم الله الرحمن الرحيم”، ويرد على لسانه ذكر الدعم السريع ربما لأول مرة، ومثله فعل البرهان وحميدتي بذكر الثوار الشباب أكثر من مرة، ولا أظن بعد اليوم سنسمع تلك العبارات المؤذية لجيشنا ودعمنا السريع والحمد لله.
** قوة العمليات العسكرية التابعة لجهاز الأمن تحتاج إلى نظرة نفسية أكبر من الاتهام وتصفية الحقوق، ويقيني أنها تدربت وتسلحت بمال الشعب وخسارة أن تذهب بعيداً عن قواتنا المسلحة، ومثل هذا النوع من شباب العسكر يعمل العقلاء على توجيهه والاستفادة من قدراته حتى لا تذهب إلى ما لا نرضاه، والوطن أولى بهم، وليت قيادتنا العسكرية تفهم ما بين السطور.
** كنت في الخليج وعاصرت حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران وحققت فيها العسكرية العراقية تفوقاً كبيراً وبعدها علق خبراء العسكرية والعلوم النفسية بأن الجيش العراقي المنتصر والمتفوق و المكتمل جاهزية جسمانية وتسليحية لن يهدأ إن لم يشارك في معارك أخرى، وكان الرئيس القائد صدام حسين يعده لمعركة الكرامة العربية في فلسطين، ويقال إن افتعال الأزمة مع الكويت كان بمثابة ضرب أكثر من عصفور بزوال أكبر قوة عربية وتأمين إسرائيل وقد كان.
** سألني بعض أهل الطرق الصوفية عن موعد عودة صديقنا العطبراوي أحمد سر الختم منسق الحج والعمرة بالسعودية بعد انتهاء فترة تكيلفه للاحتفاء به نظير خدماته المميزة لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين السودانيين وحاولت الاتصال به ولم أنجحـ ولكن علمت للأسف أنه تعرض وتعرضت سمعته لما ظل يتردد في الأسافير ولم أشك في ذمته لا سيما بعد أن علمت بأنه لا يزال على رأس العمل للحاجة الماسة لشخصه لحين وصول البديل، وكان الله في عون من يخلف الناجحين.