حكايات الفاتح النور (1)
أستاذنا الصحفي الفاتح النور أنشأ أول مكتبة عامة في كردفان عام 1942 وأول مطبعة خارج الخرطوم 1944م، مالك صحيفة “كردفان” التي صدرت عام 1945 وهي أول جريدة خارج الخرطوم، الفاتح يحمل تسعة أوسمة وأنواطاً من خمس دول، وملقب برائد الصحافة الإقليميةـ كانت له حكايات وقصص وطرائف عن كردفان وصالونه المسمى (صالون كردفان) ورواده الأوائل.
إن استدعاء تلك القصاصات من القصص هذه الأيام مهم، لأنها تصلح لمعالجة كثير من الظواهر السياسية والاجتماعية لأنها متشابهة بل إن كثيراً من شخوص تلك الروايات يشبهون شخوص المرحلة الحالية سيما الانتهازيين السياسيين والإعلاميين منهم ومن رواياته تلك التي عنوانها: (ترويض عضو)، وهي قصة بنى روايتها على شخصية حقيقية وهو المواطن، جمعة ضلمان عضو مجلس ريفي شمال الجبال الذي قال عنه إنه شاب متحمس لمنطقته انتخب لأول مرة عضواً بالمجلس، ويبدو أنه يأخذ المسألة جد أكثر من اللازم وغير مصدق أن الرغبة شيء والتنفيذ شيء آخر!!
يقول الفاتح النور: لما أكثر جمعة (اللت) و(العجن) والغلبة بغير طائل، قال رئيس المجلس مداعباً له: أخونا جمعة عضو نشط بس يحتاج شوية ترويض!
وطلب العضو جمعة الكلمة وحبس الأعضاء أنفاسهم من (الشكلة) الجاية ظناً أن العضو (سيحنبك)، ويعتبر كلام الرئيس إساءة! ولكن خاب ظنهم إذ رأى بعين بصيرته النافذة أن كلام الرئيس شكر ما بعده شكر. لماذا ? لأن (الترويض للحصان أو التور وأنا ياتو فيهم)، أو كما قال? ولما كان مجلس شمال الجبال مشترك بين قبائل الحوازمة وفخرهم (الخيل) والنوبة وفخرهم (التور) أصبحت كلمة ترويض (سمحة بالحيل).
انتهت حكاية أستاذنا الراحل \ الفاتح النور، وهي رواية إذا أسقطت على واقعنا الحالي ستكون صورة بالكربون لكثير من الحالات في حكومة الفترة الانتقالية وشخوصها السياسيين وخطابهم السياسي المرتبك..
نواصل إن شاء الله