إهدار حقوق الشعراء الأدبية والمادية إلى متى؟
مختار دفع الله
ظل شعراء الأغنية السودانية وعبر عقود من الزمان يجأرون بالشكوى حتى مل طوب الأرض شكواهم من كثرة تكرارها بسبب حقوقهم المهدرة سواء كان ذلك من المطربين الذين أثروا من ترديد أغنياتهم عبر الحفلات الخاصة والعامة والتطواف على الجاليات السودانية بدول المهجر دون أدنى التفات للشاعر صاحب الحق الأصيل في الأغنيات ودون حتى إزجاء كلمة شكر وعرفان له نظير استخدامه لمنتوجه الغنائي وكذلك ظلت الدولة ولعقود من الزمان تتجاهل الدور الريادي الفاعل للشاعر من خلال أجهزتها الإعلامية المسموعة والمرئية فتمنحه أدنى الفئات عند تقويمها لحقوقه المادية عند تسجيل الأغنية وبعقود مجحفة يمتد أمدها لعشرين عاماً بل تمضي الأجهزة في استخفافها بهم فلا تأبه تذكر اسم الشاعر عند بث الأغنية إلا نادراً أما إذاعات الإف أم والتي استشرت وانتشرت مثل الداء السرطاني فهي الأسوأ إذا ما قورنت بأجهزة الدولة حيث يعيث أنصاف المواهب من المغنين إفساداً للغناء في برامجها دون الرجوع للشاعر أو حتى استئذانه اللهم إلا النادر منها وأنموذج ذلك “إذاعة الرابعة” فهي من بين الإذاعات القليلة التي تحترم حقوق الشعراء وتوفيهم حقهم وتبحث عنهم لمنحهم حقوقهم أما فيما يختص بالمشاركات المحلية والخارجية فهذه وقف على المطربين فقط إذ يتم تجاهل الشاعر والذي يتجول الفنان بأغنياته في أركان الدنيا وحتى المؤسسات التي من المفترض أن يكون على رأسها الشعراء تتدخل السياسة والمحاصصات فيتم الدفع بمن لا صلة لهم بالآداب والفنون ليقوموا بإدارتها والأمثلة والنماذج كثيرة حتى اختيار أعضاء لجنة إجازة النصوص الشعرية بالإذاعة والتلفزيون وبالمجلس الاتحادي للمصنفات الأدبية والفنية والتي من المفترض أن يكون اختيار عضويتها حقاً أصيلاً لاتحاد شعراء الأغنية السودانية يتم تجاهله تماماً في هذا الشأن ويتم التعيين بقرارات إدارية، ولقد انشغل الوسط الفني منذ الأسبوع الماضي، ولا يزال بالقضية التي قام برفعها الشاعر الكبير إسحاق الحلنقي في مواجهة الفنان محمد الأمين والذي ظل ولفترة أربعين عاماً أو تزيد يردد الأغنيات الزاهية للحلنقي مثل وعد النوار وغربة وشوق وبتتعلم من الأيام، وهي من أجمل وأبهى أغنيات الفنان محمد الأمين والذي لم يكلف نفسه عناء الذهاب للحلنقي ومنحه حقوقه المادية نظير ترديده لهذه الأغنيات طوال هذه السنوات العديدة في المسارح وبيوت الأفراح والبعثات الفنية، وقبل سنوات اندلعت ثورة الشاعر الكبير هاشم صديق لذات السبب مع عدد من المطربين من بينهم محمد الأمين، ولقد آن الأوان لينتزع الشعراء حقوقهم المهدرة مادياً وأدبياً عبر الإدارة الجماعية التي يتولى رئاستها الفنان الكبير المهندس صلاح مصطفى، ويدير أمانتها العامة الشاعر اسحق الحلنقي والذي بمقاضاته للفنان محمد الأمين يفتح الباب على مصراعيه لكثير من زملائه الشعراء ليتوجهوا إلى سوح العدالة لانتزاع حقوقهم المسلوبة والمنهوبة فهلا فعلوا؟