الخرطوم: صلاح مختار
عندما طلب مني أن استمع لشكوى أولياء أمور طلاب مدارس (كامبريدج)، كنت أظن القضية متعلقة بالأستاذ أو بين أولياء الأمور والإدارة فقط, ولكن ما يُؤسف له وجدت إدارة المدرسة تُعاقب الطلاب دون سبب بإغلاقها أمام مستقبلهم، البعض منهم في مراحل مُتقدِّمة من الفصول الدراسية, وأكثر ما استوقفني منظر الطلاب وأولياء أمورهم ونظرة الحيرة التي ترتسم على وجوهم بسبب إصرار إدارة المدارس على إغلاقها دون علم أولياء الأمور ودُون سابق إنذار، مع العلم أن المشكلة مُتعلِّقة بالرسوم الدراسية, التي رغم المُخاطبات والقرارات المتلاحقة بين الوزارة وإدارة التعليم الأهلي المتعلقة بالزيادة ولكن يبدو أنّ إدارة المدرسة مُصِرّة على زيادة الرسوم..!
زيادة الرسوم
أحد أولياء أمر طالب بالمدرسة، عضو اللجنة التنسيقية لأولياء الأمور بالمدارس الثلاث (أم درمان والخرطوم وبحري), ويدعى بهاء الدين عباس أكد لـ(الصيحة) أنّ المُشكلة بدأت مع بداية العام الدراسي عندما تفاجأ أولياء أمور الطلاب بزيادة في الرسوم الدراسية تصل نسبتها إلى (138%) من رسوم السنة السابقة, وهو ما يخالف قانون التعليم الخاص، الذي يقول (ما في زيادة في الرسوم الدراسية إلا بعد ثلاث سنوات وبعد مُوافقة الوزارة), وأكّد أنّهم كلجنة اتّجهوا إلى الوزارة لأنها الجهة المحكمة بينهم وإدارة المدارس.
عدم التزام
وقال بهاء الدين: في أبريل أصدرت وزارة التربية ولاية الخرطوم، قراراً أكدت فيه عدم وجود أي زيادة في رسوم الدراسية إلا وفق القانون، وأضاف أن إدارة المدارس لم تلتزم بأي قرار صدر من قبل منذ القرار الأول في يوم 32/4/2019، والقرار الثاني في 24/6/2019، أما القرار النهائي صدر يوم 11/12/2019م، مُبيِّناً أن إدارة المدارس تجاهلت تلك القرارات وواصلت نقضها ورفضها لقرارات الوزارة بصورة واضحة، وأكد أن آخر رفض كان عقب صدور القرار الأخير بإلزام المدارس بالرسوم المُقرّرة حسب القانون، إلا أن مالك المدارس قام بإغلاقها أمام التلاميذ..!
وضع اليد
وقال بهاء الدين إنّ أولياء أمور التلاميذ طرقوا باب الوزارة دون أن تحل المشكلة حتى الآن، علماً بأنّ ملف المدارسة دخل الوزارة منذ شهر أبريل الماضي ولم تتخذ أي قرار حاسم بشأن المدارس، وقال انّ الآن أولياء الأمور يطالبون الوزارة بوضع يدها على المدارس، وأكد أنهم على استعداد تام بالتعاون مع الوزارة لتسيير المدرسة.
تطبيق القانون
وناشد أحد أولياء أمور الطلاب في حديثه لـ(الصيحة)، أولياء الأمور في الدولة بمستوياتها كافة لتطبيق القانون الخاص بالرسوم الدراسية واسترداد الحقوق على حسب العقد المُبرم، ولفت إلى أن القانون الذي يحكم ويُنظِّم العلاقة بينهم وإدارة المدرسة وهو قانونٌ مجازٌ في المجلس التشريعي، وطالب أولياء الأمور بقرارات حاسمة من الوزارة، وترى أن الوزارة لم تتخذ قرارات حاسمة تجاه المدرسة ولم تُطالب بحق أولياء الأمور حسب القانون، وأكد أن هنالك (2500) طالب من مدارس (كامبريدج) في الشوارع..!
غياب الأساتذة
وقال أحد أولياء الأمور ويدعى أحمد لـ(الصيحة)، واستغرب من محاولة للضغط على أولياء الأمور بواسطة إغلاق المدرسة لزيادة الرسوم الدراسية، وتساءل كيف يتم ذلك رغم أن قرارات وتوجيهات الوزارة تُطالب المدارس بعدم حرمان الطلاب من الدراسة بسبب الرسوم, وقال الآن تبقى (5) أشهر من نهاية العام الدراسي، وكان من المفترض نزول الطلاب يوم الأحد الماضي، بيد أنه قال إنه تم إغلاق المدرسة في ظل عدم تواجُد الأساتذة، وأكد أن كل أولياء الأمور سدّدوا الرسوم كاملة حسب القانون، وشدد على إدارة المدرسة للإيفاء بالتزامته تجاه الطلاب.
عصا موسى
وشهدت (الصيحة) تجمعاً لأولياء الأمور والطلاب بوزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم، في مُحاولة لتحريك قضيتهم مع إدارة التعليم الأهلي والأجنبي بالوزارة، ورغم تأكيد الوزارة للاهتمام بقضيتهم، إلا أنّ الشعور السلبي الذي تسرّب لأولياء الأمور بأنّ هُنالك من يقف أمام حل قضيتهم، ورغم الاجتماع الذي التأم بالوزارة مع مسؤولين بالوزارة، إلا أنّها لم تملك عصا موسى لحل القضية التي تحتاج إلى تدخلات قوية وقرارات فورية حتى لا يضيع مستقبل جيل ينتظر في الشارع، وبدا على أولياء الأمور علامات الحيرة التي ارتسمت في جباههم، ولكنهم بصدد تصعيد مواقفهم خلال الأيام المقبلة ما لم تحل القضية، إلى أعلى المُستويات بالدولة.