تقرير :النذير دفع الله
في يوليو من العام 2013 اتهم مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطنى السابق الفريق اول صلاح عبد الله قوش مجموعات وجهات لم يسمها بالسعي لافشاء الخلافات بينه و الرئيس السابق عمر البشير على خلفية اتهامه بالتخطيط لمحاولة انقلابية، قوش الذي دخل في خلافات حادة مع شخصيات من داخل المؤسسة الرئاسية والحزبية كان من ضمنهم الصراع العلني بينه و مساعد رئيس الجمهورية سابقا نافع على نافع وهو ما دفعه لشن هجوما شهيرا عليه من خلال الاذاعة السودانية ردا على انتقادات الاخير للجنة الحوار الوطني التى شكلتها مستشارية الامن الوطني التى كان يرأسها وهو ما ظنه الكثيرين السبب الرئيس لاعتقاله، وهو ما دفع قوش ان ينفي ما أشيع عن إطلاق سراحه عبر تسوية وقال وقتها أن مجموعة من قيادات الدولة عرضت عليه عقب إطلاق سراح العسكريين بقيادة ود أبراهيم بإطلاق سراحه بذات الكيفية وأضاف رفضت طلبهم كما رفضت كتابة إسترحام، قوش الذي كان يطلق الاتهامات لكل من حمل سلاح او طالب بحقوقه بالخيانة والعمالة فان ذات الاتهامات عادت له بصورة واضحة فاتهمت قوات هئية العلميات والتي ساهم قوش في انشاءها ، اتهمت بالتمرد بعد ان كانت تدين له بالولاء وتاتمر بامره.
قوش والانقاذ
بعد اعفائه من رئاسة جهاز الامن وعودته لقبة البرلمان باعتباره نائبا برلمانيا عن دائرة مروي ومن خلال لقاء جماهيري شن قوش هجوما لاذعا على الانقاذ وقال (ان الانقاذ تجردت من الصحبة وان قادتها من الاخوان بقوا علينا وتقمصهم شيطان الفتنة وسعوا بالنميمة الى الحكام) بل ذهب قوش لاكثر من ذلك واتهم بعض الجهات بانها دبرت له مؤامرة للزج به في السجن فاتهمته بالعملية الانقلابية بدافع الغيرة والحسد واصفا ايها بالمؤامرة سيئة الاخراج مثيرة للضحك وتدعو للبكاء .
قوش والثورة
قوش الذي تحدث عنه الكثيرون بان له سهم واضح في نجاح الثورة بينما في المقابل الاخر قال تجمع المهنيين في اكثر من لقاء بان قوش ليس له اي فضل علي هذه الثورة بل هو من اعتقل وقتل وطارد وسجن ونكل بالثوار والثائرين ومارس كل ما هو قبيح في حق الشعب السوداني، لم تذهب تصريحات تجمع المهنيين هباءا منثورا بل بالامس القريب اتهمه النائب الاول لرئيس المجلس السيادي الفريق أول حميدتي بانه من خطط لتمرد أفراد هيئة عمليات جهاز المخابرات واضاف ان ما حدث امس الاول مخطط مدروس للفتنة يقف وراءه صلاح قوش عبر ضباط في الخدمة والمعاش ضمن مخطط مواكب الزحف الأخضر (تطالب برحيل الحكومة الانتقالية) في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة والموكبين القادمين في مدينة الفولة بولاية غرب كردفان في الثامن عشر من يناير الجاري ويوم 26 يناير بالخرطوم.
الزراع الطويل
الدكتور والمحلل السياسي مهدي دهب قال (للصيحة) ان اطلاق الاتهامات بصورة واضحة من نائب رئيس السيادي الفريق اول حميدتي جاء بعد سلسلة من التهديدات والمؤمرات التي احيطت بالثورة بما يسمي الدولة العميقة سيما وان صوت انصار النظام الخلوع بدات تعلو رويدا رويدا مضيفا ان ما حدث امس يدل علي وجود تنسيق مسبق لان كل المؤشرات تدل علي ذلك وان ما قامت به هيئة العلميات التابعة لجهاز الامن هي من ترك نائب رئيس المجلس السيادي يطلق تلك الاتهامات.
واوضح دهب ان هيئة العمليات كانت اول مشاركة لها عندما اجتاحت قوات خليل ابراهيم لام درمان فيما يطلق عليها عملية الزراع الطويل حيث تم تحييد الجيش وتصدت قوات هيئة العمليات للموقف مؤكدا ان من ينتمون لهيئة العلميات يعتبرون ابناء قوش بل هناك طابع اخر اتسمت به هيئة العمليات وهو الطابع الاثني وهو الذي شكل نواة لفكرة الامن الذاتي في الحفاظ علي النظام السابق واشار دهب انه باحداث الامس يكون قوش قد قطع شعرة معاوية بالثورة.
لذلك جاءت الاتهامات المباشرة له من حميدتي حتي يعلم الرأي العام مجريات ومآلات الاشياء وقال دهب ما كان يجب ان تكون هذه الاتهامات بالطريقة المباشرة خاصة وان الوضع لا يحمل التصعيد لكنه عاد وقال ان ما قامت به هيئة العمليات فرض واقع التصريح المباشر لانه يمثل مهدد لامن المواطن فضلا عن ان المؤسسة العسكرية ابدت حسن النوايا في الاونة الاخيرة حول كثير من القضايا لانهم يعتبرون شريك اساسي في الثورة وطالب دهب الانتقالية بالتناغم بين مكونها العسكري والمدني معتبرا حدة اللغة من جانب نائب المجلس السيادي حميدتي بانها مقدرة لذلك يجب ان تكون الامور واضحة كما يجب لان لجوء هيئة العمليات الي التصعيد او العمل العسكري كان يتطلب موقف حاسم من الجيش بالاضافة لوقفة الشارع والراي العام لمساندته في هيكلة قوات هيئة العمليات وشدد دهب ان هيئة العمليات اصبحت هي اكبر مهدد للثورة اكثر من المهددات الخارجية واذا كان هناك خطر يحيط بالثورة فهو من هؤلاء او ما يسمي هيئة العلميات.