(101) مدرب مرُّوا على الهلال منذ التأسيس.. (30%) منهم في السنوات الأخيرة ومُعدّل الاستقرار انخفض سبعة أضعاف مع الكارينال
الصيحة: ناصر بابكر
لم يكن المصري حمادة صدقي الأول، وكل الشواهد تؤكد أنه لن يكون الأخير الذي يبتعد عن تدريب الهلال هارباً أو مُقالاً أو مُستقيلاً.. إذ بات مشهد التغيير على مستوى دكة بدلاء الأزرق وبالتحديد مقعد المدير الفني مشهداً مألوفاً أشبه بـ(لعبة الكراسي)، حيث تتعدّد الأسباب ومصير مدرب الأزرق واحد وهو الرحيل.. أرقامٌ كثيرةٌ ومفارقاتٌ مُثيرةٌ رصدتها (الصيحة) حول هذا الملف من خلال تسليط الضوء عليه عبر المساحة التالية:
(101) مدرب
قد لا يُصدِّق القارئ أنّ مجموع المدربين الذين تعاقبوا على الهلال منذ تأسيسه قبل (90) عاماً هو (101) مُدرِّب، وذلك منذ المدرب الوطني يوسف رجب أول من تولى تدريب الهلال في العام 1930 وحتى المدير الفني الحالي الفاتح النقر الذي تم تكليفه مُؤخّراً حتى نهاية الموسم، حيث يعد النقر المدرب رقم (101) في تاريخ النادي، مع التنويه لتولي بعض الأسماء المُهمّة عدة مرات ومنهم النقر نفسه.
(72) مُدرِّباً
تعاقب على تدريب الهلال منذ العام 1930 وحتى العام 2014 (72) مُدرِّباً خلال (84) عاماً من عُمر النادي الكبير قبل تولي أشرف الكاردينال لرئاسته في يوليو من العام 2014.. حيث كان مُعَدّل استمرار المدرب في النادي قبل حقبة الكاردينال هو (مدرب كل 14 شهراً) أو (مدرب كل عام وشهرين).
(29) مدرباً
خلال الفترة من مايو 2014 حينما تم تعيين البرازيلي كامبوس من قبل لجنة التسيير التي كان يرأسها الحاج عطا المنان، قبل أن يطيح به الكاردينال بعد أسابيع قليلة من انتخابه للمرة الأولى رئيساً للنادي، وحتى تعيين الفاتح النقر مُؤخّراً.. تعاقب على الهلال خلال تلك الفترة التي تُقدّر بـ(68) شهراً عدد (29) مُدرِّباً بمُعدّل مُدرِّب كل (70) يوماً.
تراجُع رهيب
تلك الأرقام والمفارقة الرهيبة، تُشير الى أنّ مُعدّل الاستقرار التدريبي في الهلال انخفض سبعة أضعاف في حقبة الكاردينال عما كان عليه في الحقب التي سبقته من تاريخ الهلال.. فبعد أن كان مُعدّل الاستقرار التدريبي قبل وصوله الى الرئاسة (مدرب كل 14 شهراً)، انخفض المُعدّل إلى (مدرب كل شهرين).. ما يعني بصورة أخرى أنّ الهلال استهلك خلال أقل من ست سنوات أكثر من ربع المدربين الذين استهلكهم النادي طوال تاريخه الذي يصل لـ(90) عاماً.
المدربون الأجانب
من بين (29) مُدرِّباً تعاقبوا على تدريب الهلال في السنوات الخمس الأخيرة، كان هنالك (13) مُدرِّباً أجنبياً بمُعدّل (مدرب أجنبي كل 5 أشهر).. وتولى تدريب الأزرق في تلك الفترة مدربان برازيليان (كامبوس وفارياس) ومثلهما فرنسيان (كافالي ولافاني) ومدرب بلجيكي (اوسيموس) ومدرب روماني (بلاتشي) ومدرب سنغالي (لامين نداي) ومدربان مصريان (العشري وحمادة صدقي)، بينما أدار التونسي الزعفوري الهلال في فترة ومواطنه نبيل الكوكي في ثلاث فترات.
المُدرِّبون الوطنيون
أما عدد المُدرِّبين الوطنيين الذين تعاقبوا على تدريب الهلال خلال تلك الحقبة فهو (16) مُدرِّباً وطنياً تفاوتت تجاربهم بين مُدرِّبين تم تكليفهم بصورة مُؤقّتة وبين آخرين تم التّعاقُد معهم بصورة رسمية، غير أنّ أغلب تجارب المدربين الوطنيين كانت قصيرة.
الكوكي وأرقام قياسية
يُعد المدرب التونسي نبيل الكوكي صاحب الأرقام القياسية الأبرز من بين كل الأسماء التي تعاقبت خلال حقبة الكاردينال.. حيث يُعد الكوكي المدرب الأجنبي الوحيد الذي عمل خلال هذه الحقبة في ثلاث فترات مختلفة الأولى، انتهت الأولى منها بإقالته والثانية بهروبه والثالثة بنهاية عقده دون أن يتم تجديده.. كما أن الكوكي يعتبر أكثر مُدرِّب نجح في أن يستمر لمدة زمنية خلال حقبة الكاردينال وهي (سبعة أشهر) في تجربته الأولى مع الأزرق في العام 2015.
مسلسل الإقالات
يُعتبر قرار إقالة المدربين من أكثر القرارات التي أتخذت خلال حقبة الكاردينال .. حيث تم إتخاذ قرار بإقالة المدربين (18 مرة) بمُعدّل قرار إقالة كل (114) يوماً.. بينما تراوحت بقية حالات نهاية مَسيرة المُدرِّبين ما بين الاستقالة في ثلاث مناسبات ونهاية العَقد مرة ونهاية التكليف المُؤقّت في ثلاث مناسبات وهروب المدرّبين في ثلاث مناسبات.
الهروب العربي
المُلاحظة الأبرز على تجارب المُدرِّبين في الهلال خلال حقبة الكاردينال، أنّ ظاهرة هروب المدربين بشكلٍ مُفاجئ ودُون تقديم استقالة وقبل إخطار الإدارة بنيّتهم المُغادرة ارتبطت بالأسماء العربية من المدربين.. حيث كانت حادثة الهروب الأولى من قبل المدرب التونسي نبيل الكوكي، بينما كانت حادثة الهروب الثانية من قبل المدرب المصري طارق العشري، أما حادثة الهروب الثالثة فكان بطلها مُؤخّراً المصري حمادة صدقي الذي اقتصرت فترته في الهلال على 24 يوماً فقط كأقل مدرب أجنبي استمراراً مع النادي.
صلاحيات وأجواء
القاسم المُشترك الذي اتفق عليه أغلب المدربين الذين تعاقبوا على الهلال سيما المدربين الأجانب سواء من تمت إقالتهم أو من تقدّموا باستقالتهم أو من اختاروا الهروب، أنّ الأجواء في النادي غير صالحة للعمل، وأن هنالك تدخُّلات إدارية غير مقبولة في الشأن الفني وتغوُّلاً على صلاحيات المدربين ومُحاولات فرض بعض الأشياء الفنية عليهم سواء في ملفي الإحلال والإبدال أو وضع التوليفة، إلى جانب الشكوى من الطريقة التي يُدار بها النادي، وهو الأمر الذي صرّح به غالبية المدربين الأجانب.
الغول والعنقاء والخل الوفي
الرصد أعلاه، يُشير إلى أن الاستقرار التدريبي في الهلال بَاتَ أقرب لرابع المُستحيلات بعد الغول والعنقاء والخل الوفي، إذ لم ينجح أيِّ مُدرِّبٍ ممن تعاقبوا على الهلال في آخر ست سنوات في إكمال ولو عام واحد فقط كمدرب للنادي، حيث كان الكوكي في تجربته الأولى التي استمرت لـ(سبعة أشهر) هو أكثر مدرب استمر.