السودان للسودانيين ماذا تم لها (5)
تساؤل!!!
هل تمت كتابة تاريخ السودانيين في السودان أم تاريخ الاستعمار في السودان. معظم الكتب التي تم تأليفها قديماً تناولت تاريخ الاستعمار والمستعمرين في السودان ولم تكتب عن السودانيين في السودان إلا قليلا أو عند تماسهم مع المستعمر. وقد كتب ود ضيف الله فى كتابه المشهور “الطبقات” والذي قام بتحقيقه العالم الجهبذ البروفيسور يوسف فضل حسن الجعلي المدير الأسبق لجامعة الخرطوم والذي له عدة مؤلفات عن تاريخ السودان ولا زال يواصل مجهوداته القيمة حتى تاريخ اليوم الثامن من شهر ديسمبر 2014.. أمد الله في أيامه وأصلحه ونفع به. و كذلك كاتب الشونة الزبير ود ضوة والذي أرخ لسلاطين الفونج ولجزء من أحداث التركية. وألف كذلك الأستاذ الدكتور سعد الدين محمد أحمد الفتايابى حفيد الشيخ جاد الله أبو شرا من الكلاكلة القبة سفرًا عظيمًا من ثلاثة أجزاء أسماه” حصاد القرون في تاريخ الكلاكلة والفتاياب وأصهارهم القدماء” شمل فيه غير نسب الفتاياب والكلاكلة وأعلامهم من الشيخ علي فتاي العلماء والشيخ جاد الله أبو شرا و الشيخ النذير خالد القاضي بالمهدية، وشيخ العلماء بالمعهد العلمي والناظر شكر الله مدني جاد الله أبو شرا وعكاشة مضوي والشيخ إبراهيم وعبد القادر ود أم مريوم والدكتور بدر الدين طه الفكي أحمد وغيرهم من الأعلام. وكتب حسين خليفة باشا كتاباً عن العبابدة وآخرين عن الجعليين والفور والزغاوة والشكرية والحلاوين وحركة الخريجين والمهدية والختمية والسمانية والقادرية، ومن أعظم ما كتب كذلك على سبيل المثال لا الحصر مؤلفات الأستاذ ضرار صالح ضرار… وكان أول وكيل لوزارة التعليم العالي عند التحاقنا بها، وكان وزيرها الأول الأستاذ سر الختم الخليفة … وما كتبه البوفيسور عون الشريف قاسم والبروفيسور مكي شبيكة والتراث الضخم الذي لا يقدر بثمن الذي حققه البروفيسور محمد إبراهيم أبو سليم وما حققه وما فتئ وما زال وما انفك الجهبذ العالم المحقق المدقق البروفيسور يوسف فضل حسن الجعلي الأنصاري وما أصدره الأستاذ صديق البادي المحقق المدقق المتفاني في جمع تاريخ السودانيين في السودان من مصادره الأصيلة والذي يقارب العشرين مؤلفاً بين مطبوع ومحطوط والمؤلفات التي صدرت عن معهد الدراسات الآسيوية الأفريقية وعلمائه وغيرهم مما نرجو أن نفرد له مقالاً مطولًا إن شاء الله.
ويبقى السؤال ما هو تاريخ استقلال السودان الحقيقي والحاسم والمعلن والرسمي؟
فتاريخ الاستقلال الحقيقي للسودان هو عند حسم معركة فتح الخرطوم واستعادة البلاد لاستقلالها و سيادتها يوم السادس والعشرين من شهر يناير 1885 بعد مقتل الجنرال غردون ممثل الاستعمار التركي المصري والذي تم إرساله لتنفيذ سياسة إخلاء الحاميات الباقية في السودان . وقد كان رئيس الوزراء البريطانى حينها اللورد قلادستون يرفض إرسال أية حاميات بريطانية لتعزيز الوجود الاستعماري في السودان ويصر على أن مهمة الجنرال غردون الوحيدة والشرعية هي إكمال عملية الإخلاء والانسحاب من السودان. وقد تحدث مراراً في مجلس العموم البريطاني أن ما يحدث في السودان من ثورة هو أمر مشروع لشعب يريد حريته، يجب على بريطانيا عدم الوقوف ضده بأي حال من الأحوال. ولكن كانت هنالك مجموعة من غلاة الاستعماريين ترى عكس ذلك هي التي أصرت على إرسال حملة ولسلي وغيره ليس للإخلاء إنما لتعزيز الوجود الاستعماري. وكانت النتيجة هي خيبة الحملة ومقتل غردون على عتبات القصر وهو شاهر مسدسه أو قتله وهو يحاول النجاة واللحاق بباخرة حملة الإخلاء ودخول المهدي عليه السلام الخرطوم وتدشين استقلال السودان. بعد تضحيات جسام وشهداء عظام. واليوم الحاسم لاستقلال السودان الحديث هو اليوم الأول من شهر مارس 1954 .عند ما سمع اللواء محمد نجيب الصوت الاستقلالي داوياً ….لا مصري لا بريطاني ..السودان للسودانيين. واليوم الثالث للاستقلال هو اليوم المعلن في التاسع عشر من شهر ديسمبر 1955 واليوم الرسمي هو يوم الأول من يناير 1956.
وعاش السودان حراً مستقلاً.
حاشية:
أخذت عدداً من هذه النصوص من كتاب السير هارولد ماكمايكل..السودان.. والذى قام بترجمته الأستاذ الفاضل- مجمود صالج عثمان صالح في طبعته الثانية بنشر مركز عبد الكريم ميرغني2009 ومن الكتب القيمة – العلاقلت السودانية المصرية للفاضل المؤرخ الأستاذ الدكتور الفاتح الشيخ يوسف بجامعة الجزيرة 2008.