)حريقة فيكم(!!
من أراد بهذه البلاد شراً .. (فلولاً) كان أم خوارج..
مستتراً كان أم ظاهرًا.. منتقباً كان أو عاريًا…
حريقة فيه..
وتبّاً لكل من لا يسمع إلا صوته والهياج ولا يرى إلا صورته بينما نغوص مجدداً في دمائنا وفقاً لأجندة أخرى ليست لنا .. في الجنينة لم تكن لتلك للجثث قضية.. أجداثاً واحداثاً هي (off point).. ذلك أن الاهتمام الذي تجيده تلك الصغائر لا يغادر الضغائن..
ومسكينة هي جمعية القرآن الكريم لا تعرف بأي ذنب قتلت.. وإذاعة الفرقان المذبوحة بسكين صدئة لن تصدع بعد الآن بقرار نهائي من محاكم التفتيش الناعقة.. أي طلقة خرجت في دار النعيم لم تكن تملك تصريحاً ولا مشروعية إلا مصادقات الفوضى ولجانها المقننة…
لا أحد يمتلك حق حصاد الأرواح… وإن كان (دعامي) أو (لجان مقاومة).. عربيا كان أو مسلاتي..
والمجرم كما قال حميدتي يظل مجرماً وأن أوى إلى الأرض الطاهرة أو تعلق بأستار الكعبة!!
يظل الدم الحرام حراماً وإن تمت إراقته من أجل فتح الطريق إلى (أورشليم) أو (القدس).. وكذلك كتم أصوات الأغيار وإغلاق المؤسسات القائمة، وفق نظام قانوني مكتوب لا يجوز بجرة قلم إلا بذات الطرق والقوانين التي قامت عليها.. فالناس على شروطهم.
لكنهم وياااا لعقم عقولهم… يستطيعون التغافل والتفريق ما بين دم ودم.. وصوت وأصوات ووجه ووجوه.. يجدّون الخطى لاشتراع اوهام الخيوط الواهية التي لن تلحقنا إلا موارد التهلكة والنزيف الحريق..
كل الجديد معهم أننا نتاكل.. ندوس علي فرصنا اللافظة أنفاسها بينما مصائبنا والشياطين تزداد (إجواخا) و(خيش) بعد أن نجح بعض سواقط ساستنا في إضافة أوتار جديدة مشدودة دون إن إرفاق نوتة أو خطة .. كل المنتج المنتظر مجهول الهوية و(قطع أحمر).
نتضمخ برزاز الدم وراديو الثورة لا يكف عن الترديد مبشراً بجدوى ذلك… ليمضي المشروع القديم الجديد في ذات مشروعه المميت غير المتحكم فيه لصالح نقض عرانا عروة عروة… والشماعة الجديدة القديمة جاري تسويقها:
الدولة العميقة..
الفلول..
بينما يمضي مشرطهم الغرير المغرور من خلال القلب والطحال..
فزاعات وخيالات مآتة.. بينما أعداء بلادي و(السوس) يحسنون التراص وجمع الصفوف والتمترس فوق مقدراتنا والآمال لن يرجعوا شبراً…
اختفى السودان من سودانه.. صار غيوماً وسخومًا.. قلق (النقلتي) وضجر الغجر .. حلت ضفائر التواثق المجيد الذي جمع بين عمارة دنقس وعبد الله جماع في أغنية الفرعون الجميل فلم نعد نسمعه ولا نردد:
عرباً نحن
حملناها ونوبة..
حتى إننا أنسينا محمد عبد الحي كيف كان الواحد منا يغني بلسان ويصلي بلسان…
فاتخذ سبيله في البحر سربا…
كنت أعاود الإصغاء لبعض الآمال التي أزهرتها ثورة (الشباب).. آمال عززت عندي بعض الإهاب وأعادت إلي قدرة الإيراق والكتابة…
أنا مدين لهذه الثورة..
أقر وأعترف…
أنها منحتني معاودة الإفصاح والإبانة!!…
نعمة من كريم..
ليس من داعٍ لاستخدام هذه الرخصة في السب والشتيمة وسب الدين… فتلك طريقة في القئ لا تحتاج لصلعة…
هذي الثورة لنا.. لك الصغار… فلا يدخلنها ما ليس فيها ولها..
ثورة ذات رؤية محددة:
(حرية سلام وعدالة)…
لا يعود الرشيد إلى أمنا الثورة إلا بالمزيد من (الفسالة) التي لا تحتاجها ولا يعطي أمه فرنسا إلا الخيبة.. لا الثورة نادت بالتماهي ولا فرنسا أحادية.. فمن أين يستمد ابن السعيد هذا رزنامته وإلى أي بحور من المحاججة ينتمي…
من أي فلاة جاء وإلى أي قمقم يريد أن يحشر ما دونه ومن خالفه..
كترتوها…
حتى لم يعد نملك إزاءه سوى ممارسة ذات الضجر الذي يعتملنا مع كل إطلالة لتبريراتكم السمجة وبلادنا بين أيديكم تنتظر أحد المصيرين:
(يا تغرق … يا تحرق).