مَرْمَطَة التأمين الصحي!

 

استمعت لحلقة مُميّزة في إذاعة هوى السودان (88.3)، عن التأمين الصحي بولاية الخرطوم (شوامخ)، وما يُقدِّمه من خدمات للمُواطنين المُشتركين.

أجمع كل الذين اتّصلوا بالبرنامج على عددٍ من النقاط الجوهرية مع مُختلف مكان سكنهم.

أكد كل المتّصلين على عدم احترام عددٍ كبيرٍ من المُوظّفين العاملين بالتأمين الصحي للمُؤمّن عليهم، أي الشخص حينما يُقدِّم البطاقة التأمينية للعلاج لا يتم التعامُل معه على أساس أنه مُستحقٌ للخدمة، وينسون أنه يدفع مُقدّماً مُقابل تلك الخدمة، بل وقال بعضهم إنّ هناك تمييزاً لمن يدفع (كاش) من المرضى، ويتم تقديمه على صاحب بطاقة التأمين، مِمّا دفع بعضهم لترك بطاقة التأمين في منزله حتى لا (يتمرمط)!!

النقطة الثانية هي عدم توافر الأدوية في كثيرٍ من الصيدليات التي تتبع للتأمين الصحي، الأمر الذي يضطر بالمريض الذهاب لأكثر من صيدلية بحثاً عن دَواءٍ مُحدّدٍ، مِمّا يُكلِّفه زمناً وأموالاً إضافيةً، وهنا نجد المريض يختار الطريق الأسهل ويستغنى عَن رُوشتة التأمين، ويذهب لشراء الدواء مُباشرةً من أقرب صيدلية.

هذه المَشاكل وغيرها، ليست وليدة اللحظة، بل ظلّت مُلازمة للتأمين الصحي منذ إنشائه، وتحدّث كثير من المُواطنين وشكوا منها، دُون الإنصات لهم وإيجاد أيِّ حُلُولٍ حقيقية، فإن عجزت إدارة التأمين الصحي في العهد السابق عن تذليل تلك المَشاكل لكثيرٍ من الأسباب التي يَعلمها القاصي والداني، ولكن أن تظل في هذا العهد ذات المشاكل فهي الكارثة!!

مَعروفٌ أنّ الثورة التي تحقّقت، واحدة من أهم أسبابها، بجانب الوضع الاقتصادي المُترَدِي في ذلك الوقت، هُو رَداءة الخدمة الطبية في المُستشفيات الحكومية والمراكز الصحية والتي يتعاقد معها التأمين الصحي.

إذن، لماذا بعد ستة أشهر من ذهاب النظام السّابق تظل ذات المشاكل، وأعتقد أنّها مشاكل إدارية، أكثر منها مَشاكل فنية مُعقّدة.

مع كل ذلك ليس هناك ما يمنع أن نقول إنّ التشخيص ومُقابلة الأطباء هي الخدمة الأيسر والمُتاحة، التي يُقدِّمها التأمين الصحي دُون مُعاناة، وهي إشادة في حقهم، لكننا نأمل في مُعالجة المشاكل التي تحدث عنها مُتّصلو هوى السودان.

أكثر ما أحزنني ذلك الكفيف الذي اتصل وقال إنّه لا يَستطيع الذهاب لأكثر من صيدلية بحثاً عن دواءٍ حينما يتم تشخيص المرض له، فلماذا لا تُصمّم خدمة للمكفوفين وأصحاب الحاجات الخاصّة كأن يتم حصرهم، وتقوم إدارة التأمين الصحي بالوصول إليهم أو إيصال أدويتهم لهم في منازلهم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى