شرطة منو؟! (1-2)
بدأت الشرطة خطتها نحو إنجاز بعض التحسن في المناحي الأمنية.. مما رشح فهي خطة متكاملة لحسم أمر التفلتات الأمنية والمظاهر السالبة التي تفشت للحد الذي جعل الحياة في الخرطوم مخاطرة تتهددها النوازل ويكتنفها الجنون!!
ما تحاول الشرطة اليوم فعله واجب مستحق تأجل سريانه طويلاً بفضل قتامة الرؤية وضبابية التفكير الذي عشعشته القوى السياسية المتلاعبة بأقدارنا وهي تمنح الشارع (قطع الحلوى) المسممة وتجر المشهد إلى حافة الفوضى بينما يغطي الخلفية صوتهم الهتافي الباذخ:
مدنيااااو..
اسمعوها مني… لا توجد دولة مدنية بلا جهاز للشرطة قوي وفعال… بالعربي البسيط النجاح في توطيد أركان الدولة المدنية يقوم على تقوية وتفعيل دور الشرطة… هكذا يقول منطق الأشياء ممارستكم اللعينة في تسفيه والحط من دور الجهاز الشرطي في تنفيذ القانون يحط ويقزم من قدرتنا في المحافظة علي شروط وجود الدولة نفسها..
الشرطة أصلاً هي أحد أجهزة الدولة المدنية وهي فيها الوظيفة الإدارية المسؤولة عن الوقاية والكشف والتحقيق في الجريمة، وحماية الأشخاص والممتلكات، والحفاظ على النظام العام والسلامة.. ليست خصماً ولا حكماً بل جهة تنفيذ القانون… لا ينبغي توجيهها إلا نحو ما اتفقنا معاً على أنها جرائم…
فلا نسعى إلى إعادة تعريف الجريمة بحسب المرتكب حتى ولو انحرفت فاطمة بنت الدقير لكسر الدقير رقبتها..
قيادة الشرطة الحالية في موقف لا تحسد عليه.. عليها أن تصنع ثورة حقيقية في ظروف بالغة التعقيد والهشاشة.. ففي كل هذا الاضطراب الفكري العميق تحاول أن تأخذ بأيدينا إلى بر الأمان بينما نسبة الدعم المجتمعي لا تتصاعد بالقدر الوافي المستحق.. المطلوب منها أن (تكرب قاشها) وتبذل جهداً مضاعفاً وقد نال (الخرط) في جسدها (المبلول) ما نال… تأثرت بلا شك جراء حملة (الإقالات) الواسعة التي أنجزت دون دراسة مسبقة ولم تتمكن من التخطيط لملء تلك الفراغات وسد الثغرات…
لكن المطلوب دوماً مؤازرة من حضر… ليقوم بذمتهم أدناهم..
ويا كبرياء الجرح
لو متنا
لحاربنا مع بشائر.
هي معركة لا يصح أن يكون لنا فيها الخيرة من أمرنا.. لأنها معركة من اتجاه واحد، نتفق فيها مع البرهان وحمدوك والطريفي وحميدتي وبشائر وخالد بن الوليد على سيادة حكم القانون وإن رغمت كل تلك الأنوف التي ما زالت تدعي في أن الحل في مزيد من الجروح النازفة في جسد البوليس الذي يؤسفهم أنه لم يجرِ كما يجب أمام (الشفاتة)!!
هم ليس لديهم ما يخسرونه… لذا يتفنون في رفع سقف رهانهم حين يجددون شرط معاودة النزيف كمدخل لمعالجة أزمات الأمن..
ليأتي الخريف واللواري تقيف..
هي حملة (منظمة) لإثارة (الفوضى) وتنظيم النزق..
(اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ)…
البداية الصفرية لا يقترحها إلا مجنون…
فلا تسمعوا للمجانين ولا لمولانا التاج… فذاتهم من نادوا بإلغاء العام الدراسي متوعدين ومنذرين حتى إذا الصبح أطل .. ونجحنا في تمرير المياه، ليتبين من بكى ممن تباكى على مستقبل البلاد… نجحت إرادة الحياة في إطلاق الحياة إلى أوردتنا وها نحن على خواتيم عام دراسي حافل بالعمل بالإنجاز ومبشر بالتوفيق والنجاح..
زمرة العجزى عن الركض النبيل يعشقون الفوضى… لذا غاية مناهم أن يغمضوا ويفتحوا عيونهم ليجدوا أن لجان المقاومة كلها لبست (ميري) الشرطة.
وزيتنا في بيتنا!!
و(البل في البل).. حتى لا نجد طريقاً لليابسة ..
تماماً مثلما أورد العارف بالله (الطريفي زول نصيحة) قدس الله سره فى كتابه المعارف اللدنية عن المسألة السودانية في باب (الدبارة) “جيش بانتهاكات خير من انتهاكات بلا جيش، وشرطة باعتداءات خير من اعتداءات بلا شرطة، ومخابرات بتجاوزات خير من تجاوزات بلا مخابرات على وجوب الاصلاحات والعافية درجات”..
نواصل..