رئيس تجمّع قوى تحرير السودان الطاهر أبوبكر حجر في حوار لـ (الصيحة)
أعضاء بالحرية والتغيير ليست لديهم رغبة في تحقيق السلام
الحرية والتغيير ترتكب جُرماً أكبر من الذي ارتكبه المؤتمر الوطني في حق السودان
أنا من حركة مؤمنة بالعلمانية ولكن لا أستطيع فرضها ومكانها المؤتمر الدستوري
تقسيم التفاوض لمسارات يُسهّل العملية التفاوضية لاختلاف حجم وشكل القضايا
حاورته بجوبا.. شادية سيد أحمد
قال الطاهر أبوبكر حجر رئيس تجمع قوى تحرير السودان، إن تقسيم سير التفاوض إلى مسارات في صالح التفاوض رغم أن كل هذه الأطراف تفاوض طرفاً واحداً.. الحكومة.. وأضاف حجر خلال الحوار الذي أجرته معه الصيحة في جوبا أن هذه الجولة من أطول الجولات ولكنها مثلت الجولة الفعلية لبداية القضايا.
وأوضح أن الاتفاق على الفترة الانتقالية تم التوافق عليه بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية، ونحن لسنا طرفاً فيها، وألمح إلى إمكانية تمديدها لأسباب كثيرة، وقضية السلام قضية لها الأولوية القصوى، مشيرًا إلى أن نهاية الحرب في السودان تتوقف على جدية الأطراف، واتهم عدداً من أعضاء الحرية والتغيير بعدم الرغبة في تحقيق السلام، واعتبر هذا هو المهدد الوحيد. وقال حجر إن تحقيق السلام يعتبره أعضاء الحرية والتغيير إقصاءً لهم، وهم مجرد حزب سياسي، وهذه عقلية النظام السابق، وقوى اعلان الحرية والتغيير الان ترتكب جُرماً أكبر من الذي ارتكبه المؤتمر الوطني في حق السودان.
وطالب قوى إعلان الحرية والتغيير بتغيير نهجه، وقال إن تفكيرهم سطحي وهم ليسوا بقدر القضية السودانية، وطلبنا الوساطة بأننا نتحاور ونتشاور فقط مع الحكومة وليس الحرية والتغيير.
وأشار إلى أن تعليق مسار دارفور له أسبابه وسوف يتم الاستئناف في المسار مجرد زوال الأسباب.
وفيما يتصل بمطالب حركة عبد العزيز الحلو بعلمانية الدولة، قال حجر: هذا موقف يخصهم كحركة، العلمانية طرح موجود في كل الدساتير، ولكن مفهوم العلمانية كمصدر التشريع فيه شركاء كُثر ولا يُمكن لأي طرف فرضه على الطرف الآخر، وأنا من حركة مؤمنة بالعلمانية، ولكن لا أستطيع فرضها، ومكانها المؤتمر الدستوري للبت فيه. وقال حجر: الدين لله والوطن للجميع، مشيراً إلى وعي الشعب السوداني في هذا الصدد..
إلى مضابط الحوار.
*ما هو تفسيرك للجمود الذي أصاب سير العملية التفاوضية وتعليق عدد من المسارات؟
أعتقد أن قضية تقسيم التفاوض إلى مسارات، أن الطرف الذي نتفاوض معه محدود أو جانب واحد من جانب الحكومة، ونحن عدة مسارات، وفي ذلك شيء من الصعوبة ويتطلب تواجد وفد الحكومة في أكثر من مسار وأكثر من اجتماع، وهذا يتطلب تأجيل مسار والعمل في مسار آخر.
*هل تعتقد أن تقسيم المسارات أضرّ بالعملية التفاوضية أم يمكن أن نعتبره ظاهرة صحية؟
*تقسيم المسارات ظاهرة صحية لعدة أسباب، وظني أن الحديث عن القضايا القومية هناك قضايا قد تكون منسية وقضية المسارات توجد قضية الإصلاح العام في الدولة، وكل إقليم له خصوصية ومشاكل داخلية يعرفها أبناء هذا الإقليم، وبالتالي المسارات إضافة وليست خصماً على التفاوض.
*ألا يعتبر ذلك من الصعوبة بمكان أن يكون هناك وفد واحد أي الحكومة طرف واحد يحاور ويفاوض عدة أطراف.. يستهلك زمناً إضافياً؟
العكس هو الصحيح.. هذا يسهل العملية التفاوضية.. نسبة لاختلاف حجم وشكل القضايا، والقضية الأساسية في الذين يحملون السلاح وبقية القضايا سهلة وواضحة، ويجب أن نقتنع ونعترف أننا شركاء وأن هناك قضايا يجب أن تُعالج أي أن يكون هناك بعض التأخير ولكن لكي يكون هناك شمول في معالجة كافة القضايا وتجويد التفاوض.
*هذه الجولة من أطول الجولات التفاوضية ما تعليقك؟
فعلاً، الجولة الحالية من أطول الجولات، ولكنها تعتبر هذه الجولة هي البداية الفعلية لبداية الإجراءات الفعلية للتفاوض، وأعتقد أن ذلك أخذ وقتاً، وإعلان جوبا انتهى قبل الموعد المحدد تم تجديده مرة أخرى لشهرين في الوقت السابق، المفاوضات تأخذ جولات وزمناً طويلاً، ولكن الآن توصلنا إلى نقاط طوال السنين الماضية لم يتم التوصل إليها، ولأننا بدأنا العمل الفعلي للتفاوض.
*بدون مقاطعة.. في السابق لم يكن هناك سقف زمني، إلا أننا الآن محكومون بفترة انتقالية محدودة المدى؟
في رأينا أن الفترة الانتقالية تم الاتفاق عليها بين قوى إعلان الحرية والمجلس العسكري، ونحن لسنا طرفاً فيها، وهي ليست فترة تكون كما كتبت في الوثيقة.
*عفواً، هل يعني ذلك أن هذه الفترة الانتقالية قابلة للتجديد؟
نعم.. هي قابلة للتمديد، وذلك لعدة أسباب موقفنا التفاوضي واضح أن الفترة الانتقالية لابد أن يتم تمديدها التحول الديمقراطي والذهاب للانتخابات كل ذلك يتطلب استعدادات وترتيبات أمنية بالنسبة للحركات ما قبل الانتخابات ومن العدل أن تكون هناك مساحة زمنية للحركات لتكمل استعداداتها وترتيب أوضاعها نسبة لأن قضية السلام هي قضية أولوية.
*الخامس عشر من فبراير وبحسب إعلان جوبا.. هل سيكون تاريخاً لإنهاء الحروب في السودان أم إن هناك حديثاً آخر؟
نحن من الداعمين لثورة ديسمبر، ودعمنا الثورة الشعبية وأوقفنا العدائيات إبداءً لحسن النية. في تحقيق السلام، وحرفياً توقّف الحرب يتوقف على جدية الأطراف خاصة الطرف الحكومي ومكوناته، ودعيني أتحدث إليك بكل صراحة أن هناك أعضاء من قوى إعلان الحرية والتغيير المكون للحكومة الانتقالية غير راغبين في تحقيق السلام، ولديهم ممارسات واضحة في ذلك، ولكن نحن نسعى ويجوز قبل الخامس عشر من فبراير إلى إسكات صوت البندقية إلى الأبد هذه المرة، وحتى يتم ذلك، يجب أن يشارك كل السودانيين في ذلك حتى نطوي صفحة الحرب.
*ما هو تفسيرك لرفض بعض عناصر قوى إعلان الحرية والتغيير لتحقيق السلام؟
*هذه قضية إقصاء واستمرار العقلية الأحادية عقلية النظام البائد، وتهافت نحو السلطة وهم خلقتهم الصدفة وحققوا مكتسبات من خلال الثورة ويحاولون المحافظة عليها، ورفصهم للسلام إقصاء ليس إلا، وإعلان الحرية والتغيير الآن يرتكبون جُرماً أكبر من الجُرم الذي ارتكبه المؤتمر الوطني في حق السودان، والمحهود الذي تم في تغيير النظام كل السودانيين شركاء فيه ولا يجوز إقصاء أي طرف، يجب أن نكون سواسية كل يأخذ حقه ونؤسس دولة المواطنة، ونقول للحرية والتغيير إننا حاربنا كل الأنظمة الشمولية والأحادية ونظام الحزب الواحد، وهم ممكن يكونوا أسهل شيء، ولكي نحافظ على السودان يجب عليهم أن يغيروا الطريق الذي يسيرون فيه، وهم ليسوا بحجم قضية السودان وتفكيرهم تفكير سطحي، يقود إلى طريق ضياع السودان من جديد وانزلاقه في الحروب الأهلية.
*هل ستكتفون بهذه الرسائل أم تناقشتم مع الحكومة في الأمر؟
نحن خاطبنا الوساطة، وقلنا لها لن نتفاوض مع أي جهة خلاف الحكومة بشقيها المدني والعسكري، وليست لدينا علاقة بالحرية والتغيير، هم مثلهم مثل أي حزب سياسي في السودان، وهذا هو موقفنا والوساطة أوصلت لهم الرسالة.
*ماذا بشأن مسار دارفور، هل من أمل في استئناف التفاوض في وقت قريب؟
مسار دارفور تم تعليقه لأسباب معروفة وهي أحداث ولاية غرب دارفور مدينة الجنينة، وعلينا أن نتأكد ما الذي تم هناك ومعرفة الأسباب وهل هو عمل ممنهج، وسيظل معلقاً إلى حين تقديم المجرمين للعدالة واتضاح الرؤية، قضيانا واضحة ويمكن أن نصل إلى سلام، رسالة السلام هي رسالة واحدة، ونحن جادون في تحقيق السلام ومتى ما زالت الأسباب سيستمر التفاوض.
*حركة عبد العزيز الحلو طالبت بعلمانية الدولة واشترطت أن عدم تنفيذ ذلك سيقود إلى تقرير مصير الحركة في المنطقتين الانفصال كما انفصل الجنوب؟
الحركة الشعبية حرة في مواقفها، وهذا شأن يخصها وهي تنظبم واعٍ له رؤيته وفهمه وله أسبابه ومبرراته ومواقفه، والعلمانية كرؤية شخصية هي كطرح موجود في كل الدساتير ومشاريع سياسية للحركات الثورية، وأعتقد أن قضية العلمانية كمفهوم يؤخذ كمصدر التشريع، الجميع شركاء في ذلك ويجب أن تترك للمؤتمر الدستوري، ولا يجب فرضها على أي شخص.. أنا أؤمن بالعلمانية والفكر العلماني منهج وسلوك، ولكن محلها المؤتمر الدستوري ليتم البت فيها، الدين لله والوطن للجميع، والشعب السوداني أصبح واعياً وهو من يختار مصدر التشريع في السودان، وهو حق، لكن ليس من القضايا التي يمكن أن تنسف مفاوضات السلام. نحن وحدويون نريد وحدة السودان ولن نفرط في هذه الوحدة ولكي تمارس العلمانية كتشريع لابد من مشاركة الآخرين فيه.
*في تقديرك ما الذي يحرك جمود سير التفاوض هل للوساطة دور في تحريك هذا الجمود وتجديد دماء التفاوض؟
الجمود جاء لأسباب منطقية، ومتى ما أزيلت الأسباب سيكون هناك تفاوض. نعم للوساطة دور في ذلك مطلوب منها التحرك في تحريك هذا الجمود وإزالة الأسباب بخلاف العمل المنهجي، وأن تكون متواجدة في كل ما يخص التفاوض وتهيئ أجواء التفاوض. وجوبا ستحقق السلام من خلال القبول للطرف الآخر لأسباب إزالة النظام السابق، ولكن هذا لا يعني أن نتنازل عن القضايا الأساسية، والسلام يمكن أن يتحقق إذا توفرت الإرادة السياسية خاصة من جانب الحكومة، رأيي أن الحديث عن أن الذي يدور في جوبا لن يحقق السلام هذا افتراء وإرسال الرسائل الإيجابية أفضل من الإحباط وللإعلام دور إيجابي في ذلك، فلنعمل سويًا لأجل استقرار السودان وبنائه.