** ودعنا عام مليئاً بالأحزان و البلاءات بالخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وأعددت نفسي ليكون مقال هذا الأسبوع لحصر وتذكر والترحم على من فقدناهم من الأسرة والمعارف والجيران والأدباء والمبدعين ولكن يأبى العام 2019م إلا أن يضربنا بالقاضية الفنية، ليأخذ منا واسطة عقد المجالس ورفيق الكلمة الحلوة المتزنة أستاذنا فضل الله محمد، وأعددت المقال بعنوان رجل بلا أعداء وسأستهل به مقال اليوم تعليقًا بأن العام الماضي ودعنا بالموت واستقبلنا الجديد بالموت في الجنينة.
** من اراد أن ينظر إلى رجل بلا أعداء فلينظر إلى فضل الله محمد فضل الله .
** رجل كالنسمة خفيض الصوت رقيق العبارات واسع العلاقات محبوب الجميع يسامح ويبتسم لمن يسيء إليه وقد يسأل سائل كيف تكون الإساءة لمن ليس له أعداء ولكن بيننا من يحترف إساءة الأخيار.
** فضل الله اختار الكلمة الرقيقة كما هي حياته وطبيعته كلها رقة كتب ولم يصل للعشرين (بعد الشر عليك) ويا مسافر حليلك وحليل ابتسامتك وخلال عشرينياته كتب (كلمة من وحي ابتسامتي ومن ضميري) وهي الكلمة التي قالها بعد تردد عايز أقولك والا سيبك والا أحسن وأخيراً نطقها (بحببببك)، وأبدع الأستاذ محمد الأمين في إخراجها بدرامية محببة.
** لو رغبنا الإبحار في شخصية فقيدنا العزيز لما أوفيناه حقه فقد أودع مدرسة شعرية لم يبلغها أحد غير محبوبه الراحل نزار قباني، وستظل هذه المدرسة فاتحة أبوابها حتى يظهر نزار جديد أو فضل الله جديد.
** لم أتشرف بالعمل معه، ولكنه يشعرك بأنك الأقرب إليه وكان يغضب بهدوء لأنه لا يعرف ويتصرف بغضب ظاهر كما نتصرف، وتصل حالة الغضب عنده غلى درجة أن ينصح المتفلتين في الصحافة الرياضية بابتسامة وأحياناً يستدعينا ليلفت نظرنا لبعض الخروج عن الذوق ويطالبنا بنصح (إخوانكم ديل).
** بكيناه وبكاه أساتذتنا الكبار وتحدثوا حتى لم يترك لنا علي شمو ومحجوب محمد صالح وإبراهيم دقش وعبد العظيم عوض، وأحمد عبد الرحمن وعبد الباسط سبدرات وكامل عبد الماجد والباقر أحمد عبد الله إلا أن نلتزم الصمت ونخرج الدموع.
** لن نرتاح إن لم نُقِم لراحلنا العزيز فضل الله تأبيناً في قاعة الصداقة وصدقات جارية في شكل جوائز للمتفوقين ومراكز تحمل اسمه وإعادة نشر قصائده ومقالاته وكل هذا صدقات جارية تضاف إلى دعاء أولاده الصالحين الناجحين، وبذلك لن ينقطع عمله.
** رحمه الله، وجعل البركة في عقبه والعزاء لهم ولتلاميذه المنتشرين داخل البلاد وخارجها وأن يمتعه الله بالجنة التي وعد الله بها (العافين عن الناس)
و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
*** نقطة نقطة***
** كما ودعنا العام 2019 بالدموع الأغلى فقد أبت سنتا الجديدة إلا وأن تستقبلنا بدموع ورحيل الأبرياء في الجنينة فى أولى أيام وساعات 2020 نعم راحت أرواح أكثر من مائة في مجزرة جاهلية منتنة في المعسكر، وما يقارب العشرين في حادثة الانتنوف العجيبة، وهي من نوع الحوادث التي تقع عادة بالقرب من المناطق الملتهبة حين هبوطها وإقلاعها مما يفتح الباب أمام السؤال الصعب والاتهام الجاهز ما لم يبدأ التحقيق العاجل.
** نترحم على شهداء معسكر وطائرة الانتينوف ونواري الجثامين في انتظار التحقيق أو الحادث القادم.
** قرأت مرتين ما نُشر على نطاق واسع نقلاًعن وزير العدل بأنه كاد أن يكون ضمن ضحايا الأنتينوف، والمثير ما نشر بأنه تلقى تحذيراً قبيل صعوده وقد يكون الأمر إشاعة وهذا الأقرب، ولكن مثل هذه المعلومات لا يكون المرور عليها أو نفيها ببساطة إن لم تؤخذ مأخذ الجد لمعرفة مطلقها والمروج لها وتتخذ الإجراءات وإلا فالمصيبة اعظم، إذ لم يعلن الوزير ما اتخذه من إجراءات لمنع الكارثة وبحق المروجين.
** آمر آخر رغم أن الوزير المختص نفاه، و لكن بعد أيام ولكنه من نوعية ما يستحق الوقوف عنده و الخبر هو ما نشر حول نية وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف إغلاق المدارس الإسلامية دون المسيحية، وواضح أن الخبر مقصود به إثارة فتنة كبرى ولاسيما أن الحكومة ما ناقصة وأتوقع أن يشتاط الوزير غضباً ويطالب بالتحقيق وإنزال العقوبة كما فعل غيره.
** أعجب ويعحب كثيرون من المستقلين عن الأحزاب لمعلومات عن وحدة الاتحاديين واندماج فصائل
حزب الأمة، ونسأل الله أن نعجب ونحلم بوحدة عناصر اليسار واليمين.