مسار الشرق.. مُن يُحاول قطع الطريق؟
باونين: هؤلاء لا يُمثّلون أهل الشرق وهم يعملون لمصلحة جهات خارجية وينفذون أجندتها
تقرير: عبد الله عبد الرحيم
توقُّف مسار شرق السودان بمنبر جوبا أدى لإشعال الكثير من المواقف، وجدّد الكثير من المخاوف بإمكانية تعثُّر هذا المسار بعد التدخّل الكبير لبعض قيادات وسياسيي الشرق ومطالبتهم بفتح المسار ليضم جهات سياسية وإدارة أهلية مختلفة تمثل الشرق كله دون حصره في منحى قبائلي.
(الصيحة) أجرت هذه المواجهة بين قياديين من أبناء شرق السودان هما الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية أسامة سعيد، ورئيس مؤتمر البجا للتنمية المعارض عثمان موسى باونين، لاستيضاح الموقف وتجلياته عبر المساحة التالية:
*أستاذ باونين كيف تنظرون لما يجري في ملف الشرق وما هي التعقيدات التي تواجهه؟
نحن رافضون أن يُدرّج ملف الشرق ضمن الجبهة الثورية، كما نرفض التدخلات الخارجية في الشرق والسماسرة الذين ينصبون أنفسهم وكلاء عن قيادات الشرق الأصلية، وأي مفاوضات يتم فيها إقصاء لأهل القضية ستكون وبالاً على الحكومة المركزية. وهناك أيضاً مساعس من مجلس السيادة بالاتفاق مع جامعة الخرطوم على قصر قضية ومطالب الشرق في مؤتمر تنمية.. ورفضوا الجلوس معنا في منبر منفصل خارج السودان وبإشراف المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
* إذن أنتم تصرون على منبر مختص بالشرق، وهناك اتجاه يحمل هذه المفاهيم بموافقة الحكومة، فَلِم توقفت الفكرة وهل قطع الطريق أمامكم للجلوس مع الحكومة؟
أنا التقيت في يوم 8 ديسمبر 2019 بالدكتور حمدوك والوفد المرافق له في أبو ظبي، وناقشنا قضايا السودان عامة والشرق على وجه الخصوص، واتفقنا على فتح منبر للمفاوضات بالأمارات ووعدني بمخاطبة دولة الإمارات لفتح المنبر، وللأسف حتى الآن لم يخاطبهم علماً بأن دولة الإمارات وافقت على استضافة المفاوضات وخاطبت الحكومة السودانية رسمياً.
* لماذا لا تعطوهم الفرصة ليخاطبوا جذور أزمة شرق السودان من خلال منبر جوبا؟
الآن كل الشرفاء من أهل الشرق وحّدوا موقفهم برفض طمس هوية إنسان الشرق.
* ولكن الذين يقودون ملف الشرق عبر الجبهة الثورية هم مجموعة منهم أسامة سعيد والأمين داود وهما من أبناء شرق السودان؟
هؤلاء لا يمثلون أهل الشرق، وإنما هم يعملون لمصلحة جهات خارجية وينفذون أجندتها. نحن أبناء القبائل العريقة بالشرق ونحن نناضل الإنقاذ منذ أكثر من 25 عاماً، ولم ننكسر أو نخذل شعبنا في الشرق.
* هل جرت اتصالات بينكم وهل هناك نقاط تتفقون حولها جميعاً أم إن كلٌّ ينظر لاسم الشرق وفق رؤيته؟
الوسيط أو الحكومة لم يتصلوا بنا بخصوص منبر جوبا، وحتى لو اتصلوا بنا فإننا لن نُشارك تحت مظلة الجبهة الثورية، لأن قصايا الشرق تختلف عن أي إقليم آخر بالسودان.. وكنتُ قد قلتُ لكَ إنه تم اتفاق بيننا وبين رئيس الوزراء على فتح منبر آخر بالإمارات ونحن متمسكون بمنبر الإمارات.
ماذا عن المؤتمر التشاوُري الذي سَوف يُعقد في الأسبوع القادم؟
سيتم تأجيل المؤتمر، لأنّ كل القيادات السياسية المُعارضة والإدارات الأهلية الأصلية بالشرق رافضون قيام هذا المؤتمر، وقد تم تسليم والي ولاية البحر الأحمر مذكرة رسمية وطلب منه رفعها لمجلس السيادة.
وإذا أُتيحت لكم الفُرصة هل ستقودون مَسَار الشرق مع القيادات التي تَقُوده الآن؟
يُمكن أن نقود مسار الشرق مع الشرفاء الحادبين على مصلحة أهلهم وعشيرتهم، ولكننا لن نتعاون مع الخَوَنَة ومُنفِّذي الأجندات الخارجية أو الأيديولوجيات الهَدّامة.
موقفكم من الورقة التفاوُضية التي أعدّها الذين يقودون مسار شرق السودان في مؤتمر جوبا؟
نحن لم نطّلع على ورقتهم التفاوضية، وهم لم يتّصلوا بنا، لأننا من الرافضين لمنبر جوبا، ومن الرافضين أيضاً لإدراج ملف الشرق تحت مظلة الجبهة الثورية.. نحن نُطالب بمنبرٍ مُنفصلٍ للشرق وذلك لخُصُوصية الشرق ولخُصُوصية المطالب.
>>>>>>>>>>>>>
أسامة سعيد: سماسِمرة السياسة يُريدون تفويضاً من المؤتمر التشاوُري ليتحاوَروا باسم الشرق
*أستاذ أسامة ما الذي يجري بمسار شرق السودان؟
من المعلوم أن مسار شرق السودان، هو أحد المسارات التي نصّ عليها اتفاق إعلان جوبا لإجراءات بناء الثقة والتمهيد للتفاوض الموقّع بين الجبهة الثورية وحكومة السودان في 11 سبتمبر 2019م، وبموجب هذا الإعلان نجد أن فلسفة الجبهة الثورية هي مخاطبة جذور الأزمة وإنهاء حالة الحرب والتهميش التي استطالت في أقاليم بعينها في السودان. ومن هذا المنطلق رأت الجبهة الثورية أن يكون هذا التفاوض شاملاً وتفاوضاً يفضي لحل نهائي لأزمة الحرب والتهميش في السودان.
*الآخرون أيضاً أبناء شرق السودان فهل تنطلقون من دوافع قبلية؟
ليستُ لدينا أي دوافع قبلية، وتنظيمنا به مكونات كل إثنيات شرق السودان، في قيادته في المجلس القيادي وتوجُّهنا قومي وهو بناء دولة المواطنة المتساوية وتوجُّهنا هو إعادة بناء وهيكلة الدولة السودانية، وإنتاج نظام حُكم يتيح لشعب شرق السودان أن يحكم نفسه بنفسه ذاتياً. هذه هي رؤيتنا التي تقوم على بناء سودان جديد بأسس جديدة وليس لاقتسام سلطة وثروة مع أحد. نحن نقول إن مشكلة السودان هي مشكلة نظام حكم، ويجب أن يُعاد نظام الحكم على أسس من التراضي.
*هناك من يرون أن مسار الشرق بجوبا لا يمثلهم وأن أهل الشرق يقفون إلى جانبهم دونكم؟
نحن قًلنا يجب أن يُفتَح المسار والتزمت الحكومة والوسيط بذلك، وقدّمنا ورقتنا التفاوضية، وهذا ما لم يُعجِب البعض، واستجبنا لرغبة الوسيط ورغبة الحكومة في عقد مؤتمر تشاوري للمصالحة الاجتماعية، وهو الذي نُعدّ له الآن، وهو خاص بالمصالحة والقضايا التي لم ترد في موقفنا التفاوضي وليس بديلاً للتفاوض في جوبا وليس لتفويض أحد، هذا ما اتفقنا عليه مع المجلس السيادي والوسيط. ولذلك أقول إن أي محاولة لحرف توجّه المؤتمر وحرف أجندته لا يُستجاب له وملتزمون بمخاطبة كل قضايا شرق السودان مع الحكومة ونقولها بوضوح إن كل من شارك في النظام السابق إلى لحظة سقوطه ليس لهم مكان في أي مشاركة سياسية في شرق السودان بحكم نص الوثيقة الدستورية.
*هل ستقودون ملف الشرق عبر مساره الراهن بنفس الأفراد أم هناك إمكانية لإضافة من يخالفونكم؟
نؤكد لأهل الشرق بأن مسار شرق السودان سوف يستمر وسوف نستأنف التفاوض يوم 13/1 وسوف ينعقد المؤتمر قبل ذلك لمناقشة القضايا التصالُحية وبابنا مفتوح قبل ذلك لكل من يرغب من شعب شرق السودان في هذه الرؤية التفاوضية، نحن نرحب به، ولدينا مذكرة تفاهم مع أحزاب سياسية وسوف نرحب بكل من رغب في الاتفاق مع رؤيتنا لحل مشكلة السودانأ فليأتِ للتوقيع في هذه الوثيقة، لكن أن تُفرَض علينا أجندة عبر الاستقواء بالقبيلة والاستقواء لتخويف الناس
بإشعال الشرق لن تمُر علينا نحن أبناء شرق السودان، ونعرف الكيمياء في الشرق، ونعرف كل كبيرة وصغيرة، ولن تخوفنا الأجندة الضيقة، ونحن نسير في الاتجاه الصحيح ونعتمد على دعوات الفقراء والمساكين من أبناء شرق السودان.