متاريس سعاد طمبل
*بعد أن امتلأت الوسائط بأخبار “النيقروز” وبعض التفلُّت الأمني، نشرت الشرطة أمس دوريات على أنحاء الولاية كافّة، لتأمينها من أولئك المُتفلِّتين إن كانوا قاصدين أو غير ذلك.
*الغريب في أمر نشر الشرطة والذي بدأ مساء الخميس، أنه مع هذا الانتشار كانت هُناك بعض حالات السرقة بمسافة ليست ببعيدة عن القسم الأوسط بالخرطوم وعن مجمع الجمهور للخدمات.
*منذ صباح الجمعة، انتشرت في الوسائط أخبار وصور لطالبات داخلية سعاد طمبل بالحلة الجديدة وهُن يغلقن الشارع الرئيسي جوار الإمدادات الطبية، وكان سبب إغلاق الشارع هو السرقات التي تمت في الداخلية في غفلةٍ عن أفراد التأمين للداخلية ومُوظفي صندوق رعاية الطلاب.
*أمس ونحن في طريقنا إلى الصحيفة وبرفقتي الصديق والزميل علي البصير، قصدنا أن نسلك طريق الداخلية هذه، ووجدنا الطالبات واقفات أمام السّيّارات وأمامهن متاريس من الحجار ولا يسمحن لأيِّ سَيّارة بالعبور إلى حيث القسم الأوسط أو العكس.
*سألت إحداهن عن سبب هذه المتاريس، فقالت لي إنّهن ولفترةٍ طويلةٍ، طالبن بضرورة تواجُد أفراد الأمن في الداخلية وحراستهن من زُوّار الليل، ولكن لم يُستجب لطلبن هذا، وأردفت: إنّه في مساء الخميس زارهن “لص” نهب جَوالاتهن وبعض مقتنياتهن وأراد التعدي على إحدى الطالبات بالسلاح، وحينما طرقنا باب مُوظّف الاستقبال بالداخلية أتى بعد مرور زمن من زيارة اللص، وقالت إنّهن يُطالبن بالحماية من اللصوص والسرقات حتى يشعرن بالأمان وهن في قلب الخرطوم.
*حقيقة تعاطفت كثيراً مع هؤلاء الطالبات اللاتي أتين من أهاليهن بهدف العلم وفائدة البلاد والعباد، ولكنّهن الآن يُواجهن خطر السرقة والتهديد، دُون أن يجدن من يحميهن، وإدارة الصندوق تتفرّج والشرطة كذلك!
*بالأمس تحدّثنا عن الفوضى التي تَعيشها بعض أجزاء الخرطوم وضرورة حَسم هذه المُمارسات حتى يشعر المُواطن بالأمن والاستقرار، وفي نفس اليوم الذي نشرت فيه الشرطة دورياتها لحماية المُواطنين، كانت طالبات داخلية سعاد طمبل يتعرّضن للسرقة وهن في موقع يُعتبر وسط الخرطوم وبالقُرب من قسم الشرطة، فكيف يكون شُعُور أهل أخواتنا في هذه الداخليات وهُنّ يتعرّضن للسرقة والنهب والخوف؟
*إن حماية الداخليات خاصةً للفتيات، يجب أن يكون مكثفاً هذه الأيام التي تنتشر فيها عمليات الفوضى من بعض ضعاف النفوس حتى يشعرن بالأمن، ونرجو أن تُخصِّص الشرطة دوريات لجميع داخليات البنات لحمايتهن من مثل هذه الممارسات التي لم نكن نسمع بها في أوقاتٍ سابقةٍ.
*المنظر الذي شاهدناه أمس، يُنبئ بأن أولئك البنات تعرّضن لضغوطٍ كثيرةٍ ليلاً، دون أن يجدن من يحميهن.. وحماية الطلبات يجب أن تكون مسؤولية أولى للشرطة ومن بعدها حماية المنازل التي تجد من يحميها من شباب الحي وأبنائه.
*رسالة كذلك نوجِّهها لأهلنا في منطقة الحلة الجديدة وشبابها تحديداً، ونقول لهم إنّ هذه الداخلية في منطقتكم وحماياتها يُعتبر واجباً عليكم تحتمه نخوة السودانيين، ونحن نعلم أنّ أهل الحلة الجديدة هم أهل النخوة والمروءة لحماية أخواتهن من طالبات الداخلية.