المسؤول التنظيمي في تجمُّع المهنيين د. إبراهيم حسب الله لـ”الصيحة”
المسؤول التنظيمي في تجمُّع المهنيين د. إبراهيم حسب الله لـ”الصيحة”
تجمّع المهنيين يفترض أن يرجع إلى قواعده في ميادين العمل
نائب رئيس المجلس السيادي تعلّم السياسة بسرعة وله دور كبير في نجاح الثورة
بعد 50 يوماً من اعتقالي عرفوا أنني المسؤول التنظيمي
لا أؤيد رفع الدعم ويمكن الاستفادة من تجارب الدول حولنا
تجمع المهنيين لن يتحوّل إلى حزب سياسي لهذا السبب
نعم هنالك محاصصات، ولكن من المهم الالتفات إلى قضايا السلام والاقتصاد
حينما اندلعت ثورة ديسمبر 2018 التي أطاحت بنظام الإنقاذ السابق، كانت قيادات تجمع المهنيين (طي الكتمان)، لا أحد يعرف عنها شيئاً، وظلت حكومة المؤتمر الوطني تكيل الاتهامات هنا وهناك ضد أشخاص بعينهم دون أن تتوصل إلى حقيقة من يقود الثوار بتلك الدقة.
وقتها كانت الأجواء ملبدة بالغيوم ومن يقف وراء شباب الثورة بعيداً عن الأنظار وعن الاعتقال ..
نجحت الثورة بفضل التنظيم الجيد لتجمع المهنيين الذي قادها في الأيام الأولى قبل التوحُّد مع آخرين في إعلان الحرية والتغيير..
المسؤول التنظيمي وقتها في تجمع المهنيين كان الدكتور البيطري إبراهيم حسب الله عبد المنعم..
“الصيحة” في هذا الحوار استنطقته في العديد من القضايا وخرجت بالحصيلة التالية:
حوار محيي الدين شجر
*حدّثنا عن مُستقبل تجمع المهنيين؟
في تقديري أن التجمّع بعد قيامه بدوره الرائد في الثورة على أكمل وجه، يفترض أن يرجع لقواعده في ميادين العمل وتكوين تمهيديات نقابية فئوية لمساعدة العمال في معرفة دور النقابات وحقوقهم، لأن فترة الثلاثين عاماً الماضية كانت وبالاً عليهم وفقدوا فيها الكثير .. وحينما تتم صياغة قانون الانتخابات يكون هنالك تجمع فاعل ومؤسس على أرض الواقع .
*هل بدأتم خطوات جادة؟
نعم، وعلى صعيد نقابة الأطباء البيطريين تم تكوين لجنة تمهيدية، وكذلك في الإنتاج الحيواني وتتواصل المساعي في هذا الاتجاه.
*يتحدث البعض عن تحوّل تجمّع المهنيين إلى حزب ما تعليقك؟
هذا اعتقاد خاطئ، لأن أعضاء تجمع المهنيين صحيح توحدوا خلفه، ولكن لكل شخص حزبه.
*ماهو تقييمك لعمل حكومة حمدوك؟
أعتقد أنها تحركت بفعالية في ملفين مهمين هما العلاقات الخارجية وملف السلام، ويكفي ـنها نجحت في إقناع قيادات الحركات المسلحة، وتجري الآن مفاوضات ستفضي في النهاية إلى سلام كما أن تحركها في ملف العلاقات الخارجية يسير بصورة طيبة وستنعكس آثاره قريباً.. ..
*هل تساندون رفع الدعم؟
حسب الاتفاق الأخير بين الحرية والتغيير والحكومة، فقد تم إرجاء الأمر إلى حين انعقاد مؤتمر اقتصادي في مارس، وأنا أعتقد بوجود مخارج أفضل من رفع الدعم وتوجد كذلك تجارب ناجحة يمكن الاستفادة منها في دول البرازيل ورواندا وأثيوبيا ..
*هل تؤيد رفع الدعم؟
شخصياً لستُ من أنصار رفعه.
*هل هنالك توافق بين المدنيين والعسكريين في المجلس السيادي؟
المجلس تكوّن بعد تضحيات جسام، وأعتقد أنه حتى الآن يسير بصورة طيبة، وهنالك نوع من الانسجام، والعسكريون تركوا كل العمل السياسي لمجلس الوزراء.
*ما رأيك في أداء نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي؟
حميدتي له إيجابيات ويسير في الطريق الصحيح، وكان يمكن للإنقاذ أن تغدر به، ووجوده بالخرطوم جعله يفهم السياسة وفنونها وبانحيازه للثورة قدم لها فائدة كبيرة، وحالياً يبذل جهوداً مقدرة في ملف السلام .
*حدّثنا عن أيامك الأخيرة في الثورة، ونعلم أنك كنت المسؤول التنظيمي في تجمع المهنيين؟
الأصم كان أول المعتقلين ومعه دكتور محمد، ووقتها كانت للأصم ورقة ودراسة يقدمها حول الأجور، ثم اعتقل بعدها، وتم اعتقال أحمد ربيع، وكنت اتصلت عليه قبل اعتقاله، ثم اتصلت عليه مرة أخرى فوجدت هاتفه مغلقاً، فعرفت بانه اعتُقل،
وكنا في سكرتارية تجمع المهنيين ستة أشخاص هم أحمد ربيع والأصم وشخصي، وطه ودكتور محمد، وود الأمين، وتم اعتقالي وطه في يوم واحد كان بتاريخ 31 ديسمبر.
*هذا يعني أنهم نجحوا في اختراقكم؟
لا، والدليل أنهم بعد خمسين يوماً من اعتقالي عرفوا بأني المسؤول التنظيمي بعد أن عثروا على تسجيل صوتي لي في هاتف أحمد ربيع عن تقرير تنظيمي كنت سجلته بصوتي بدلاً من كتابته في “الواتس اب”، كان ذلك قبل 13 يوماً من سقوط النظام ووقتها كانت الإنقاذ تلفظ أنفاسها الأخيرة.
*لماذا تركت العمل التنظيمي إذن؟
تفرغت الآن لعمل النقابات، وأنا حالياً عضو اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء البيطريين وعضو تمهيدية حلة كوكو، وطبعاً عضو تجمع المهنيين.
*ألا تخشون الثورة المضادة من أنصار المؤتمر الوطني؟
الإسلاميون لن يصمتوا ولكنهم مرفوضون من كل الشعب السوداني، والآن حتى تلاميذ الأساس يغنون الأغاني الثورية،
وفي رأيي أن كبار الإسلاميين سيكتفون بالصمت بعد أن أمنوا مستقبلهم، وسيكون الصوت العالي صوت أصحاب المصالح والمنتفعين من النظام السابق الذين انقطعت مصالحهم وفقدوا الامتيازات التي كانوا يتحصلون عليها، ولكن الشعب السوداني بشبابه الذي قام بالثورة لن يترك الفرصة لأي ثورة مضادة وستكون له الكلمة في النهاية.
*كثُر الحديث عن المحاصصات؟
دعني أقول لك الثورات أيضاً تحدث فيها محاصصات، ونجد البعض من يرى أنه قام بدور في الثورة، ولابد أن ينال قسمة من الكيكة، ولكن هنالك أيضاً الذين قاموا بأدوار مقدرة في الثورة ويرون أن مصلحة السودان هي العليا فوق مصالحهم الشخصية، ونلحظ هذه الأيام كثيراً من الأحزاب تحاول إدخال منسوبيها في المناصب، ولكن في تقديري الخاص، من المهم جداً أننا في خلال السنوات الثلاث ويزيد قليلاً هي عمر الفترة الانتقالية أن نلتفت إلى الوضع الاقتصادي وقضايا الحرب والسلام.
*تصريحاتكم في الحزب الشيوعي مُتباينة لا تستقر على حال ؟
صحيح أنا شيوعي، ولكني لستُ الناطق الرسمي للحزب، والحزب الشيوعي ليس عضواً في تجمع المهنيين بل رابطة الأطباء البيطريين هي العضو في التجمع وفيها شيوعيون.
*في تقديرك هل الفترة الانتقالية كافية لإنجاز ما تخططون إليه؟
غير كافية، وكنا نريدها أربع سنوات ولكنها تقلصت إلى ثلاث سنوات ونصف، وأتمنى من خلالها أن نتمكن من ترتيب أنفسنا وأن نضع السودان في الطريق الصحيح بإنشاء قانون انتخابات جيد وقانون نقابات أفضل، والدول حولنا ليست بأفضل منا ومثلما قدمنا نموذجاً رائعاً في الثورة يمكن أن نقدم نموذجاً أروع في التقدُّم والنمو.
*هل يعني هذا أن الفترة الانتقالية قد تزيد سنواتها؟
نعم ومن الأفضل زيادتها لأنها فترة قصيرة.