من رسائل العام 2019 ..!
“بعثنا الرسائل .. قطعنا ثلاثين بحراً وستين ساحلاً .. وما زال في العمر وقتٌ لنشرُد” .. محمود درويش ..!
يقول غازي القصيبي – رحمه الله – إن “كتابة الرسائل إلى الصحف فن قائم بذاته، لا علاقة له بالبلاغة ولا بعدالة القضية” .. وإن جاز لي أن أضيف أقول “ولا علاقة له بانتظار الرد أيضاً” .. إخراج بعض رسائل القارئ “حافظ الشيخ” من صندوق بريدي إلى رحابة هذه المساحة، هو شيء من التقدير لمثابرته في التعقيب على معظم مقالات هذه المساحة:
(1)
تعقيباً على مقال “العريس والقطار .. إحلال وإبدال في فن الثورة”: “دي محطة الوطن الكبير بالإضافة للذي ذكرتيه : حكى أحدهم أنه في لقاء تعارف قال عم العريس لأهل العروس إني أريد أن أخبركم بشيء قبل أن تعرفوا من نحن ومن أين .. فالذي أريد أن تعرفوه هو أن فلاناً – و ذكره بالاسم – وهو من رموز النظام السابق تجمعه بنا علاقة مصاهرة، وعدّد لهم أكثر من اسم قائلاً أن بيننا بينهم نسباً .. كانت هذه بداية الكلام، وهذا مدخل التعارف.. فتحولت الجلسة من مجلس تبدو عليه الجدية والرسمية إلى جلسة من المرح .. فأصبحت بداية غير معهود ومدخل للحديث يخلو من طابع المجاملة المعروف في مثل هذه المواقف .. مما يدلل على أن الثورة قد أصبحت حالة عمت المجتمع .. لها مفرداتها وأسلوبها ومواقفها التي تنسجم والشعور العام ..أما رمزية القطار – غير ارتباطه بالذكريات ولواعج المحبين – فالإشارة هنا بأننا – الثوار بالطبع – سنعيد للسكة الحديد مجدها الذي فقد .. لا تستغربين إذا قدم أهل بورتسودان على متن الخطوط السودانية، إن بقيت لها طائرة تحلق في الفضاء” ..!
(2)
تعقيباً على مقال “املأوا الفراغ”: “إذا كانت نظرتنا إلى الأمور أو طريقة حكمنا على الأشياء بذات الفهم القديم، الذى يحمل معنى القول “طالما هذا خصمي أو نظيري إذاً علي إبعاده” .. الطريقة هذه قد تخدم صاحبها بعض الوقت بأن تمنحه امتيازاً أو ينال بها حظوة.. إلا أنها لن تكون في مصلحة الجميع .. هذا مجرب والشواهد عليه كثيرة .. دولة القانون بالضرورة تعني أن كل صاحب حق سينال حقه .. وكل صاحب قضية ستنصفه العدالة .. أي قول غير هذا مضيعة للوقت وثرثرة لن تفيد .. مثلما بدأت هذه الثورة بالمختصرات وجوامع الكلم عليها أن تستمر بذات النهج وأن يصبح شعار هذه الفترة “دولة القانون بس”..!
(3)
تعقيباً على مقال “هل نحن مجتمع ديمقراطي”؟! .. “يقال بأن الديمقراطية تستند على أساسين: إن كل إنسان يجب أن يكون حراً وكل إنسان يجب أن يشعر بالمسؤولية .. إذا كان هذا هو الأساس الذي بنيت عليه يتضح لنا أنها لا تمنح، وهي بذلك لا تُطلب من أحد .. ليست هناك سوق تسويقية تعرض لنا ميزاتها ومحاسنها لمن يرغب .. وقد بين الصبح لذي عينين – أن الذي نشهده في الإقليم من حولنا قد كسر كل القواعد القديمة والمفاهيم الخاطئة عن أن هذه الشعوب لا يمكن قِيادها إلا بالعين الحمراء .. العالم حتى في مجال الطب اليوم أصبحت أبحاثه تتجه نحو تعزيز زيادة الوعي وفتح باب الإدراك لإحداث التغيير المطلوب .. إن كان التغيير هنا هو التماثل للشفاء والاستجابة للدواء.. نلخص القول في أن النزعة الفردية الغالبة على النزعة الاجتماعية بدورها تضعف مفهوم الديمقراطية.. الأيام دي يا أستاذة أسئلتك كترت الحاصل شنو؟ .. شايفك اتعلمتِ تفلقى وتداوي كمان” ..!
(4)
تعقيباً على مقال “بطل سياسي”: “عسى أن يجد كلامك هذا من يأخذه مأخذ الجد .. ويعمل على تطوير القوى الناعمة ويعلي من شأن النضال المدني.. لعله بذلك تسكت أصوات البنادق .. ويعلو صوت الحق .. وتسود الحكمة في كل الأفعال وجميع الأقوال وينعم الناس بالسلام والأمان .. أما جاموس الخلا فهو سيدخر ليوم كريهة لا نتمنى أن يأتي .. يعد قولك هذا اتجاهاً علينا أن نكافح فيه من أجل الوصول للأفضل .. ومن النكات الأكثر تداولاً هذه الأيام أن الدقير قال: مولاي الشعب الأسمر خذني .. فأنا المعشوق العاشق .. فما كان من الشعب إلا أن رد عليه: براحه علينا فقد كان يقال لنا ألحس كوعك” ..!
حافظ الشيخ
مني أبوزيد