* فقد مجلس الوزراء هيبته ووقاره وهو يذعن لضغوط الحاضنة السياسية للحكومة “قوى الحرية والتغيير”، ويتخذ قراراً بالتراجع عن الإصلاحات الاقتصادية الجوهرية التي أقدم عليها بطرح سياسة اقتصادية لتعافي البلاد من “أمراض” قديمة أقعدتها عن النهوض ألا وهي سياسة الدعم السلعي وشراء ولاء المواطنين بإرهاق الخزانة العامة بالصرف على المحروقات حتى أصبحت قارورة الماء (10) جنيهات أغلى من قارورة البنزين (6) جنيهات!! في دولة لا تنتج من البترول إلا أقل من نصف احتياجاتها..
قوى الحرية والتغيير أرغمت حكومة حمدوك الضعيفة في حضرة حاضنها والمرعوبة من خروج المواطنين للشارع احتجاجاً على الارتفاع المنتظر في أسعار مطلوبات الأسر جميعها في حال إقرار سياسة رفع الدعم.. مجلس الوزراء فقد هيبته بتراجعه غير المبرر وأثبت للرأي العام اضطراب العلاقة بين الجهاز التنفيذي والسياسي، حيث كان منتظراً أن يقدم حمدوك لتحالفه السياسي موجهات عن الميزانية قبل إيداعها مجلس الوزراء للأخذ برؤيتها قبل أن تصبح الميزانية قانوناً ولكنه اختار الطريق الخاطئ في معالجة الأزمة الاقتصادية بالعودة مرة أخرى لسياسة الدعم التي تجعل السودان “رهينة ومطية لمشيخات الخليج” متسولاً الوقود والقمح، ويده وظهره ممسوك بحاجته للمال الخليجي..!!
* أصبحت وسائل الإعلام الحديثة والمواقع الإخبارية ساحة لتصفية الحسابات الشخصية واغتيال الرموز وتغبيش وعي الناس وإشانة سمعة البعض، وقد تناقلت الصحف أمس الأول خبراً “مغرضاً” عن فتح بلاغ جنائي في مواجهة نجل قيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي بتهمة سرقة منزل السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي ومرشد الختمية.. وبعض وسائل الإعلام ذهبت لتسمية المتهم بالسرقة القيادي محمد الخليفة عبد المجيد دون تثبت أو تقصٍّ عن مزاعم السرقة وحقيقة البلاغ الكيدي.. وهل شخصية مثل محمد الخليفة عبد المجيد يسرق بيت الميرغني وهو الذي تربى في كنف أسرة عريقة وبيت دين وثروة مالية..!!
ما حدث صراع سياسي بين الحسن الميرغني وشقيقه جعفر الميرغني، ومحمد الخليفة عبد المجيد هو الوكيل الشرعي القائم على أملاك مولانا الميرغني.. وقد أمر الخليفة بعض قاطني منزل أبوجلابية بالخروج وهم ممن يقطنون مجاناً لسنوات في المنزل الذي يعتبر “تكية” لأهل السودان وطائفة الختمية.. وتكشف وجود مخالفات وفقدان لبعض الأمتعة وتم تدوين كل ذلك وفتح بلاغ فقدان وتم توجيه التهمة لبعض القاطنين في المنزل وبعد عودة الحسن الميرغني أمرهم مرة أخرى بالعودة للمنزل باعتباره مالك المنزل الشرعي وتم فتح بلاغ فقدان من قبل ذات الأشخاص الذين أخرجهم الخليفة محمد عبد المجيد ضده ونشر الخبر في الوسائط والصحف لتشويه سمعته، ولكن الرجل بأخلاقه وقيمه الفاضلة قدم الوثائق التي تثبت أنه الوكيل المسؤول عن منزل أبوجلابية فشطب البلاغ في مواجهته.. كل ما يحدث عراك بين السيد الحسن الميرغني الرافض لقرار والده بتعيين السيد جعفر نائباً لرئيس الحزب وقيادة استقطاب في الجزيرة وود الترابي وبحري والخرطوم لشق وحدة الاتحاديين التي بدأت أولى خطواتها في القاهرة، وفي مثل هذه المناخات تكثر الضغائن وتشويه سمعة القيادات مثلما حدث للشاب محمد الخليفة عبد المجيد..
* رحل أستاذ الأجيال فضل الله محمد، وسافر بعيداً عن هذه الدنيا بعد صراع صامت مع المرض.. فضل الله محمد رجل جمع قلوب السودان في تمزقهم, جمع بين الاتحاديين والإسلاميين والأنصار والشيوعيين والمايويين، ألف بين قلوب الصوفية والسلفيين, كتب أجمل الأغنيات للفنان محمد الأمين وكان الرافعة التي حملت ود الأمين لقلوب الملايين.. ودعته البلاد في آخر أيام 2019م وأكثر الناس حزناً على رحيله لعجزه عن الوصول لمأتمه الشيخ علي عثمان محمد طه المحبوس في غياهب السجون وبينه وفضل الله محمد ود متصل ووفاء نادر من رجل عرف بالوفاء لشاعر وصحافي يستحق الوفاء.. رحم الله فضل الله الذي بات الآن سفره ممكناً..!!