* كثير من السودانيين كانوا يظنون أن قصيدة الاستقلال، قد كتبت بالتزامن مع الحدث الكبير في الأول من يناير 1956م…!!!
* بيد أن المدهش حقاً أنها جاءت بعد سنوات ثلاث من اليوم المشهود، إذ كتبها الشاعر ولم يزل في عامه الأول بالجامعة.
*ولد شاعرنا في حي “الجباراب” لأسرة متوسطة الحال، درس القرآن في خلوة جده الحاج عبد الوهاب إبراهيم ، والتحق بعدها بالمعهد العلمي المتوسط في القضارف، ثم انتقل بعدها إلى مدرسة القضارف الأهلية الوسطى، والثانوي بمدرسة حنتوب .
*كان التحاقه بجامعة الخرطوم في العام 1959م فتحاً جديداً في حياته، حيث تخرج فيها عام 1964م، ليعمل معيداً بمعهد الدراسات الإضافية .
*تقلب شاعرنا في المناصب داخل وخارج السودان حتى استقر به المقام لسنوات خلت في دولة البحرين مستشاراً لوزير التربية والتعليم .
* حين كان طالباً في جامعة الخرطوم عام 1959م وضمن تحضيرات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم تم الإعلان عن فتح باب المشاركات الأدبية للطلاب ليشاركوا بها في احتفال الاتحاد بأعياد الاستقلال في الأول من يناير 1960.
*جلس الطالب عبد الواحد عبد الله يوسف – حينها – ليلتين يكتب تلك القصيدة الرائعة وقدمها للاتحاد وحازت على إعجاب المسؤولين .. فغناها كورال الاتحاد في الاحتفال ..
*وهاجت مشاعر طلاب الجامعة والمسؤولين وجميع الحضور وفي مقدمتهم الفنان خضر بشير الذي كان صديقاً لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم.
*فقدمت الأغنية للفنان الشاب حينها محمد وردي حيث قام بتلحينها وأداها في إذاعة أم درمان.
*وعندما قرر عبود (بيع) حلفا بالموافقة على بناء خزان ناصر في مصر وإغراق حلفا .. كان وردي في مقدمة المعارضين لهذا القرار .. فتم سجنه وحظرت جميع أغنياته وتسجيلاته..
*إلى أن جاءت ثورة أكتوبر 1964م وفك الحظر عن الحرية والأحرار ومنذ ذلك الحين … وكل الشعب السوداني يغني في الأول من يناير.
اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا
يا إخوتي.. غنوا لنا.. غنوا لنا..
يا نيلنا يا أرضنا الخضراء.. يا حقل السنا
يا مهد أجدادي ويا كنزي العزيز المقتنى
كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية
خاضوا اللهيب وشتتوا كتل الغزاة الباغية
والنهر يطفح بالضحايا بالدماء القانية
ما لان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية
وليذكر التاريخ أبطالاً لنا عبد اللطيف وصحبه غرسوا النواة الطاهرة
ونفوسهم فاضت حماساً كالبحار الزاخرة
من أجلنا ارتادوا المنون ولمثل هذا اليوم كانوا يعملون
غنوا لهم يا إخوتي فلتحيا ذكرى الثائرين
إني أنا السودان أرض السؤدد هذي يدى
ملأى بألوان الورود قطفتها من معبدي
من قلب إفريقيا التي داست حصون المعتدي
خطت بعزم شعوبها آفاق فجر أوحد
فأنا بها وأنا لها سأكون أول مفتدي
خطت بعزم شعوبها آفاق فجر أوحد
يا إخوتي غنوا لنا اليوم…
*ويبقى د.عبد الواحد عبد الله يوسف علامة شعرية فارقة، بخلود قصيدته تلك، التي هي من القصائد الحسان، التي احتواها ديوانه (قصائد حب للناس والوطن).
*له التحية والذكرى الخالدة تهل على بلادنا بعد62 عاماً.
* وإن كان ثمة سؤال يطرح في هذه المناسبة فهو.. ماذا جنى السودان بعد 64 عاماً من الاستقلال؟